قائد الشرطة السويدية يجب أن يكون موافق للشريعة الصهيونية

قائد الشرطة السويدية يجب أن يكون موافق للشريعة الصهيونية

إيهاب مقبل

لطالما واجهت البلدان الصغيرة مشكلة تتمثل بمحاولة إخضاعها للدول الكبيرة. كانَ الوضع سيئًا للغاية في السويد خِلال القرن الثامن عشر، وذلك بعد رشوة نصف عدد السياسيين السويديين من قبل أصحاب القبعات الفرنسية، والنصف الآخر من قبل أصحاب القبعات الروسية والإنجيليزية. بالتأكيد، لم ترغب هذه الدول شراء السياسيين السويديين فقط، بل كذلك الشرطة وأجهزة الأمن.

تنقسم الشرطة السويدية إلى 21 فرع، «واحد لكل مقاطعة»، وتُعتبر السلطة الإدارية المركزية في البِلاد. وبالتاكيد في مثل هكذا جهاز يختصُ في الكشفِ عن الجرائمِ وشبكات المخدراتِ والكحولِ والدعارةِ ومشتهي الأطفالِ، يكون نفوذ «المافيا الصهيونية» أكبر داخل مؤسساته الرسمية.

في مطلع عام 2012م، كشفَ برنامج الجريمة الإسبوعي على قناة «أس في تي» من خلال المقابلات مع ضباط الشرطة من أن الجهاز لا يقبل الإنتقاد حتى داخليًا.

وقالت لينا نيتز، رئيسة إتحاد الشرطة للقناة التلفزيونية، إنه لديها حوالي 21 ألف عضو، بما نسبتهم 97% من جميع أفراد الشرطة في سائر أنحاء البِلاد، لديهم ثقافة ليست قادرة على إستيعاب الإنتقادِ! فأي ثقافة هذه التي ترفض الإنتقاد وحرية التعبير في «المجتمعاتِ الحُرةِ» كما يصفها الساسة الغربيين؟!

مع البيروقراطية المركزية يوجد هناك أكثر من ألف شخص من جهاز الشرطة يكسبون التأييد والتلميع الإعلامي من خلال علاقاتهم الوثيقة مع وسائل الإعلام وخاصةً الصحف المسائية المملوكة لـ«عائلة بونير» اليهودية الصهيونية المعروفة في السويد.

ويقول جان كارلسون، رئيس إتحاد الشرطة، في مقالة نشرها سنة 2008م: «تطارد الشرطة المجرمين الصغار بدلًا من المجرمين الكبار». بينما وجه المدعي العام للدولة نيلس إريك شولتز في نفس العام، إتهامًا لجهاز الشرطة بتزوير مئات القضايا وإخفاء الأدلة عن المحاكم ومحامي الدفاع. فمن هم الضحايا الخاسرين والمجرمين الرابحين من عمليات الإخفاء هذه؟! ومن يحمي قيادات شبكات المافيا الصهيونية في البِلاد؟!

· المحامي ستين هيكشر، تولد عام 1942، وهو يهودي صهيوني من الحزب الإشتراكي الديمقراطي، وأبن زعيم المحافظين السابق غونار هيكشر، شغلَ منصب قائد الشرطة السويدية خلال السنوات 1996 – 2004م. في مقابلة مطولة كانَ بطلها في مجلة الوقائع اليهودية الصهيونية رقم 4 سنة 2000م، كشفَ قائد الشرطة ستين هيكشر إنه لا يزال ملتزمًا بعمله كرئيس لـ«مؤسسة هيكشر للشبان اليهود». وعندما أقامَ المتحف اليهودي في ستوكهولم معرضًا للصور الفوتوغرافية لليهود السويديين المشهورين بعنوان «الفيتامينات في الثقافة السويدية»، وضعت إدارة المتحف صورةً شخصيةً لستين هيكشر ضمن اليهود السويديين على الرغم من إنكاره لوسائل الإعلام السويدية بـ«الإنفتاح على اليهود». وبصورةً عامةً كانَ لقاءه في سنة 1996م مع تومي باير، رئيس منظمة بناي بريث، كافيًا لإثباب ولاءه للمنظمة الصهيونية.

· المحامي ستيفان إدوارد سترومبرغ، تولد عام 1950، وهو مسيحي صهيوني، يشتهر بعلاقاته الوثيقة مع «عائلة بونير» و«عائلة يورنه ستامبين» اليهوديتين الصهيونيتين، وقدْ شغلَ منصب قائد الشرطة السويدية خلال السنوات 2005 – 2007م. بعد توجيه إنتقادات واسعة لستيفان سترومبرغ، قررت الحكومة إقصاءه من منصبه، وتعيين بدلًا منه بينغت سفينسون منذ مطلع عام 2008م. حاولَ سترومبرغ الوصول إلى محكمة العدل التابعة للإتحاد الأوروبي، ليعمل فيها كقاضي جديد عام 2012، إلا إنه فشل في إختبار الكفاءة الإلزامي، وذلك لإفتقاره إلى المعرفة بقانون الإتحاد. ومع ذلك، يشغل سترومبرغ حاليًا منصب مدير عام مصلحة السجون والمراقبة السويدية منذ عام 2019.

