حركة اليماني ما بين اليمن والعراق

احمد ال عبد الواحد
ورد ذكر اليماني الموعود في كثير من احاديث اهل البيت عليهم السلام، لما يمثله من اهمية في عملية التمهيد للظهور الشريف ذلك العبد الصالح الذي لاهم له الا ان يوطئ الارض لمولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف، حيث ورد في حديث الامام الباقر (عليه السلام) : ليس في الرايات اهدى من راية اليماني لانه يدعو الى صاحبكم، كما ورد في الحديث أيضاً لايحل لمسلم أن يلتوي عليه او الملتوي عليه في النار.
مما لا يدعو للشك ان أهل البيت عليهم السلام هم سادة البلاغة والفصاحة، وعندما يردنا حديث عنهم (عليهم السلام) فيكون كل حرف او حركة على حرف في حديثهم لها معنى هم قاصديه عليهم السلام، وصف حديث الامام الباقر حركة اليماني  كفرسي رهان مع حركة الخرساني والسفياني،  وذلك لان من شروط سباق افراس الرهان هي تكون المسافة فيما بينهم قريبة، واي زيادة لاحدهم في هذا السباق يسقط عنه شروط المسابقة ويعتبر خارجه، لذلك ذأب الامام الباقر عليه السلام على استخدام هذا المثال لكي يوضح لنا مكان هذه الرايات وقربها من بعضها.
عند الاطلاع فى خرائط الجغرافيا نجد ان المسافة بين العراق واليمن تبلغ حوالي ٢٠٢٥ (الفان وخمسة وعشرين) كيلو متر وهي تعتبر ضعف المسافة ما بين العراق وايران عند قدوم الخرساني منها، والعراق وسوريا التي يقدم منها اللعين السفياني، هذا سوف يضع اليماني خارج حديث افراس الرهان لبعد المسافة بينه وبين كل من الخرساني والسفياني.
لنفرض ان اليماني  من اليمن فهذا يعني عليه ان يجتاز دولة تعرف حكومتها من الحكومات الداعمة للارهاب والمبغضة لاهل البيت عليهم السلام وهي السعودية، والمتابع لحركة الامام بعد الظهور يعلم جيداً بان السعودية ستفتح و ينشر التشيع فيها على يد صاحب الزمان عج، فكيف سيتمكن اليماني من عبور هذا الطريق لو كان من اليمن؟!
من جانب اخر يعتبر الحوثيون من المسلمين ولكن ليس من الشيعة الامامية الإثني عشر عليهم السلام حيث يلتقون مع الشيعة في إمامة امير المؤمنين والحسن والحسين ومن بعدهم الامام زين العابدين الامام السجاد عليه السلام، وبعد ذلك يفترقوا عن الشيعة كونهم يعتقدون بامامة زيد بن علي بعد الامام السجاد ولا يعتقدون بامامة بقية الائمة من ولد الامام الباقر عليه السلام وهذا مخالف لعقيدة اليماني الموعود الذي يؤمن بالائمة الاثني عشر عليهم.
 هناك كثير من الامثلة على ان ذكر لفظ اليماني ليس معناها انه من اليمن حصراً فمثلاً  اية الله العظمى السيد علي السيستاني يرجع اصله الى مدينة او محافظة سيستان وهو مرجع الشيعة الاعلى ويسكن في النجف،  ويقلده كثير من الشيعة العراقيين وجميع فتاويه تكون حول الوضع العراقي، كذلك العقيق اليماني منتشر في جميع انحاء العالم ويعود اصله الى اليمن.
ولذا ذهب الباحث المهدوي الشيخ جلال الدين الصغير إلى نفي كون اليماني من اليمن، يقول: (وفي العموم فإنّ الروايات الصحيحة والموثوقة والمعتبرة لا تشير لا من قريب ولا من بعيد إلى كون الرجل من اليمن، بل إنّ منشأ الوهم الذي جعل البعض ينسب الرجل إلى اليمن هو إمّا روايات عامية أو روايات ضعيفة سنداً ومضطربة متناً، أو روايات لا نستطيع الاعتماد عليها لمجهولية مصدرها)
وأخيراً علينا ان نعي حقيقة بان اليماني الموعود حركة عراقية بحتة لرجل عراقي بحت من قبيلة او عشيرة عراقية يرجع اصلها الى اليمن، وان حركته سوف تكون في جنوب العراق حصراً، وجيشه هو من العشائر العراقية الاصيلة مع ما يتبقى من فصائل الحشد الشعبي.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here