(ازمة العراق لا يحلها الدين ولا المتدين..ولا الملحد ولا الشيوعي ولا القومي..ولا امريكا ولا ايران)..فهؤلاء الازمة نفسها.. بل يحلها..

بسم الله الرحمن الرحيم

(ازمة العراق لا يحلها الدين ولا المتدين..ولا الملحد ولا الشيوعي ولا القومي..ولا امريكا ولا ايران)..فهؤلاء الازمة نفسها.. بل يحلها..

من يحل ازمات العراق ومشاكله المستعصية الحالية؟ .. لمعرفة ذلك يجب الاجابة اولا عن اسالة اولها..الصراع داخل العراق عنوانه بين (من ومن)؟ فاذا كان بزمن حكم البعث الصراع بين طرفين (العراقيين المطالبين بالحرية ظاهرا.. والطرف الاخر الدكتاتورية البعثيين وصدام).. السؤال اليوم (الصراع بين من ومن)؟؟ هل بين (العراقيين من جهة.. والفاسدين من جهة ثانية)؟؟ ظاهرا.. ولكن حقيقة هو صراع بين (العراقيين المطالبين بحياة كريمة.. وبين .. رجال الدين وقطيعهم من جهة اخرى)؟ وخاصة تحت شعارات جماهرية (باسم الدين باكونه الحرامية.. وتصريحات من داخل المؤسسة الدينية بان الفساد مشرعن بمجهولية المالك).. ليطرح سؤال اخر (العراق لمن.. والعراقيين تابعين لمن)؟ ثم اليس تعريف الفاشل هو من يحمل الاخرين مسؤولية فشله.. ولا يحملها لنفسه..

فمن يقول الحل هو امريكا.. لان امريكا هي من اسقطت الطاغية صدام (الطرف الاخر)؟

فهذا مردود عليه.. فكما ذكرنا ان الصراع قبل 2003 بين طرفين (العراقيين المطالبين بالحرية ظاهرا.. وبين البعث وصدام الحاكمين).. فامريكا اسقطت طرف (البعث وصدام).. واجتثتهم .. وسلمت الحكم للطرف الاخر (العراقيين) .. باصابع الملايين البنفسجية.. ولكن الكوارث استمرت بغض النظر عن دور امريكا ولكن اساس الازمات داخلي.. ثم اجتثت القاعدة وداعش.. ثم اجتث الصرخي.. وقبلها جند السماء .. ولم يجتث الفاسدين واحزابهم وتياراتهم ومن يشرع لهم من رجال الدين .. ليتبين بان الطرف الاخر (العراقيين.. هم الخلل).. وما صدام الا احد نتائج الخلل بالعراق والعراقيين انفسهم.. فالكارثة تم تصوير (الدولة ومؤسساتها هي الدكتاتورية.. فازيلت.. تحت عنوان ازالة البعث وصدام.. )..

فالخلل بالعراقيين..

بنظرتهم للدكتاتورية بربطها بالمركزية قبل 2003 وربط الفساد بالديمقراطية بعد 2003..

فالدكتاتورية حاولوا تصويرها بالمركزية والمركزية بمؤسسات الدولة الرسمية.. .. والفساد ربط بالديمقراطية.. فالكورد ينظرون لصدام بصفة دكتاتور.. لانه رفض استقلالهم عن العراق.. (فصدام دافع عن وحدة العراق بسحق الاكراد.. وسحق نفوذ ايران بالعراق بسحق شيعة العراق).. ليطرح سؤال .. هل الاكراد كانوا يعارضون الدكتاتورية (المركزية) ببغداد.. ولكن يقبلون بها بكوردستان اذا كان الدكتاتور كوردي؟ والدليل اليوم من ينتقد البرزاني بكوردستان ما مصيره باربيل والسليمانية؟؟ ومن ينتقد ال الطالباني بالسليماني ما مصيره؟ ..

ولا ننسى الشيعة عارضوا صدام ليس لانه ظالم او عادل ..

