حكومة اليمن الجديدة دمية

حكومة اليمن الجديدة دمية، نعيم الهاشمي الخفاجي

المتابع للأحداث بالوطن العربي لايجد أي شيء يدعوا للتفائل، العرب كانوا ولازالوا أمة محكومة وليست حاكمة، عندما اتفقت بريطانيا وفرنسا على تقسم منطقة الشرق الأوسط إلى دول مستقلة، هذا الأمر لايتم إلا من خلال إسقاط الدولة العثمانية وتقسيم تركتها إلى دول وتنصيب عوائل لحكم تلك البلدان العربية لخدمة الاستعمار، لذلك قرار الحرب كان متخذ مسبقا ضد الدولة العثمانية، عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى كانت الأمور معدة مسبقا، بريطانيا وفرنسا في الواجهة وأمريكا بالخلف، حيث تم وضع عصبة الأمم في أمريكا دون غيرها، خدع البريطانيين والفرنسيين حالات العربان في التعاون معهم لإسقاط الدولة العثمانية وإعطاء العرب مملكة بزعامة مفتي مكة شريف علي، وقف كل العرب السنة شيوخ وعلماء وضباط وساسة مع القوات المحتلة لأجل الحصول على مملكة للعرب، النتيجة خلع الانكيليز الخائن مفتي مكة الشريف أو الكسيف علي وتم تسليم نجد والحجاز إلى العصابات الوهابية بزعامة عبدالعزيز سعود، وتم دعم إنشاء دول عربية مستقلة بالشكل وفي الحقيقة تم دعم عوائل عميلة لحكم البلدان العربية المستقلة.

شكل العرب الجامعة العربية، وكان يتصارع على قيادة الجامعة الأنظمة البعثية والقومية ضد دول الرجعية العربية المتمثلة في دول البداوة صنيعة الاستعمار والصهيونية، الان نجم الدول البعثية والناصرية القومية افل وسقط وباتت السيطرة على الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي لدول الرجعية من دول البداوة الوهابية، اليمن والعراق تحملوا اوزار كبيرة من سيطرة التيارات البعثية والقومية وتدخلات دول الرجعية العربية من دول البداوة الوهابية.

بسبب بيع فلسطين للصهاينة انعكس ذلك على العراق تسبب في وقوع انقلاب عسكري أطاح بالعائلة المالكة التي نصبها الاستعمار على الشعب العراقي، عقب ضياع فلسطين انتشر المد القومي البعثي والناصري في غالبية الدول العربية، وتسبب بوقوع انقلابات عسكرية، اليمن وبالذات الشمالي كان تحت حكم الإمامة الزيدي الداعم للشعب الفلسطيني، وفي أحداث فلسطين أرسل الإمام أحمد متطوعين من اليمن للقتال في فلسطين، آثار مخاوف قادة إسرائيل وتم نشر وثائق تشير إلى قول بن غوريون لدينا أصدقاء في الجيش اليمني لكي نعمل على إسقاط نظام الإمامة الزيدي في اليمن الشمالي صنعاء، وبسبب المد القومي الذي انتشر باليمن تم إسقاط نظام الحكم الزيدي في اليمن، وقامت السعودية في تنصيب رؤساء موالين إليهم، بل السفير السعودي أشرف على عملية الانقلاب على العقيد الحمدي بسبب مواقفه في حفظ سيادة اليمن، بل السفير السعودي في يوم الانقلاب بصق في وجه الشهيد العقيد الحمدي رحمه الله.

