فرحان حق : الأزمة السورية لم تحل والحاجة إلى المساعدات الإنسانية فيها ازدادت

فرحان حق لرووداو: الأزمة السورية لم تحل والحاجة إلى المساعدات الإنسانية فيها ازدادت

أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية في سوريا لم تخفّ، بل ازدادت، مشيرا الى ان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، بيّن بوضوح أنه يريد أن يلفت أنظار الجميع إلى سوريا، وهو مستمر في المباحثات مع الأطراف المختلفة.
جاء ذلك في حوار خاص مع شبكة رووداو الإعلامية، أجراه مجيد نظام الدين كلي، حيث قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، ان “الصراعات طويلة الأمد كالتي في سوريا واليمن، تحتاج إلى حل بدون الالتفات إلى الأزمات الأخرى القائمة”.
وجواباً عن سؤال: هل أدت الحرب في أوكرانيا إلى لفت أنظار المجتمع الدولي عن سوريا؟ قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: “أجل، من المتوقع أن يذهب استمرار الحرب الأوكرانية باهتمام حكومات العالم وشعوب العالم، لكننا نتطلع إلى أن تلتفت الناس إلى الأزمات التي لا تزال مستمرة ولم تحل. الأزمة السورية لم تحل، والحاجة إلى المساعدات الإنسانية في سوريا لم تخفّ، بل ازدادت”.
وأدناه نص حوار رووداو مع المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة:
رووداو: بينما نتحاور الآن، هناك اجتماع لمجلس الأمن الدولي بخصوص سوريا، ويقول آخر تقرير للأمم المتحدة إن أكثر من 14.6 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، هذا الرقم أعلى من أي وقت سبق، ألا يخشى الأمين العام للأمم المتحدة أن تكون الحرب الأوكرانية تسببت في إغفال الحرب السورية على المستوى الدولي، وما هو التأثير الذي تتوقع أن يخلفه هذا على سوريا والحروب الأخرى في الشرق الأوسط؟
فرحان حق: المسألة هي أن العالم بحاجة إلى هذا، ويجب أن تتمكن حكومات العالم من التركيز على أكثر من مشكلة في وقت واحد. مثلاً، في فترة وباء كوفيد-19، كان علينا أن نتأكد من أن الدول مستمرة في مواجهة التغير المناخي، وأن لا نهمل انهيار عدد من الحكومات الديمقراطية في أفريقيا. بالتأكيد، الصراعات طويلة الأمد كالتي في سوريا واليمن، تحتاج إلى حل بدون الالتفات إلى الأزمات الأخرى القائمة. أجل، من المتوقع أن يذهب استمرار الحرب الأوكرانية باهتمام حكومات العالم وشعوب العالم، لكننا نتطلع إلى أن تلتفت الناس إلى الأزمات التي لا تزال مستمرة ولم تحل. الأزمة السورية لم تحل، والحاجة إلى المساعدات الإنسانية في سوريا لم تخفّ، بل ازدادت. لهذا نريدهم أن يهتموا. بيّن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، بوضوح أنه يريد أن يلفت أنظار الجميع إلى سوريا، وهو مستمر في المباحثات مع الأطراف المختلفة، لكن علينا في النهاية أن نتأكد من أن الجهود التي كانت تبذل في السابق، مستمرة كلها.
رووداو: اجتمع الأمين العام للأمم المتحدة مع بوتين بخصوص أوكرانيا، كيف كان الاجتماع؟ وماذا كانت نتائجه؟
فرحان حق: أعتقد أنه كان هناك تقدم في ذلك الاجتماع، على الأقل كان هناك اتفاق مبدئي على إجلاء أهالي ماريوبول. نحن نبذل ما في وسعنا لمعرفة الإجراءات التي سنتبعها مع وزارة الدفاع الروسية ومسؤولي الجانب الأوكراني ومكتبنا لتنسيق الشؤون الإنسانية، وكذلك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر. لنعرف ما بإمكاننا أن نفعله لإنقاذ الناس في ماريوبول. بالتأكيد سنسعى بعد ذلك لمعرفة ما هي المساعدة التي نستطيع تقديمها في المناطق الأخرى من أجل إنقاذ الناس. بدأ هذا المسعى، وبدأ الحوار على مستويات مختلفة مع الحكومتين الروسية والأوكرانية. نريد أن نعرف مدى إمكانية تنفيذنا لهذا الاتفاق.
