فيديو مروع: مسالخ الخراف والأبقار والدجاج والخنازير في السويد

إيهاب مقبل

تُقييد الحيوانات في المزارع السويدية والأوروبية بواسطة غرباء لنقلها في الشاحنات إلى المسالخ. غالبًا ما تكون هذه الشاحنات مُزدحمة جدًا. يُنقل عادةً نحو 275 خنزير في الشاحنة الواحدة. وبحسب الإحصائيات، يموت كل عام نحو 200 ألف حيوان في الطريق إلى المسالخ، وعادة ما يكون الدجاج الخاسر الأكبر من الإزدحامِ في الأقفاص.

بالنسبة للعديد من الحيواناتِ، فإن الوصول إلى البيئة الجديدة في المسلخ أمر مرهق للغاية. غالبًا ما يتم ضرب الحيوانات بالمجاديف البلاستيكية أو دفعها بمجارف كهربائية من أجل أن تتحرك بسرعة نحو الأمام، على الرغم من أن كلتا الطريقتين غير قانونيتين. ومن الشائع أن تُجبر الحيواناتِ في المسالخ على قضاء الليل وهي واقفة في صناديق ضيقة، إذ لا يمكنها الإلتفاف أو تحريك نفسها. ناهيكم عن المشاجرات والفوضى التي تحدث بين الخنازير لأنها تأتي من أماكن مختلفة.

ينص القانون في السويد وأوروبا على أن «جميع الحيوانات يجب أن تُخدر عند قتلها». قدْ تعتقد بأن هذا جيد وغير مؤلم، ولكن هذا ليس هو الحال. تُدفع الخنازير نحو أقفاص فولاذية، إذ يُضخ فيها ثاني أكسيد الكربون، وهو «غاز غير مُكلف نسبيًا». إما الدجاج والطيور، فإنها تُعلق على أقدامها بوعي كامل، ومن ثم تُغرق في مياه مُكهربة إذا كانت في مسالخ صغيرة، أو تُحقن بغاز ثنائي أكسيد الكربون إذا كانت في مسالخ كبيرة.

تتعرض الطيور والخنازير في المرحلة الأولى لغاز ثاني أكسيد الكربون بتركيز يصل إلى 40٪ لفترة طويلة تكفي لجعلها تفقد الوعي. ومن ثم تستمر العملية في المرحلة الثانية، إذ يتجاوز تركيز ثاني أكسيد الكربون 40٪ لقتلها خنقًا. تبدأ هذه الحيوانات بإكتشاف وجود غاز ثاني أكسيد الكربون عند حوالي 7%، ليعلوا صوت صراخها وصيحات الألم عند حوالي 25%، ثم تفقد وعيها عند تركيز أقل من 40%، وتموت خنقًا بسبب النقص بالأكسجين عند تركيز يزيد عن 40%.

وبحسب مجلة الأخبار الزراعية السويدية، يقول «سيمّي هاجدال»، المسؤول عن رعاية الحيوانات في مسلخ «كرون فوكيل»، وهو من أكبر مسالخ السويد، إذ يوفر يوميًا نحو 200 ألف دجاجة للبيع والإستهلاك: «يبقى الدجاج في نفس الأقفاص، ثم يوضع بغرفة مُظلمة في المسلخِ، وبعدها يُنقل إلى صناديق فولاذية تُغمر بثاني أكسيد الكربون. لثاني أكسيد الكربون تركيزان مختلفان. التركيز المنخفض، وهو التركيز الذي يجعل الدجاج ينام ويفقد الوعي دون إزعاج، ثم تركيز أعلى ليفارق الحياة».

مسدس الترباس، وهو أداة شائعة لصعق الخِراف والأبقار والثيران في المسالخ السويدية. يوضع المُسدس على راس الذبيحة، وعند الضغط على الزناد يخرج قضيب معدني ثم يعود. تكمن الفكرة في ضرب دماغ الذبيحة، مما يفقدها وعيها وتموت في معظم الحالات. ومع ذلك، غالبًا ما يحدث أن مسدس الترباس لا يُصيب الدماغ بشكل صحيح بسبب حركة الذبيحة، مما يتطلب ضربها مرارًا وتكرارًا.

بعد قتل الحيوانات بهذه «الطُرق الرأسمالية المروعة» تتم معالجة جثثها بالسكاكين والسواطير والشفرات الدوارة التي تقطع أعناقها. تظهر الأبحاث أن معدلات نزف الدم لا تتأثر فيما إذا كان قلب الذبيحة قدْ توقف عن النبض أم لا. ولكن هذه الطرق لا تتوافق مع أحكام الذبح في الشريعة الإسلامية أو أحكام الذبح في الكنزا ربا للصابئة المندائيين أو أحكام شحيطة المُعتمدة عند اليهود والأرمن الأرثوذوكس.