انقلاب العقيد علي عبدالله صالح كان مصنف ضمن الأنظمة القومية البعثية، وكانت علاقاته جيدة مع نظام صدام الجرذ الهالك، السعودية دعمت حزب الإصلاح الإخواني المتوهب من خلال بيت الأحمر، بعد غزو صدام الجرذ للكويت دخلت الوهابية بكثرة إلى اليمن ومن خلال حزب الإصلاح الإخواني، رغم أن علاقة علي عبدالله صالح كانت سيئة مع السعودية بسبب دعمه إلى نظام صدام الجرذ، دعمت السعودية انفصال جنوب اليمن في عام ١٩٩٤ بوقتها كنت سجين بالسعودية، اتذكر يوم دخول القوات اليمنية عدن احتفلنا بالقضاء على حركة التمرد نكاية بدعم السعودية لعملية انفصال الجنوب بوقتها، بعد أحداث سبتمبر وسقوط نظام صدام الجرذ اتجه علي عبدالله صالح نحو السعودية ومن خلال حزب الإصلاح الإخواني فتح اليمن للوهابية، علي عبدالله صالح تنازل عن محافظة جيزان ونجران للسعودية، طبيعة العقلية البدوية تبقى تكن حقد لكل شخص وقف في يوم من الايام ضدهم، في أحداث الربيع دعمت السعودية حزب الإصلاح للاطاحة في نظام علي عبدالله صالح، لكن الأمور تغيرت وسيطر أنصار الله الزيدية على كل مناطق اليمن الشمالي وأصبح لهم أنصار في اليمن الجنوبي، دبر بيت الأحمر عملية اغتيال إلى الرئيس علي عبدالله صالح في مسجد لصلاة الجمعة، أصيب الرئيس بحروق وجروح عميقة بقي بالمستشفى ثلاثة أشهر، تم إجبار علي عبدالله صالح على تسليم الحكم إلى عبد ربه هادي في حكومة انتقالية لمدة عام ونصف العام، ودارة معارك بين الشعب اليمن والعصابات الاخوانية الإرهابية في صنعاء انتهت بسيطرة الشعب اليمني من خلال الجيش واللجان الشعبية على صنعاء، وتم الدخول في مفاوضات مع هادي لتشكيل حكومة تضم كل المكونات اليمنية الشمالية والجنوبية، هرب الرئيس هادي من صنعاء إلى عدن وباوامر سعودية طلب تدخل السعودية والتي عملت تحالف يضم جيوش عشر دول إلى احتلال اليمن، النتيجة مضت سبع سنوات من حرب دامية عجزت قوات تحالف السعودية وعصابات القاعدة وداعش من احتلال شمال اليمن، حكومة هادي المنتهية الصلاحية بقيت تحكم أكثر من عشر سنوات، بسبب تدخل السعودية، عجزت السعودية في السيطرة على اليمن الشمالي، وبسبب التغيرات الدولية أجبرت السعودية على اقالة عبد ربة هادي وعملت مؤتمر صوري في الرياض، في اسم مؤتمر للحوار اليمني، رغم أنف الرئيس المنتهية صلاحيته عبد ربه منصور هادي، أعلن تسليم منصبه إلى مجلس رئاسي وليس رئيس واحد.

الخطوة صورية وهي شكلية لكنها أيضا تعتبر واحدة من مخرجات الحوار لوقف الحرب العبثية، هادي سلّم صلاحياته والتي ليست لها وجود لا في الشمال ولا في الجنوب اليمني حيث تسيطر قوات الانتقالي على اليمن الجنوبي، المجلس الرئاسي يضم ثمانية رؤساء يبغض بعضهم البعض الآخر، ليس لهم وجود على الأرض رغم الدعم العسكري والمالي لتحالف السعودية إليهم، غاية السعودية جمع قادة ثمانية عصابات تضم حتى عصابات القاعدة من خلال الإرهابي أبو زرعة، حتى يكون للسعودية دور بمستقبل اليمن، معظم هؤلاء الثمانية أنا شخصيا عندي تواصل معهم في تويتر، ناس بقمة النذالة والتطرف والعمالة، شعب اليمن يرفض قبول الخونة والعملاء، وجود العملاء في الشطر الجنوبي فقط، ورغم ذلك غالبية ابناء الجنوب ضد الخونة والعملاء، رغم العنف والقصف الجوي والتنكيل الذي مارسته العصابات الإرهابية ضد السكان في الجنوب وبعض مناطق الشمال إلى أن حكومة العملاء بحقبة هادي أو ضمن مجلس الثمانية رؤساء الحالي عاجزين عن خلق دولة يمنية. فهؤلاء واجهة لعصابات ارهابية بلا شرعية، صمد شعب اليمن وبالذات أهالي الشمال رغم محاصرته براً وبحراً وجواً.

