سياسي كوردي: قرار PKK مصادر من قبل الأنظمة الإقليمية‎‎

أكد سياسي كوردي سوري، اليوم الخميس، أن قرار حزب العمال الكوردستاني PKK مصادر من قبل الأنظمة الإقليمية وخصوصاً النظام الإيراني، وأصبح يعمل حسب ما تقتضي مصالحهم في المنطقة.

وقال السياسي الكوردي سعدون شيخو ، إن «الحزب الديمقراطي الكوردستاني برئاسة السيد مسعود بارزاني حقق في الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة انتصاراً ملفتاً لدى كل المراقبين السياسيين على الساحة العراقية والدولية، وكان لهذا النجاح الوقع الأكبر عندما توصل الديمقراطي إلى اتفاق مع كتلة السنة وجناح الشيعة المناهض لهيمنة إيران على الدولة العراقية في تشكيل حكومة الأغلبية، فكان ذلك بمثابة زلزال في أوساط التنظيمات السياسية والعسكرية التي تدور في فلك السياسية والتوجهات الإيرانية على الأراضي العراقية، ومن تلك التنظيمات PKK».

وأضاف «بعد ذلك الاتفاق ازدادت الهجمات المعادية بالصواريخ والطائرات المسيرة من قبل أدوات النظام الإيراني – على الساحة العراقية – على إقليم كوردستان، وكان آخرها قصف مدينة أربيل بشكل مباشر من قبل الحرس الثوري الإيراني بالصواريخ البالستية، للنيل من موقف حزب الديمقراطي الكوردستاني في تشكيل حكومة الأغلبية، ويأتي تصعيد الخطاب والتصريحات الإعلامية من الصف الأول لقيادة منظومة PKK ضد الديمقراطي في هذا السياق».

وأشار شيخو إلى أنه «يتضح من هذا التصعيد المفاجئ، وغير المبرر، بأن PKK تلقى مهمة جديدة على الساحة الكوردية في إقليم كوردستان، إذ سبق وأن نجحت الأنظمة المعادية لتطلعات الشعب الكوردي باستخدام هذه المنظومة لتمرير سياساتهم على الساحة الكوردية».

وتابع «الآن يتم تهيئة الشارع الكوردي لهذه المهمة من خلال الاجتماعات، والمسيرات المعادية للديمقراطي الكوردستاني، التي تنظمها تلك المنظومة في غربي كوردستان».

وأوضح شيخو أنه «منذ ترك PKK ساحته الأساسية في شمالي كوردستان (كوردستان تركيا)، ونقل مقاتليه وصراعه مع الدولة التركية إلى داخل أراضي إقليم كوردستان، تسبب PKK في مقتل المئات من مواطني الإقليم، وتهجير عشرات الآلاف من سكان المنطقة الحدودية، وإفراغ أكثر من 500 قرية وبلدة، وتدمير مزارعهم، وممتلكاتهم، نتيجة القصف والاشتباكات التي تحصل بشكل شبه يومي بين مقاتلي الحزب والجيش التركي».

وذكر أن «تركيا تتخذ تواجد الحزب في إقليم كوردستان ذريعة لتبرير عملياتها العسكرية في أراضي الإقليم، بالرغم من مطالبات حكومة وبرلمان إقليم كوردستان المتكررة لهذا الحزب باحترام حدود الإقليم وعدم تعريض أمنه واستقراره للخطر، وذلك بترك أراضي الإقليم والانتقال إلى ساحته الرئيسية، التي تأسس عليها للدفاع عن حقوق الشعب الكوردي في ذلك الجزء العزيز من كوردستان».

وأكد شيخو، أن «هذه المنظمة أصبح قرارها مصادراً من قبل الأنظمة الإقليمية وخصوصاً النظام الإيراني، وأصبحت تعمل حسب ما تقتضي مصالحهم في المنطقة، وبموجب هذا الارتباط انتقل مسلحو وكوادر هذه المنظومة إلى غربي كوردستان لدعم النظام السوري الموالي لإيران، وكان ذلك بمثابة كارثة للشعب الكوردي».

وأردف قائلا: «مع بداية استلام المنظمة السلطة من النظام السوري في المناطق الكوردية، انتهجت سياسية القبضة الحديدية في التعامل مع نشطاء الحراك الشبابي، وكل صوت مؤيد للثورة السورية، وقيادة الحركة الوطنية الكوردية التي لم ترضخ لسلطتهم».

وقال شيخو: «هذه المنظمة عملت على إنهاء الحياة السياسية، وذلك عن طريق الخطف والإخفاء القسري والنفي والاعتقال والاغتيال السياسي، وحرق مقرات الأحزاب السياسية، بالإضافة إلى عمليات خطف الأطفال والقصر والتجنيد الإجباري التي كان لها الأثر البليغ في فقدان الأمن والاستقرار في المجتمع الكوردي، واعتماد مناهج مؤدلجة في المؤسسات التعليمية، واتباع سياسة خلق الأزمات في الحياة اليومية، واحتكرت قرار السلم والحرب، كل ذلك أدى إلى إفراغ المنطقة من أهلها الكورد، وبالمقابل حافظوا على سكان الحزام العربي العنصري، وبالتالي تهيئة الأرضية للتغيير الديموغرافي».

وختم سعدون شيخو حديثه بالقول: «نتيجة لتلك الأعمال والممارسات الآنفة الذكر يتضح بأن هذه المنظومة لم تقدم للقضية الكوردية أي شيء يذكر سوا التسبب في استشهاد عشرات الآلاف من أبناء شعبنا والتباهي بأعدادهم، وفي تدمير واحتلال منطقة عفرين وسرى كانيه (رأس العين) وكرى سبي (تل أبيض) من قبل الدولة التركية، وجلب الدمار وفقدان الأمن والاستقرار في أماكن تواجده».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here