فالمرجعية والاسلاميين الشيعة وقفوا ضد الزعيم عبد الكريم قاسم وهو محبوب العراقيين .. اذن مراجع الشيعة ومتدينيهم مقياسهم للحاكم بالعراق ان يكون مواليا لايران وراضية عنه طهران..ثانيا الفساد اليوم.. شيعي بامتياز بختم الفقهاء (المرجعيات) الايرانية والافغانية واللبنانية والباكستانية .. الخ .. (اذا اردنا ان نهلك قرية امة.. امرنا شيعتها فحكموا فيها.. ففسدوا فيها فحق عليها القول فاهلكناها تهليكا.. واذا اردنا ان نرهب امة امرنا السنة من اسلامييها فارهبوا فيها فخربناها تخريبا.. واذا ارنا ان ندمر امة امرنا قومييها فطغفوا فيها فدمرناها تدميرا)..

1. فالاكراد ظاهرا قبل 2003 يطالبون بالحرية.. والحقيقة هم يطالبون بالاستقلال عن العراق.. وبعد 2003 بقوا بالعراق لظروف دولية قاهرة عليهم.. فتصارعوا على نسبة الكعكة لاقليمهم كوردستان من الميزانيات العراقية.. ونسبتهم من السلطات الثلاث..

2. السنة العرب.. حتى المعارضين لصدام .. كانوا يريدون استبدال حاكم سني بحاكم سني اخر.. فالانقلابات العسكرية بزمن صدام التي اجهضت كانت (انقلاب السوامرة،ـ انقلاب الجبور، انقلاب الدليم.. الخ) وكلها عبر المؤسسة العسكرية.. وجميعها عشائر سنية .. من المنطقة الغربية تحديدا..

3. الشيعة ظاهرا قبل 2003 يطالبون باسقاط الدكتاتورية.. والحقيقة هم يريدون حكم رجال الدين (الاسلاميين واحزابهم و تياراتهم).. والولاء لايران.. لاستبدال (صدام العراقي ليس بحاكم عراقي اخر وطني بل بحاكم اجنبي خميني وبعدها خامنئي بدعوى هم الحكام الشرعيين وان كانوا اجانب عن العراق).. ولا يعتبرون ذلك خيانة وعمالة للاجنبي ..

ومن يقول ان ايران هي الحل.. نقول له انت واهم ايضا:

لنعرف ما هي ازمات العراق (المخدرات.. المليشيات .. الفساد.. الحزبية .. المرجعيات.. الذيول.. جعل العراق ساحة لتصفية حسابات دولية واقليمية.. عدم مسك الحدود .. . الخ).. وكلها ترتبط بايران.. فالمليشيات الخارجة عن القانون بالعراق مدعومة ايرانيا.. والاحزاب الاسلامية الفاسدة ومليشياتها الموالية لايران والمدعومة من طهران وراء الفساد والخراب بارض الرافدين ونشر المخدرات الايرانية في ارض السواد.. وقطع ايران لعشرات الانهر عن العراق لتجفيف اراضي السهل الرسوبي خاصة.. لترهن ايران العراق اقتصاديا بطهران.. بالطاقة والزراعة والصناعة وغيرها..

فايران احد ازمات العراق التاريخية ..

فالصراعات بين حضارات وادي الرافدين وحضارات ايران.. مزمنة.. على الحدود والمياه.. والثروات.. والتوسع .. والاطماع الايرانية في العراق لها جذور تاريخية.. وحتى الاسلام لم يتوسع باسيا الا بعد هزيمة الفرس.. على يد عرب الجزيرة.. وخاصة ان ضعف العراق قوة لايران.. وقوة العراق ضعف ايران فيه.. وبالشرق الاوسط كله..

فتخيلوا عندما يتكلم عراقيين عن (سبب تخلفنا رغم وجود علماء بيننا) .. يختلف العراقيين

نجد الاسلاميين يعتقدون القصد (علماء الائمة اي رجال الدين والمراجع والشيوخ.. الذين لم يخترعون بحياتهم شيء حتى يطلق عليهم علماء).. في حين العراقيين المتحضرين يقصدون بالعلماء (علماء الفيزياء والصناعة والزراعة والمالية .. الخ)..

