حيدر علييف: أب وزعيم لن ينساه الشعب الأذربيجاني

حيدر علييف بنا مجد أذربيجان

بقلم: سعادة سفير جمهورية أذربيجان

بالمملكة المغربية السيد أوكتاي قربانوف

تحيي جمهورية أذربيجان في العاشر من مايو الجاري، الذكرى الـ99 لميلاد الزعيم القومي ومؤسس نهضة أذربيجان الحديثة، فخامة الرئيس حيدر علييف، السياسي المحنك، الذي قاد البلاد نحو الأمن والأمان والاستقرار والتقدم والازدهار، وأصبح بحكم أعماله ومواقفه البطولية تجاه وطنه، الشخصية التاريخية الخالدة في ذاكرة شعبه.

ولد الراحل حيدر علي رضا أوغلو علييف في 10 ماي 1923، من عائلة عاملة في مدينة ناخجوان العريقة، وهناك تخرج من دار المعلمين الابتدائية، وعندما بلغ 16سنة من عمره، التحق بمعهد الصناعة الأذربيجاني بمدينة باكو، لكن الحرب العالمية الثانية أبعدته عن المعهد لفترة زمنية (من 1941 إلى 1964)، وبعدها التحق بكلية التاريخ بجامعة أذربيجان الحكومية التي تخرج منها في 1957، إلى جانب حصوله على شهادة التخصص في مجال عمله في جهاز أمن الدولة الأذربيجانية، وفي سنة 1941 بدأ حيدر علييف يشغل منصب مدير القسم في مفوضية الشعب في الأمور الداخلية لجمهورية ناخجوان الاشتراكية السوفييتية ذات الحكم الذاتي، وأرسل للعمل في هيئات أمن الدولة سنة 1944، و تم تعيينه في سنة 1964 في منصب نائب رئيس لجنة أمن الدولة، و مند سنة 1967، شغل منصب رئيس لجنة أمن الدولة لدى رئاسة الوزراء في جمهورية أذربيجان، و منح رتبة لواء، ليصبح بعد ذلك قائدا للجمهورية عقب انتخابه الأمين الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني في مؤتمرها الذي عقد بشهر يوليوز 1969، كما عين في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي في دجنبر 1982 نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء للاتحاد السوفييتي، وبعد تفكك هذا الأخير، رجع إلى جمهورية أذربيجان في يوليوز 1990، وأصبح رئيسا للمجلس الأعلى لجمهورية ناخجوان ذات الحكم الذاتي ونائبا لرئيس السوفييت الأعلى لجمهورية أذربيجان، ما بين سنتي 1991-1993، كما انتخب حيدر علييف زعيما لحزب “ييني أذربيجان” في مؤتمر تأسيسه الذي انعقد في مدينة ناخجوان سنة 1992، وفي 15 يونيو 1993، انتخب رئيسا لبرلمان أذربيجان، و في 24 من نفس الشهر و بقرار من البرلمان بدأ الرئيس حيدر علييف بممارسة صلاحيات رئيس

الجمهورية، و في أكتوبر من نفس السنة تم انتخابه رئيسا للجمهورية من خلال الاستفتاء الشعبي العام. وفي 3 أكتوبر 1993، أعيد انتخابه رئيسا للجمهورية الأذربيجانية نتيجة الاقتراع العام بنسبة 76,1 بالمائة من الأصوات، كما أعيد انتخابه في 11 أكتوبر 1998، حيث فاز بمنصب الرئاسة بأغلبية ساحقة.

رحل الزعيم حيدر علييف في 12 دجنبر 2003، بعد أن كرس حياته من أجل نهضة شعبه وتقدمه حتى آخر اللحظات في حياته.

لقد وجه حيدر علييف عائدات البترول الأذربيجاني لإنعاش الاقتصاد في البلاد وللتنمية الاجتماعية، كتوفير فرص الشغل والخدمات الصحية والتعليمية وتقوية الجيش، فاستطاعت جمهورية أذربيجان بفضل إنجازاته المتواصلة في شتى المجالات؛ أن تدخل عصر النهضة الحديثة، وأن تتبوأ الصدارة في المنطقة، مثل “عقد القرن” مع الشركات البترولية العالمية حول استخراج البترول، و إنشاء “خط أنابيب البترول باكو-تبليسي-جيهان” لنقل البترول الأذربيجاني إلى البحر الأسود و غيرها من المشاريع العملاقة ذات أهمية إقليمية و دولية، كما أقام علاقات سياسية ودبلوماسية مع الدول الأجنبية والمنظمات الدولية، وقد كان حريصا على أن يروج للمشاكل السياسية ببلده في المحافل الدولية وأن يكسب تأييد دول العالم له، خصوصا بالنسبة لقضية “ناغورنو قراباغ”.

وفي هذا الإطار، جرت المقابلة التاريخية بين المغفور لهما الزعيم القومي للشعب الأذربيجاني حيدر علييف و صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، في إطار القمة الإسلامية السابعة، المنعقدة في الدار البيضاء في دجنبر 1994، والتي تعتبر فاتحة عهد جديد في العلاقات الأذربيجانية المغربية.

ففي تلك المقابلة تم تبادل الآراء حول آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، و ساهمت هذه المقابلة التاريخية في تطوير العلاقات الثنائية بين جمهورية أذربيجان والمملكة المغربية، ويعمل قائدا الدولتين فخامة الرئيس إلهام علييف وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين، وقد ساهما في تحقيق منجزات كبيرة على امتداد عقود من الزمان، فبالإضافة إلى التعاون على المستوى الدولي في المنتديات والمؤتمرات والمنظمات الدولية الأممية والإقليمية؛ دفاعا عن سيادة الدول ووحدتها الترابية، بما فيها وحدتهما الترابية، هناك التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والثقافية والقضائية والشبابية والرياضية وغيرها؛ وهو تعاون يتعزز ويتسع بفضل دعم الإرادة السياسية العليا الحكيمة في كلا البلدين، وكذا بفضل تكاتف جهود جميع الفاعلين العموميين والخواص.

و هنا أشير إلى الدور الكبير الذي تلعبه جمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية في مشاركتنا ومنذ افتتاح سفارتنا في الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة، والوقوف بجانبنا في جميع ذكرياتنا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here