9 مايو اليوم الموعود….. هل ستنتهي الحرب الأوكرانية أم ستكون بداية حرب جديدة؟

بشرى حفيظ

“الحرب ستنتهي يوم 9 مايو” كان هذا تصريح بابا فرانسيس الذي نقله على لسان رئيس الوزراء المجري والتي زعم فيها أن بوتين أخبره أنه سينهي الحرب على أوكرانيا يوم 9 مايو ، أعاد هذا التصريح تكهنات المحللين السياسيين بنهاية الحرب للواجهة تزامنا مع تحضير الغرب لحزمة سادسة من العقوبات ،والتي من المفترض أن تشمل هذه المرة حظر تدريجي للنفط الروسي في أوروبا بحسب ما أعلنت عنه أورسولا رئيسة المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء.

توقعات نهاية الحرب يوم 9 مايو لم تكن الأولى فقد سبقتها ترجيحات معاكسة تنبأت بتصاعد وتيرة الحرب وإعلان حرب صريحة من روسيا على أوكرانيا وحلفاءها في نفس اليوم ، خاصة مع تصريحات بوتين الأخيرة التي لمح فيها باستخدام النووي في حال استمرار دعم الغرب لأوكرانيا بالأسلحة.

لماذا 9 مايو؟

لم يكن اختيار يوم 9 مايو لإطلاق التكهنات بين نهاية الحرب و شن هجوم جديد عبثا فهو يوم عيد النصر، وتحيي روسيا يوم 9 مايو/آيار من كل عام ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية. ويقام عرض عسكري في الساحة الحمراء في موسكو. ويتخلّل الاحتفالَ خطاب للرئيس فلاديمير بوتين يشيد فيه بالدور الرائد لبلاده في هزيمة الفاشيّة في أوروبا.

لكنّ احتفالات هذا العام تُقام في ظلّ عمليّة عسكريّة لروسيا في أوكرانيا، برّرها بوتين بتشديده على ضرورة نزع سلاح أوكرانيا و”اجتثاث النازيّة” فيها.

ويعتبر عيد النصر عيد وطني تحتفل فيه روسيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق باستسلام ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وقع هذا الاستسلام في مساء 8 مايو، 1945 (9 مايو بتوقيت موسكو)، وقد سبق هذا الاستسلام استسلام آخر وقعته القيادة الألمانية مع الحلفاء. أعلنت حكومة الاتحاد السوفيتي عن استسلام ألمانيا في 9 مايو، بعد أُعلن هذا الاستسلام في برلين. وأصبح يوم 9 مايو من كل عام يومًا يحتفل به الاتحاد السوفيتي، ومن بعده روسيا بالانتصار على ألمانيا النازية. ونظرا لخصوصية هذا اليوم رجح بعض المحللين لأن يكون هذا اليوم موعدا لإنطلاقة جديدة ومنعرج حاسم للحرب الأوكرانية.

تصريحات بابا فرانسيس

توالت تصريحات بابا فرانسيس في اليومين الأخيرين حول استعداده لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو للتوسط في الحوار بينه وبين الرئيس الأوكراني زيلينسكي غير أن الكريملن يبدو أنه لا يكترث لرغبة البابا فرانسيس ، صمت الكريملن دفع بابا فرانسيس إلى إطلاق تصريح أخر على لسان رئيس الوزراء المجري بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينوي إنهاء الحرب يوم 9 مايو

مع أن الكريملن لم يرد على التصريحات غير أن السفير الروسي لدى الفاتيكان – في تصريح أوردته وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء، اليوم الثلاثاء قال “في أي مكان دولي، الحوار مع البابا مهم بالنسبة لموسكو، والبابا دائما محاور مرحب به”. فيما لم يشر السفير إلى موعد نهاية الحرب ، في حين لم يصدر أي نفي رسمي من الكريملن على تصريحات بابا فرانسيس لحد الساعة.

