جزيرة غمام؟… دراما تخاطب الواقع !

علي فالح الزهيري 

رغم الكثير من المسلسلات في شهر رمضان,اكتفيت  بمشاهدة أربع مسلسلات عربية, وهي ( الاختيار, وملف سري,و العائدون, و#جزيرة_غمام ) كلها مسلسلات جميلة, لكن الأفضل لي هو مسلسل (#جزيرة_غمام) بطولة احمد امين,  ومي عز الدين, وطارق  لطفي, ووفاء عامر, ورياض الخولي وآخرون,  والكل ابدع بهذا المسلسل بدون استثناء, وهذا النجاح لم يتحقق ما لم  يكن هناك,  “نص جيد” وهذا ليس جديد على الكاتب (عبد الرحيم كمال) الذي امتعنا سابقا بمسلسلات كا(شيخ العرب همام اخر ملوك الصعيد )و(الرحايا حجر القلوب) و(الخواجة عبد القادر)و( ونوس) و( نجيب زاهي زركش) و(القاهرة كابول) اضافة الى الاخراج, كان للمخرج الرائع (حسين المنباوي) وهذه القصة حدثت عام 1914 أي في زمن الخديوي عباس حلمي الثاني ,وحتى احتلال الإنجليز لمصر ,وبعيدا عن حكاية التاريخ, إلا أن أحداث هذا المسلسل  كانها تحصل في وقتا الآن, أي للامس مشاكل المواطن المصري, لا بل حتى العربي !

وتدور أحداث المسلسل هو أن هناك غرباء من الغجر, يدخلون اي قرية او مدينة حتى يعثوا بها, فـ(#جزيرة_غمام) دخلها الغرباء وعملوا على انتشار المخدرات, والربا ,والرقص ,والزنا ,والقمار ,والسحر ,والشعوذة ,والتفرقة ,وحتى بخطب الدين في صلاة الجمعة ,حتى بات أهل الجزيرة بيد هؤلاء كالاسرى !!

فهذه القصة موجودة في كل بلد, فالغرباء هدفهم واضح في كل زمان, لو نربط أحداث مسلسل (#جزيرة_غمام) وأي بلد عربي,  نرى أن لا هناك فرق بين الاثنين, فكلاهما يدمر بهم الغرباء, فالهدف اليوم هو تدمير تلك البلدان, “دينيا ,واخلاقيا ,واجتماعيا ,وثقافيا “…الخ والسبب وراء تدخل الغرباء وتدمير أي شئ ,دائما هم “الناس” لكثرة التخلف ,والجهل ,والطمع ,والابتعاد عن الله  !!

فالعدو الغريب دائما امامنا لكن لا نحرك ساكن, فنحن اليوم “متفرقين غير مجتمعون” داخل البلد الواحد, والمحافظة ,والعشيرة ,والبيت ؟ فنحن كأمة عربية, أو كشعب ,او مدينة ,او قرية وجزيرة “متفقون على ان لانتفق” او نتحدث على شئ للمصلحة العامة, وهذا ما نحن عليه اليوم, ان كان في (#جزيرة_غمام) خلدون فنحن لدينا أعداء كثر “كأمريكا وإسرائيل” ..والخ من الدول لذلك كثرة لدينا المشاكل, كالفساد ,والانحراف بالقيم والأخلاق ,والمجتمع قارق بالجريمة ,والمخدرات ,والمافيات ,وساسة فاشلون ,مما أصبحنا أسوأ البلدان في العالم الثالث ؟؟؟.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here