نحو وضع استراتيجية عربية للخلاص القومي

بقلم المحامي عمر زين*

نعتقد انه آن الآوان للأحزاب العربية وللقوى الحيّة في الامة ان تضع استراتيجية مشتركة على المستوى القومي حيث ان هذه الاستراتيجية غائبة غياباً كلياً، وبالتالي فإن مواجهة المشاريع الاستعمارية على انواعها التي تضرب بأمتنا العربية في كل المواقع في الارض والاقتصاد والاجتماع والثروة الطبيعية والمالية والتربوية والتعليمية، حيث اصحابها يستغلون ويستثمرون ما فعلوا من مؤامرات لتعزيز الذاتية الجغرافية والانانية الشخصانية بيننا، بحيث اوهموا كل بلد عربي انشأؤه بفعل سايكس – بيكو وزرع الكيان الصهيوني العنصري في فلسطين، بأنه امة مستقلة وبأنه غريب عن البلد العربي الآخر ليتعامل معه وكأنه يتعامل مع شعوب أخرى غرباء عن بعضها البعض ضاربين أسافين في تاريخنا وجغرافيتنا وتراثنا ولغتنا وعاداتنا ووصل بهم الامر الى خلق الانقسامات الطائفية والمذهبية والعشائرية بشتى الاساليب ترغيباً وترهيباً، فهذا الحجم الكبير من المؤامرات لتركيعنا، يدعونا ويفرض على قوانا الحيّة ومنها الاحزاب العربية الى ضرورة ملحّة للمساهمة الجادة في وضع استراتيجية موحدة كفيلة في الرد على كل هذه المخاطر، وتجهيز الآليات التنفيذية للانتصار عليها، يستدعي ان ينضم الى هذه المهمة بشكل طبيعي مؤتمر الاحزاب الاسلامية والمؤتمر القومي العربي والجامعات العربية والاتحادات المهنية العربية بما فيها الكتّاب والمفكرين العرب، ومن خلال كل هؤلاء تشكيل الكتلة التاريخية لتحمل المشروع النهضوي العربي الكفيل بانتصار الامة على اعدائها ولتأخذ مكانتها بين الامم.

إنها مهمة صعبة ومعقدة ولكن ليست مستحيلة، المهم الارادة ، والتصميم، والبدء بالتنفيذ، وقد تكون لجنة المتابعة للمؤتمر العربي العام بدأت خطوة تمهيدية ناجحة في هذا السبيل.

توحّدا في نضالكم الوطني لبناء مجتمعات تحترم الحريّة والديمقراطية والعدالة والمساواة وحقوق الانسان بعيداً عن الشخصانية والانطوائية والتحجّر داخل حدود مصطنعة قامت بها الامبريالية العالمية بعد الحرب العالمية الاولى.. وهذا هو طريق اكيد وناجح في النضال على المستوى القومي بوضع الاستراتيجية والآليات التنفيذية المطلوبة للنهوض.

*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here