باحث كوردي: تصعيد PKK في إقليم كوردستان جزء من معركة الطاقة العالمية

أكد باحث كوردي سوري، اليوم الاثنين، أن التصعيد الذي يمارسه حزب العمال الكوردستاني PKK في غربي كوردستان (كوردستان سوريا) ومحاولات النيل من أمن إقليم كوردستان هو تصعيد إيراني والحرس الثوري يدفع به إلى الانتحار الحتمي، لأن معادلة التوازنات تغيرت كثيرا لصالح استقرار الشرق الأوسط وأهمية موقعه الجيواستراتيجي المستجد أولا ومن ثم لصالح الإقليم الذي أصبح له موقعًا متميزًا في الحالة التوازنية الجديدة عبر مستجدات خطوط الطاقة.

وقال عبد الرحمن كلو في حديث : «بداية علينا إعادة التذكير بطبيعة تنظيم PKK الذي هو أداة وظيفية مشتركة للمنظومة الأمنية الرباعية للدول التي تقتسم كوردستان، وساحة عمل التنظيم حصرية لا تخرج عن الاستراتيجية المشتركة لهذه الدول بخصوص الملف الكوردي في الأجزاء الأربعة، أي أنه لا يمتلك قرار الحركة أو التحرك في أية ساحة من دون أوامر أمنية استخباراتية من هذه الدول، فيما عدا بعض الممارسات الثانوية في الهامش التكتيكي الإداري أو الخدمي».

وتابع «أما في الجانب السياسي أو كل ما له علاقة بالحالة السياسية الكوردية في المنطقة فهذا التنظيم غير مخول بالعمل فيه من دون تكليف، بتعبير أدق يمكن القول أن سلوك هذا التنظيم يتبع تواتر عمل المتغير السياسي لهذه الدول واحتياجاتها الوظيفية بخصوص حالة أو حدث سياسي بعينه».

وأوضح كلو، أن «الحرب الروسية الأوكرانية أسست لمرحلة جديدة في العلاقات الدولية على أساس تغيير خطوط الطاقة والغاز، وانعكس ذلك بشكل مباشر على الشرق الأوسط باعتباره المصدر الأهم والبديل للنفط الروسي والإيراني، لذا فالجانب الإيراني دخل مرحلة متقدمة في التنسيق مع روسيا في الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب على خطوط الطاقة، وهي إذ تعمل على أكثر من جبهة في مناطق نفوذها لممانعة تغيير خطوط نقل النفط والغاز التقليدية».

باحث وسياسي كوردي: تصعيد PKK الحالي بالتعاون مع إيران وتركيا يستهدف الوجود القومي الكوردي

 

وأشار إلى أن «النشاط الإيراني في هذا المسعى أخذ طابعًا أكثر عدوانيةً في العراق الذي تحتل المرتبة الخامسة عالمياً في الاحتياطي النفطي وهو مرشح لأن يكون البديل الأول مع فنزويلا ثانيا لتأمين الاحتياج العالمي بدل المصدر الروسي، كما أن إقليم كوردستان الذي يتوجه نحو الكونفدرالية الاقتصادية مع العراق العربي يمتلك 4% من الاحتياطي العالمي للغاز وبالشراكة مع دول الخليج سوف يكون له موقعًا متقدمًا في المعادلة الجديدة للطاقة وسيبني على أساسها المستقبل السياسي للإقليم وتعزيز موقعه عالمياً».

وأردف كلو قائلاً: «لذا فالحرس الثوري الإيراني في حالة تأهب قصوى مع الوضع المستجد، وميليشيات PKK بحكم وظيفتها سوف تقوم بجزء من المهام من خلال إثارة الفوضى وخلق حالة من عدم الاستقرار في الإقليم، وبالتوازي مع PKK نلاحظ أن كل الأطراف الموالية لإيران دخلت المعركة مع الحرس الثوري ضد كوردستان».

وأضاف أن «المواقف التصعيدية للمجموعات والأطراف السياسية الولائية تصب في ذات الاتجاه وإن تعددت العناوين، لكن المعركة في حقيقتها هي معركة خطوط الطاقة بين الفريقين الأمريكي والروسي وحلفاء الطرفين، أي أنها معركة الغرب من أجل الطاقة البديلة عن الطاقة الروسية، ولهذا السبب بالذات قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة جزء من الصراع وعليه فهي لن تقف متفرجة أو تتغاضى عن الصدامات الجانبية».

وذكر الباحث الكوردي، أن «الكونغرس الأمريكي قبل أيام قليلة بدأ بوضع خطة لوقف فعالية واعتداءات الطائرات الإيرانية المُسَيَّرَة (مِنْ دون طيّٰار) ومعاقبة الجهات التي تدعم تصنيع هذه المُسَيَّرات، بمعنى قطع الأذرع الطويلة لميليشياتها التي كانت تطال كوردستان ومواقع تموضع قوات التحالف الدولي في سوريا والعراق».

وبشأن موضوع دعوة PKK للعمل في ساحته، قال كلو: «أعتقد أنها (الدعوة) تفتقر إلى فهم طبيعة هذا التنظيم وماهية وظيفته ومهامه الأساسية، لأنه باختصار صناعة المختبرات السرية والغرف المظلمة للدولة العميقة في تركيا، ولذات السبب لا يمكن التوافق معه ولا مع أيٍّ من أذرعه في أية جزئية سياسية حتى وإن كان على سبيل التكتيك، لأن هذا التنظيم يتناقض – سلوكًا وممارسةً – مع الوجود القومي الكوردي والوطني الكوردستاني معًا حتى في تفاصيله وجزئياته الجانبية».

وختم الباحث الباحث الكوردي عبد الرحمن كلو حديثه قائلا: «في سياق السلوك العدواني لـ PKK من المفيد التذكير بأن الواقع الجديد لخطوط الطاقة أحدث خلافًا كبيرا بين تركيا وإيران وبالتالي فصلًا في العمل المشترك تجاه الحالة الكوردية، وإنهاء العمل بالأدوات الوظيفية المشتركة، لأن الخلاف على خطوط الطاقة بات أبعد من خطوط التكتيك التقليدية والاستخدام المزدوج لـPKK كأداة تخدم الطرفين في الوقت ذاته».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here