(مالكم كيف تحكمون ) ؟؟

(مالكم كيف تحكمون ) ؟؟
عندما وقعت تلك الآية تحت بصري توقفت كثيرا – رغم اني لست من الحاكمين – والحمد لله ورسوله تيقنت ان الله سبحانه يعاتب عتبا شديدا ويتوعد بعذاب اشد للذين يخالفون شريعته وسنة رسوله ص. في حكم عباده وسياسة امورهم.
جالت في خيالي ذكريات كثرة بعيدة بدأت من هجرتي الى بلد كان فيه من يحكون اليوم في بلدي يتمتعون بالامتيازات ولكني ارى في وجوهم خنوع وذلة , وما اكتشفت هذا الا بعد رجوعي الى العراق وبدأت تتكشف اسباب ذلتهم لي …
انها العمالة يا سيدي…..
والعمالة او (الخيانة العظمى) كما تسمى احياناً وتوجه هذه التهمة إلى من يتصل بدولة خارجية بهدف تقويض الأمن والاستقرار في بلاده و يقاتل مع طرف آخر ضد بلاده ويخطط ضد الدولة، يتخابر مع دول أخرى عدوَّه مُسَرِّبَاً لها أسرار الدولة، هي بضعة أمثلة شائعة لما يمكن اعتباره خيانة عظمى. وتكون العقوبة العادية على هذه الخيانة هي الإعدام أو السجن المؤبد. ويُسمَّى الشخصُ المتهمُ بالخيانة العظمى في العادة( خائناً او عميلاً).
والخيانة او العمالة في المفهوم اللغوي تعني الغدر وعدم الإخلاص وجحود الولاء لوطن وارض ولدت عليها ونشأت فيها ومنها انت وآباءك واجدادك .
والطامة الكبرى التي تلحق بالبلاد هي اذا وصل هؤلاء الخونة العملاء الى سدة الحكم وتسلطوا على رقاب العباد , سيرى الناس منهم العجب العجاب والظلم والشر المستطير لأنهم لا يراعون لله حرمةً ولا لرسوله سنة ولا للأخلاق والاعراف ذمة . وجاء في الحديث القدسي فيما روى عن رسول الـلـه صلى الـلـه عليه وآلة وسلم «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي فلا تظالموا».
والادهى والامر من ذلك هو أدعاء من يحكم او يسوس الامور بانه متدين او مسلم او يحكم بشريعة او عقيدة يعرفها الناس جيدا ويمارسونها وخبروها , فيختلط على الناس الفكر وتضطرب الرؤية لديهم ويبدء التشكيك ويصل أحيانا ً الى النبذ والتخلي عن جزء كبير من عقائدهم او شرائعهم وذلك لانهم رأوا ان الحاكمين ( المدعين) قد قدموا نموذجا سيئاً لتلك العقيدة او الشريعة التي يدعون أتباعها – وهم كاذبون-
يا سادتي… ما يحدث في العراق يحار له العقل .
ففي العراق يحتل العملاء والخونة والفاسدون المناصب الرفيعة وفي العراق السرقة جهاراً نهارا ومحمية بالقانون وقوة الاحزاب وجبروتها . وفي العراق يصرح العملاء بالعمالة دون أي وازع من خجل او خوف عرف او قانون .
في العراق تباع ارض واسرار الوطن وتراث الوطن والشعب بثمن بخس, دراهم معدودات , وفي العراق لا تراعى لمقدسات حرمة ولا لفقير او مسكين او مريض خاطر. وفي العراق صارت شرعنه الفساد مباحة , وفي العراق صارت شيطنة من يخالف فكر المتحزبين والكتل مسألة تستدعي التصفية , في العراق يكرم الفاسد والشرير والمنافق, وصدق أمير المؤمنين علي ع حين قال ( يوم يكرم صاحب الشر اتقاءً لشره ) .
فهنيئاً لكم التكريم ….وهنيئاً لهذه المجاميع الخنوع…. وهنيئاً لهذا الشعب ( نومة العوافي )
الدكتور جابر سعد الشامي
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here