اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة آل عمران (ح 36)

اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة آل عمران (ح 36)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في الموسوعة الالكترونية لمدرسة اهل البيت عن السيد محمد الصدر: قال الله تعالى “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” (ال عمران 196) نشأته العلمية: بدأ الدرس الحوزوي في سنٍّ مبكّرةٍ، حيث كان ذلك في سنة 1373 هـ، وقد ارتدى الزيّ الحوزوي وهو ابن إحدى عشرة سنة، حيث بدأ بدراسة النحو والمنطق والفقه وغير ذلك من دروس المقدّمات على يد والده السيّد محمّد صادق الصدر، والسيد طالب الرفاعي، والشيخ حسن طرّاد العاملي، ودخل كلّيّة الفقه سنة 1379 هـ. دارساً على يد مجموعة من أساتذتها، وهم: في الفلسفة الإلهيّة على يد الشيخ محمد رضا المظفر، في الأُصول والفقه المقارن على يد السيد محمد تقي الحكيم، في الفقه على يد الشيخ محمد تقي الإيرواني. كذلك حضر عند بعض الأساتذة من ذوي الاختصاصات والدراسات غير الحوزويّة: كالسيّد عبد الوهّاب الكربلائي مدرِّس اللغة الإنجليزيّة، والدكتور حاتم الكعبي في علم النفس، والدكتور فاضل حسين في التاريخ، وكذا درس الرياضيات في الكلّيّة نفسها، وتخرّج من كلّيّة الفقه سنة 1383 هـ. ضمن الدفعة الأُولى من خرِّيجي الكلّيّة.

ثُمَّ دخل مرحلة السطوح العليا، فدرس كتاب الكفاية على يد أُستاذه السيّد الشهيد محمّد باقر الصدر، وكتاب المكاسب على يد السيّد محمّد تقي الحكيم. ثمَّ أكمل دراسة كتاب المكاسب عند الشيخ الحجّة صدر البادكوبي. ثمَّ حضر دروس البحث الخارج عند جملة من أعلام النجف الأشرف، وهم: السيّد الشهيد محمد باقر الصدر في الفقه والأصول، السيد أبو القاسم الخوئي في الفقه والأصول، السيد روح الله الموسوي الخميني في الفقه، السيد محسن الحكيم في الفقه، السيّد إسماعيل الصدر في الفقه. وفي الجانب العرفاني فقد تعرف في عام 1977 م على العارف الحاج عبد الزهرة الكرعاوي وهو من تلاميذ السيد علي القاضي، فسلك معه في طريق الله تعالى لسنتين، حتى شهد له شيخه بتمام المعرفة والوصول. تلامذته: ودرس على يديه مجموعة من فضلاء الحوزة، منهم: الشيخ محمد اليعقوبي، الشيخ قاسم الطائي، السيد رحيم الشوكي، الشيخ علي أل سميسم، السيد أحمد اليعقوبي، السيد محمود الحسني، ولده السيد مقتدى الصدر، السيد جعفر محمد باقر الصدر. إجازته بالرواية. أمّا إجازته في الرواية فله إجازات من عدّة مشايخ، هم: آغا بزرك الطهراني، والميرزا حسين النوري صاحب كتاب مستدرك الوسائل، ووالده السيّد محمّد صادق الصدر، وخاله الشيخ مرتضى آل ياسين، وابن عمّه السيد حسين خادم الشريعة، والسيّد رضا الصدر، والسيد عبد الرزاق المقرم، والسيد حسن الخرسان، والسيد عبد الأعلى‏ السبزواري، والدكتور حسين علي محفوظ. الاجتهاد والتدريس: أُجيز بالاجتهاد من قِبَل أُستاذه الشهيد محمّد باقر الصدر في سنة 1398 هـ وكان عمره آنذاك 36 سنة، حيث اتّفق أنَّ جملة من الفضلاء طلبوا من الشهيد محمّد الصدر أن يباحثهم على مستوى أبحاث الخارج، وقد سألوا الشهيد محمّد باقر الصدر عن ذلك، فبارك لهم وشجّعهم عليه، وذكر لهم تمام الأهليّة للسيّد محمّد الصدر، وكان مكان الدرس آنذاك مسجد الشيخ الطوسي، وقد استمرّ الدرس قرابة أربعة أشهر، وقد أدّت صعوبة الظروف حينها إلى انقطاع البحث وتفرّق الطلاب.

ثمَّ عاد إلى إلقاء البحث الفقهي بعد سنوات عدّة في جامعة النجف الدينية، ثُمَّ توقّف الدرس، على أثر أحداث الانتفاضة الشعبانية ليعود بعدها لإلقاء دروسه في مسجد الرأس الملاصق للحرم العلويّ، واستمرّ بحثه إلى آخر يومٍ من حياته. وكان يلقي في هذا المسجد أبحاثه في كلّ يوم، وكان يخصص يوم الخميس والجمعة للدروس القرآنية حيث كانت تمتاز هذه الدروس بروح التجدّد والجُرأة في نقد الآراء وتفنيدها، وكذلك اتخذ أُسلوباً مغايراً لأُسلوب سائر المفسّرين في تفسير القرآن الكريم؛ إذ إنَّهم كانوا يبدؤون بتفسير القرآن الكريم من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، إلا أنه شرع تفسيره من سورة الناس رجوعاً إلى باقي السور القرآنيّة المباركة. ووضح سبب اختياره هذه الطريقة فقال: سيجد القارئ الكريم أنَّني بدأت من المصحف بنهايته، وجعلت التعرّض إلى سور القرآن بالعكس. فإنَّ هذا ممّا التزمته في كتابي هذا نتيجة لعاملين نفسي وعقلي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here