لا شيء هناك سوى الجفاف: رؤية بحيرة ساوة من الجو

نشر موقع “ويذر تشانل” الأمريكي المتخصص بأخبار المناخ، صورا عدة بينها لقطات جوية، تظهر كيف أن بحيرة ساوة العراقية قد تلاشت تماما.

وذكرت “ويذر تشانل” (قناة الأحوال المناخية)، أن البحيرة الواقعة في محافظة المثنى، “اختفت”، بسبب الجفاف الناجم عن التغير المناخي ونشاطات سحب المياه الجوفية من أجل أغراض الزراعة والصناعة.

وكانت وكالة شفق نقلت عن مدير بيئة المثنى يوسف سوادي قوله في 17 نيسان/أبريل الحالي، قوله إن بحيرة ساوة التاريخية اندثرت من الوجود بسبب أفعال الطبيعة والتدخل، داعيا المجتمع الدولي لوقفة جادة من أجل إعادة الحياة إليها، مؤكدا أن “ملف البحيرة وصل للجهات العليا في البلاد (مجلس الوزراء) لغرض وضع الحلول العاجلة لها وإنقاذها من الجفاف”.

وبحسب الموقع الأمريكي فإن بحيرة ساوة كانت موجودة في حوض مغلق، وهو ما يعني أنها لم تكن تتغذى مائيا من أي نهر أو مجرى مائي، وادى ذلك الى تعزيز زيادة معدلات الملوحة وزحف العواصف الرملية التي تلحق اضرارا بوجود البحيرة نفسها.

ولفت التقرير؛ إلى أن ساوة كانت فيما مضى موطنا لما لا يقل عن 31 نوعا من الطيور كما كانت مركزا للصيد والاستجمام، ولكن لم يتبق منها الآن سوى التربة الجافة المتشققة، وبركة صغيرة في المنتصف، فيما تتناثر الفنادق والمرافق السياحية المهجورة على ضفافها.

وكان سوادي قال ان هناك 3 عوامل رئيسية وراء الجفاف الذي أصاب البحيرة، منها التغيير المناخي الذي أصاب العالم والعراق من أكثر البلدان تأثرا به، وثانيا تغيير الصفائح الزلزالية والتي غيرت المجرى الطبيعي لها تحت الأرض، فضلا عن قيام العشرات من الفلاحين وأصحاب المصانع والمعامل بإنشاء الآبار الارتوازية التي أسرفت في استخدام المياه الجوفية، مما ساهم بانخفاض الكميات الواصلة إليها بشكل كبير جدا.

وبحسب الموقع الأمريكي فإن الأسباب هي التغيير المناخي ومرور ثلاث سنوات من الجفاف وارتفاع درجات الحرارة والآبار غير القانونية التابعة لمصانع الأسمنت والملح والتي استنزفت المياه الجوفية التي تغذي بحيرة ساوة.

وختم التقرير بالاشارة الى انه بالامكان ملاحظة هشاشة العراق الشديدة في ظل التغير المناخي من خلال معدلات سقوط الأمطار المتراجعة بسرعة، والتي انخفضت وفقًا ل”بوابة معرفة تغير المناخ” الى ما بين 25٪ إلى 65٪ دون المستويات العادية ، مما ادى الى حلول فترات جفاف طويلة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here