للذبح في الشريعة الإسلامية شروط وضوابط، منها أن يكون الذابح مُسلمًا أو من الذين أوتوا الكتاب، كما يجب على الذابح النية قبل مُباشرته بالذبح، ويجب عليه التسمية على الذبيحة قبل ذبحها، وذلك بأن يقول «بسم الله، الله اكبر».

ويجوز في الشريعة الإسلامية ذبح الذبيحة على أي جنبيها، ولكن الأفضل أن تكون على جنبها الأيسر موجهة نحو القبلة. كما يتوجب على الذابح «قطع مريء وحلقوم الذبيحة» بأداة حادة كالسكين، وأن يتجنب قطع نخاعها لما فيه من ألم شديد على الذبيحة، والنخاع هو خيط أبيض داخل عظم الرقبة.

وكذلك أن تكون الذبيحة مما يحل أكله، كبهيمة الأنعام من غنم وبقر وإبل وغزلان، أو من الطيور كالدجاج والحمام والبط والأوز. وأن «تكون الذبيحة على قيد الحياة عند ذبحها»، وأن «تموت بِفعل الذبـــــح لا بغيـــره».

ومن أحكام الذبح في الشريعة الإسلامية أن تكون الذبيحة معافية وخالية من الأمراض، فان وجد فيها مرض فيتوجب نقلها إلى طبيب بيطري أو الإِنتظار عليها حتى تتعافى، فأن تعافت جاز ذبحها. وإِن وجد في الذبيحة جنين، وخرج حيًا فإنه يذبح ويؤكل. كما يُستحب تطيب الذبيحة قبل ذبحها، مثل أن تُعزل وتأكل الهال والفاكهة لمدة ثلاثة أيام للخراف وسبعة أيام للأبقار، وذلك لإن لحوم الذبائح تتأثر بما تأكله.

وأيضًا أن تكون أداة الذبح محددة أي ذات حد، كالسكين والسيف والحجر المحدد وغير ذلك، فتقطع أو تخرف بحدِها لا بثقلها، وان لا تكون الاداة سِنًا كأن يقوم بذبحها بأسنانه، ولا ظفرًا فيذبحها بأظفاره. وأن لا ترى الذبيحة أداة الذبح، وكذلك فإنه يستحب أن لا يذبح ذبيحة بحضرة أخرى لكي لا تخاف وتموت موتات.

جميع الذبائح في السويد يجب أن تُخدر بالغازات أو الصعق الكهربائي عند قتلها. نحر الذبيحة مُباشرة بالسكين محظور تمامًا في السويد ومعظم البلدان الأوروبية. وبالتالي، لا يُسمح بالذبح الإسلامي أو اليهودي إلا إذا خُدرت الذبائح قبل نحرها بالسكين. وهكذا، يُسمح في السويد بنحر الذبائح وفقًا للشريعة الإسلامية، فقط في حالة تخدير الذبيحة أولًا، وعادةً ما تتم هذه العملية في مسالخ يمتلكها مسلمين، وتحمل منتوجاتها علامة «حلال».

وبحسب قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، رقم 95، فإن الحيوانات التي تذكي بعد التدويخ ذكاة شرعية يحل أكلها إذا توافرت الشروط التي يتأكد بها «عدم موت الذبيحة قبل تذكيتها»، وقد حددها الخبراء بما يلي:

1. أن يتم تطبيق القطبين الكهربائيين على الصدغين أو في الاتجاه الجبهي – القذالي «القفوي» .

2. أن يتراوح الفولت ما بين « 100 – 400 فولت» .

3. أن تتراوح شدة التيار ما بين «75. إلى 1 أمبير» بالنسبة للغنم، وما بين «2 إلى 2.5 أمبير» بالنسبة للبقر .

4. أن يجري تطبيق التيار الكهربائي في مدة تتراوح ما بين « 3 إلى 6 ثوان».

5. لا يجوز تدويخ الحيوان المراد تذكيته باستعمال المسدس ذي الإبرة الواقذة أو بالبلطة أو بالمطرقة، ولا بالنفخ على الطريقة الانجليزية .

6. لا يجوز تدويخ الدواجن بالصدمة الكهربائية، لما ثبت بالتجربة من إفضاء ذلك إلى موت نسبة غير قليلة منها قبل التذكية .

7. لا يحرم ما ذكي من الحيوانات بعد تدويخه باستعمال مزيج ثاني أكسيد الكربون مع الهواء أو الأكسجين، أو باستعمال المسدس ذي الرأس الكروي بصورة لا تؤدي إلى موته قبل تذكيته.

طريقة التخدير المقبولة لدى كثير من المسلمين هي تخدير الحيوانات بالكهرباء دون التسبب بموتها. ولذلك، هناك اليوم حساسية مفرطة لدى العديد من المُسلمين من منتوجات اللحوم الغربية المصدرة للبلدان العربية والإسلامية.

الفيديو مُخصص للكبار: مسالخ الخراف والأبقار والدجاج والخنازير في السويد

انتهى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here