جنون الحروب!!

“أحْرَبوها فأقادَتْ فِتنةً…وإذا الناسُ أضاعَتْ حِكْمَةً”

المجانين يكتبون التأريخ ويقررون مصير الآخرين , والعقلاء مطاياهم المذعنون!!

فالحروب سلوك جنوني بوصلته الأوهام , وسفك الدماء , والقدرة على الإمساك بعنق الحياة , والإنتصار على إرادة الزمن وقهر فعل الدوران , الذي يصيب قادة الدنيا بالإعياء والغثيان.

فالقادة يشعرون بضغط الدوران وعليهم أن يتحذّروا , ويأخذوا كل شيئ بالحسبان , فتصاب رؤوسهم بالطيشان.

الحروب كالنيران إذا أجّت في غابات البشر الحيران , فأن إخمادها يخرج عن قدرات الإنسان , لأنها ستؤجج العواطف وتفلت الطباع الشرسة المطمورة , المأسورة بالخوف والإمتهان.

إن إنفجار العواطف البشرية الجمعية , أقوى من أي إنفجار تشهده الأرض , وقد تكررت هذه الإنفجارات العدوانية في حقب متعاقبة عبر العصور , فأفنت الأبرياء وإرتكبت المجازر المروعة والفظائع الكبرى , وما هدأت طويلا , وإنما تعاد الكرة بين فينة وأخرى , وكلما طالت فترة الهدوء , كان الوجيع شديدا ووقعها خطيرا.

ولهذا فأن البشرية بعد أن تمتعت بهدوء نسبي على مدى سبعة عقود أو يزيد , ربما تأهبت للقفز إلى أتون صراعات عنيفة مروعة يفقد الإنسان فيها قيمته , ويتحول إلى رقم جاهز للإمحاء.

وما يجري في واقع الزمن المعاصر , يمتلك مؤهلات إندلاع حروب ما قبلها ولا بعدها حروب , أي أن الدنيا إن لم تتأبط حلمها , وتفعِّل عقولها , فستدخل في متاهات سقر , التي لن تعرف الخروج منها إلا بعد أن تتحول إلى عصف مأكول , ورماد تذروه رياح العصور على مدى قرون وقرون.

وبعدها سيُعاد ذات السلوك , وتفرض الأرض إرادتها على مخلوقات لا تعرفها , وتنتقم منها , وتؤذيها بما تبتكره عقولها المنطلقة في دروب الشر الشديد.

فهل سترعوي كراسي الوعيد؟!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close