السلوك القهقري!!

قهقر الشخص: رجع إلى الوراء من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه.

أي أنه يتراجع إلى الوراء ونظره نحو الأمام , كالسيارة التي تمشي نحو الخلف وسائقها ينظر أمامه.

وهو سلوك فاعل في بعض المجتمعات المبتلاة بحكومات فاشلة ذات تطلعات تدميرية للبلاد والعباد , ويتحكم فيها الفساد , فكلما زاد فسادها تنامى تقهقرها , وبما أنها لا تبصر في تراجعها فأنها تدوس على الأخضر واليابس , لأن المهم أن تمتلئ أوعية شرهها بما ترغب وتستطيب من النهب والإستلاب , والسرقات المشرعنة بفتاوى شياطين الأنس المعممة.

فالفساد قوة دافعة إلى الوراء , ولا يمكنه أن يكون قوة ذات قدرة على تحقيق التقدم والرقاء , ولا يساعد على الخروج من حفرة الإنطمار بالويلات والتداعيات , والتفاعلات الخسرانية الإستنزافية النكراء , بين أبناء مجتمع كل ما فيه واحد.

وياليت هذه المجتمعات تستطيع المراوحة في مكانها , لتبقى في حالة ثابتة ذات تموجات تشعرها بالإنتماء للحياة والتواصل معها , لأنها على الأقل ستحافظ على كيانها وقوام وجودها , الذي ستنطلق منه ذات يوم لتأكيد دورها وقدرتها على الحفاظ على ذاتها وهويتها.

والمشكلة في تلك المجتمعات أنها أدمنت على التقهقر دون القدرة على الإستدارة إلى الوراء , لترى مواضع خطواتها , فهي في عمه وتيهان , ودفع تخبطي نحو مواضع مجهولة , تمليها إرادة الفساد والإفساد , التي تصنع الإضطراب والعشوائية , وتستدعي الغبار والغابرات , ليخيم الظلام , ويشتد التعثر والحطام , ويكون الهدف لملمة العظام , وإطلاق التجني بالكلام.

فهل لدينا القدرة على قيادة سيارة الأوطان ونحن ننظر ونسير إلى الأمام؟!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close