السنون السبع الدامية تعلمنا أنه لايمكن إلى أي قوة خارجية احتلال الأرض اليمنية، من المهازل أن مجلس الحكم الرئاسي المشكّل من ثمانية، وظفوا معهم خمسين مستشار برتبة وزير لأن كل قادة العصابات الإرهابية يريدون مناصب، هذا العدد من الرؤساء والمستشارين يكشف حقيقة كثرة العصابات الإرهابية العاملة في اليمن، هذا التوافق بين العصابات الإرهابية في مجلس الرياض والحكومة السعودية لايغير من الواقع على الأرض شيئا، بكل الأحوال عملية شن الحرب ضد اليمن تمت بقرار خارجي والغاية حلب السعودية ودول الخليج، تم أنفاق أكثر من تريليون دولار على هذه الحرب العبثية، ذهبت إلى شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية والغربية، والعالم شاهد كيف الحلاب ترامب جمع ابن سلمان بوضع مذل ويعرض عليه صور طائرات واسلحه ويأمره بشرائها.

اليمن بلا شك يكون لكل اليمنيين وليس للفريق الوهابي السعودي، وجود مبعوثين أمميين مفيد وإن كان مجلس السعودية الإرهابي لايمثل الشعب اليمني، لكن بلا شك طرد هادي وتشكيل مجلس رئاسة اكيد يكون البداية إلى مفاوضات سلام ، بكل الأحوال مشروع الحل السلمي يعترف في حق شمال اليمن في حكم اليمن مع بقية المكونات بدون تدخل دول الجوار وعلى رأسها السعودية، أهالي الشمال وحركة أنصار الله هم مكون يمني عربي أصيل رغم أنف السعودية وتحالفها الإرهابي يشاركون في الحكم، وتبقى حرب اليمن حرب عبثية محزنة ومؤلمة من إفرازات مؤامرة فوضى الربيع العربي عام 2011 التي أدت إلى تدمير دول وشعوب عربية ترفض الذل والانبطاح والتطبيع، للأسف في اسم الربيع تم استهداف شعوب دول عربية مناضلة مثل شعوب العراق وسوريا وليبيا واليمن، وجميع تلك الأحداث لازالت مستمرة بسبب العصابات الوهابية المرتبطة مع حلف الناتو لابتزاز شعوب تلك الدول وفرض أنظمة عميلة عليها، لكن هيهات هيهات أن يتم ذلك.

‏من يتضامن مع الباطل فهو مثله مثل أهل الباطل، لايختلف عنهم بشئ سوى أنه منافق ينفث سم أحقاده مستغلا الظروف، مجلس رؤساء حوار الرياض اليمني ينطبق عليهم القول التالي(

‏الشياطين هُم الذين يتصارعون على الوطن وليس من أجله).

في الختام، أقسم بالله ‏لا أخجل من شيء في بلادنا العربية، ومن وضعنا العراقي، إلا من حقارة المنافقين وتعدد أوجه المرتزقة من الكثير من الكتاب والصحفين العراقيين من دعاة اليسار والقومية تحولوا إلى عبيد للكتابة في صحف دول البداوة الخليجية، من العار ان يكتب كاتب وصحفي في صحف دول تتعارض مع أفكاره اليسارية والشيوعية مقابل حفنة دولارات وريالات، أحد هؤلاء المرتزقة رأيته بقناة فضائية سعودية هو لا يؤمن بالعشائرية محضر صورة يقول هذه إلى جدي عام ١٩٥٢ ذهب إلى الحج واستقبله ملك الوهابية عبدالعزيز آل سعود.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

17/4/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here