ولا ننسى:

السموم الثلاث على مائدة السياسية العراقية (الشيوعيين والقوميين والاسلاميين)

فتاريخ العراق الدموي بالعصر الحديث وراءه هذا الثالوث المشؤوم.. الذين ثلاثتهم ولاءهم لخارج الحدود..وثلاثتهم اديولوجياتهم وزعاماتهم اجانب ومن خارج الحدود.. فمن مليشيات اللجان الشعبية الشيوعية.. ومليشة الحرس القومي الدموية.. ومليشيات الولائيين الاجرامية.. ندرك.. حقائق مرعبة.. فهذا الثالوث ليس حلا للعراق بل اجتثاثهم هو الحل.. اولا.. فهذا الثالوث يشرعن الخيانة باسم العقيدة القومية او الدينية او الاديولوجية.. فحينا ذيول لمصر باسم القومية. وحينا ذيول لايران باسم العقيدة المذهبية.. وحينا ذيول لموسكو باسم العقيدة الشيوعية.. واليوم باسم ابو علي بوتين..

ثم ان (الدين ليس هو الحل):

(فالدين يبحث في علاقة الانسان بربه.. وليس بناء الدولة وتاسيس مجاري للمدن .. وطبع العملات ومد الطرق والجسور .. وبناء المصانع والمعامل والتكنلوجيا.. وحل مشكلة السكن الخ).. فاذا قيل الدين هو الحل.. فعلى اي مذهب؟؟ وعلى اي حزب من احزاب هذا المذهب؟ وعلى اي مشيخة او مرجع من مراجع ومشايخ هذا المذهب او ذاك.. وعلى اي نهج (مقاومة ولائية؟ مقاومة صدرية؟ جهادية داعشية او قاعدية او اخوانية.. الخ).. ثم مقاومة وجهاد ضد من ؟ وكلها نراها ضد الدول ذات الاكثرية الاسلامية نفسها لتخريبها وشلها.. ورهن مصيرها بيد عصابات يراسها زعماء مافيات معممة وحزبية اسلامية)..

عليه:

لا حل الا:

1. تفعيل قوانين الخيانة العظمى والتخابر مع الجهات الاجنبية وبدعم من الامم المتحدة ..

2. تشكيل محكمة دولية لمحاكمة اركان الفساد المالي و الاداري بالعراق منذ 2003 ..

3. تاسيس مؤسسة دولية لاستعادة اموال العراق المنهوبة داخل وخارج العراق لحساب مخصص لاعمار العراق عبر افضل الشركات العالمية المتقدمة حصرا..

4. جلب قوات مراقبة دولية على حدود العراق مع الجوار وخاصة مع الدول التي تاتي منها المليشيات والمخدرات والارهاب (الحدود الايرانية والسورية والتركية).. لانهاء الحجة للجوار من قصف الاراضي العراقية واجتياحها عسكريا..

5. حل جميع المليشيات التي تاسست خارج اطار الدولة.. وخاصة مليشة الحشد ومليشة الصدر واي مليشيات اخرى.. وتقوية الاجهزة الرسمية المعتمدة (الجيش والشرطة)..

6. تطبيق نظام رئاسي فدرالي بثلاث اقاليم كروسيا بوتين.. وامريكا الاتحادية..

7. جعل جزء من مدينة النجف حول مرقد الامام علي دولة كالفتيكان لترعى شؤون الشيعة بالعالم وتفك وصايتها السياسية والمالية عن العراق وشيعته..

8. تعديل الدستور.. وخاصة المادة 18 التي شوهت تعريف العراقي عبر تعريفها العراق كابن الزنا ومجهول الهوية من ام تحمل جنسية عراقية واب اجنبي او مجهول.. وتغييرها الى (العراقي هو كل من ولد من ابويين عراقيين بالجنسية والاصل والولادة او من اب عراقي الجنسية والاصل) وتطبق باثر رجعي منذ 1963.. لمنع الاختراق الديمغرافي بالعراق.. وانهاء ما جرى من تلاعبات ديمغرافية فيه منذ عقود ولحد الان..

…………….

واخير يتأكد للعرب الشيعة بالعراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية العرب الشيعة بمنطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here