تصريحات بابا فرانسيس لم تلقى أصداء إيجابية خاصة أن الأوضاع داخل الأراضي الأوكرانية لا تبشر بنهاية مرتقبة للحرب خاصة مع سيطرة القوات الروسية على مدينة ماريوبول بشكل كامل مع أخر هجوم شنته اليوم الأربعاء على مصنع أوزفستال لتعلن بعدها سيطرتها شبه تامة على المدينة

على غرار ذلك لم يرجح بعض المحللين أن بوتين الشخصية القيصرية أن ينهي غزوه للأراضي الأوكرانية بهذه الطريقة البسيطة

خلاف التكهنات

خالفت توقعات نهاية الحرب توقعات أخرى بشن حرب حيث يدفع تحرك الكرملين للمطالبة بالمناطق الشرقية في أوكرانيا كجزء من روسيا، الصراع إلى مرحلة أكثر تفجرا لا يمكن التنبؤ بها، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.

من جهة أخرى يعتقد مسؤولون أمريكيون وغربيون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يعلن الحرب رسميًا على أوكرانيا في يوم 9 مايو/ آيار، مما سيسمح بالتعبئة الكاملة لقوات الاحتياط الروسية أثناء محاولتها غزو شرق وجنوب أوكرانيا. بحسب ما نقلته شبكة cnn

توالت التكهنات بشن حرب ثانية حيث توقعت بريطانيا أن يستخدم فلاديمير بوتن “موكب يوم النصر” الروسي بعد أسبوع، للإعلان عن التعبئة الجماهيرية لاحتياطاته من أجل “دفعة أخيرة” في أوكرانيا حيث قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، إن الرئيس الروسي قد يعلن حربا جديدة ضد “النازيين” في العالم، خلال العرض العسكري الكبير الذي سيقام في 9 مايو، الذي يشهد نهاية مشاركة روسيا في الحرب العالمية الثانية. توقعات بن والاس بشأن النازيين أثبتها تصريحات لافروف رئيس الوزراء الروسي الذي قد قال في مقابلة مع البرنامج التلفزيوني الإيطالي “زونا بيانكا”، يوم الأحد، إن للزعيم النازي أدولف هتلر “جذورا يهودية”. وهو دفع الكريملن لإتهام إسرائيل بدعم النازية في أوكرانيا مما دفع بعض المحللين إلى الإستناد على هذا الإتهام لترجيح فكرة إعلان روسيا الحرب الحقيقية على أوكرانيا يوم 9 مايو لمحاربة النازية داخل أوكرانيا.

عكس التوقعات

بين إعلان النصر وشن هجوم أخر كان للكريملن رأي أخر، حيث حسم وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف ، قائلا إنّ بلاده لا تسعى إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا في 9 مايو/أيار، مطلقا رصاصة الرحمة على توقع المحلّلين القائلة إنّ هناك نهاية محتملة للصراع في هذا التاريخ.

وتابع لافروف، قائلا: “سنحتفل رسميا في 9 مايو، كما نفعل دائما، فلنتذكّر أولئك الذين سقطوا من أجل تحرير روسيا وغيرها من جمهوريّات الاتّحاد السوفيتي السابق، من أجل تحرير أوروبا من آفّة النازيّة”.

كما أضاف في حوار مع قناة “Mediaset” الإيطالية، في معرض جوابه عن سؤال حول احتمال أن ينتهي الصراع بحلول 9 مايو “إن احتفالات النصر التي تصادف في التاسع من مايو تقليد راسخ منذ فترة الاتحاد السوفيتي.. فيما تركز القوات الروسية أعمالها في أوكرانيا حصريا على مهام حماية وأمن السكان المدنيين، من قبل القوات الأوكرانية، وأن لا تكون هناك تهديدات من أوكرانيا لروسيا”.

من جهة أخرى قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، اليوم الأربعاء، إن مزاعم إعلان التعبئة في البلاد، والحرب الشاملة ضد أوكرانيا، بالتزامن مع عيد النصر، مجرد هراء.

وفي هذا الصدد قال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف اليوم الأربعاء إن “المرحلة الساخنة” من الحرب لن تنتهي في مايو. وهو ما رجحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، فى حديث لـ RTL الفرنسية: حيث قال “نحن نعيش مأساة جيوسياسية وإنسانية في أوروبا، وهذه الحرب، للأسف، لن تتوقف فى الأيام القادمة”.

وأضاف: “يعتبر التاسع من مايو موعدا مهما بالنسبة لروسيا عسكريا، ومن شبه المؤكد أن 9 مايو بالنسبة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين يجب أن يكون يوم نصر، لذلك أعتقد أن الأسابيع القليلة المقبلة لن تؤدى إلى العديد من التنازلات الدبلوماسية من جانب روسيا”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here