· المحامي بينغت تشارلز سفينسون، تولد عام 1953م، وشغلَ منصب قائد الشرطة السويدية خلال السنوات 2008 – 2014م. يُعتبر حال سفينسون أفضل من غيره بكثير، وقدْ تمكنَ من تعزيز موارد جهاز الشرطة بفضل إستقلالية توجهاته، ولكنه فشلَ في حل العديد من القضايا والجرائم بسبب الإرث الثقيل من المشاكل في جهاز الشرطة.

· المحامي دان توري إلياسون، تولد عام 1961، وهو مسيحي صهيوني من الحزب الإشتراكي الديمقراطي، وشغلَ منصب قائد الشرطة السويدية خلال السنوات 2015 – 2018م براتب شهري يزيد قليلًا عن 160 ألف كرون سويدي/ 16 ألف دولار أمريكي، وبذلك يكون أحد رؤساء المناصب الأعلى أجرًا في السويد. خلال فترة توليه قيادة الشرطة ركز إلياسون بصورةً مباشرةً على العرب والمُسلمين، وكانَ يحاول عبر وسائل الإعلام تصويرهم ضمنيًا على إنهم تهديد مُباشر لليهود في السويد. لاتوجد فترة سيئة للغاية مرَ فيها جهاز الشرطة السويدية إلا في عهد إلياسون المليء بالفضائح، فلم يتمكن جهاز الشرطة في عهده إلا من حل بعض القضايا والجرائم، كما واجهت شرطة الحدود والأمن الداخلي حالة من الإنهيار الكامل، مما دفعَه ذلك على تقديم الإستقالة. كانَ إلياسون في السابق المدير العام لوكالة التأمين الإجتماعي، وفشلَ فعليًا في إدارتها بسبب عدم ثقة الموظفين بإدارته. وعملَ بعد تقديم إستقالته من جهاز الشرطة بنفس مُرتبه في الهيئة الخاصة بجائحة فيروس كورونا، ليواجه إنتقادات لاذعة بسبب قيامه برحلة خاصة إلى جزر الكناري بحلول عيد الميلاد 2020، على الرغم من التوصيات الحكومية بالإمتناع عن السفر غير الضروري، مما دفعَه ذلك على تقديم الإستقالة. ومع ذلك، يعمل إلياسون حاليًا في وحدة المكاتب الحكومية للإستعداد للأزمات وحلها منذ مطلع عام 2021!

· ضابط الشرطة أندرس إينغفار ثورنبرغ، تولد عام 1959، وهو مسيحي صهيوني، ويشغل منصب قائد الشرطة السويدية منذُ عام 2018م، وهو أول قائد شرطة من جهاز الشرطة نفسه. تُعتبر شخصية ثورنبرغ ضعيفة جدًا على الرغم من خلفيته البوليسية القوية، إذ لديه كاريزما متعاطفة للغاية مع الصهيونية، ولذلك تعيش المافيا الصهيونية حاليًا داخل البِلاد أسعد فترة في عمرها. كانَ ثورنبرغ مديرًا لجهاز الأمن السويدي «السيبو» خلال الفترة 2012 – 2018، وقدْ واجه إنتقادات لاذعة من قِبل بعض الكُتاب مثل «يان غيو» بسبب مطاردته المُسلمين كمجموعة والإنفتاح الكامل على الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية. وزيادةً على ذلك، واجه ثورنبرغ إنتقادات لاذعة بسبب فضيحة مشتريات تكنولوجيا المعلومات من قبل الفنيين الأجانب غير المرخصين عام 2017، فيما يتعلق بأمن المعلومات في قاعدة بيانات وكالة النقل السويدية. وفي الخامس عشر من أبريل نيسان الجاري 2022، وجهت لثورنبرغ إنتقادات قاسية من قبل حزب المحافظين المعارض بسبب سماحه للمتطرف الشعبوي راسموس بالودان بحرق القرآن الكريم وإستفزاز مشاعر المُسلمين، مما أدى إلى ردة فعل عنيفة من قبل الشباب المُسلم في مُدن لينشوبينغ ونورشوبينغ ورينكبي وأوريبرو، وقدْ أسفرت عن إصابة نحو 13 شرطي وحرق وتدمير العديد من عجلات الشرطة. ومع ذلك، يمكن القول إنه مع قيادة أندرش ثورنبرغ لجهاز الشرطة لن تتوقف حملات الكراهية والمطاردة للعرب والمسلمين في البِلاد، وذلك ببساطة لإنه يرى أن السويد وإسرائيل في نفس القارب.

إنتهى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here