رووداو: استمر اجتماع الأمين العام والرئيس بوتين قرابة الساعتين، كان الاجتماع أطول من المتوقع، ما الذي بحثاه، ما هو الموضوع الرئيس الذي كان مطروحاً للبحث فيه؟
فرحان حق: أساساً، وليكون هذا النوع من المحادثات ناجحاً، لا أريد الكشف عن تفاصيل كثيرة. واضح جداً أن المحادثات كانت تتعلق بأوكرانيا. معلوم أيضاً أن الأمين العام سيذهب إلى أوكرانيا في الأيام المقبلة. سيتباحث مع زيلينسكي ووزير الخارجية، كوليبا. حينها يمكننا أن نعرف ما هو التقدم الذي يمكن أن يتحقق باتجاه حل المشاكل التي أدت إلى حرب الشهرين الأخيرين. الذي طالب به الأمين العام مراراً وتكراراً، هو إنهاء الحرب. قال في مؤتمره الصحفي بموسكو إن الحل الحقيقي الوحيد هو إيقاف الحرب. ربما لن يتحقق هذا على الفور، لكننا بالتأكيد نأمل أن نحرك آلية إيجابية بين البلدين ونرى ما يمكن بناؤه على ذلك من أمور أخرى.
رووداو: هل تعتقد أن هذه الحرب ستنتهي قريباً؟
فرحان حق: من الصعب دائماً تخمين متى تنتهي أي حرب. هناك صراعات تدخلت فيها الأمم المتحدة وانتهت سريعاً بحلول دبلوماسية. في حين أن هناك صراعات أخرى استغرقت وقتاً طويلاً بدون الحاجة إلى استمرارها. جرى الحديث عن سوريا، وكانت هناك فرص عديدة لحل ذلك الصراع، لكنها ضاعت. هذه مأساة حقيقية على الناس.ما نؤكد عليه نحن هو أن لا تضيعوا هذه الفرص. هذا سيلحق الضرر بكل الناس في روسيا وفي أوكرانيا وفي كل العالم.
رووداو: لنعد إلى موضوع الاجتماع، هل تعتقد أن روسيا تقبل بدور وساطة أكبر للأمم المتحدة في هذه الحرب؟ فهناك حالياً عملية أخرى تجري في إسطنبول، ماذا سيكون دور الأمم المتحدة في هذا السياق؟
فرحان حق: لا أريد أن أتحدث عن تخمينات، الأمم المتحدة والأمين العام غوتيريز طرح عدداً من النقاط بعد لقائه في موسكو مع وزير الخارجية لافروف. كما بحث مجموعة من التفاصيل في اجتماعه مع بوتين. سوى هذا، علينا أن ننتظر ونعرف ما هي النتائج التي سنحصل عليها من هذه المحادثات التي يجريها زملاؤنا في الإغاثة الإنسانية مع المسؤولين.
رووداو: حسناً، الحرب تجري في أوكرانيا، لماذا قرر الأمين العام للأمم المتحدة التوجه إلى موسكو أولاً ثم إلى كييف؟ أما كان ينبغي أن يذهب أولاً إلى البيت الذي يحترق، ثم يذهب إلى الذين يحرقون البيت؟
فرحان حق: البلد الذي زاره أولاً، لا يبعث بأي إشارات. النقطة المهمة هي أن يزور البلدين، وقد تحقق هذا. أراد الاجتماع مع رئيسي البلدين ليعرف ما هي المكاسب التي يمكن تحقيقها. لذا فإن هذا هو ما نؤكد عليه. ليس مهماً أيهما زار أولاً، لأنه سيلتقي بالاثنين في غضون بضعة أيام.
رووداو: سؤالي كان مستقى من انتقادات أطلقها سياسيون أوكرانيون، ورأوا أن ذلك نقطة سلبية في الزيارة. على أي حال، هل الأمين العام مستعد ليمارس بنفسه دور الوسيط بخصوص هذه الحرب؟
فرحان حق: الأمين العام مستعد لممارسة أي دور تقبل به الدول نفسها. كلما طرح الأمين العام مقترحاً للمساعدة، كما هي الحال في هذه القضية، فإنه يستند إلى إرادة أطرافها. إذا استطاع أن يمارس أي دور بنّاء لحل الصراع، فإنه سيفعل ذلك. حجم هذا الدور مرهون بما تريد الأطراف أنفسها أن يقدمه لينتهي هذا الصراع.
رووداو: سؤالي الأخير هو: هناك تخوف من جانب الرأي العام من بعض التصريحات، خاصة تلك التي يطلقها الروس حين يقولون إن من المحتمل أن يتحول هذا الصراع إلى حرب أكبر، وحرب عالمية ثالثة وما إلى ذلك، ما هو تقييم الأمم المتحدة وبصورة خاصة لاحتمالات ونتائج هذه الحرب؟
فرحان حق: دَعَونا إلى نوعين من التهدئة، تهدئة الحرب الميدانية، وتهدئة لهجة الخطاب المعادية بين الجانبين. نحن نريد التأكد من أحداً لن يعمد إلى تعقيد الأمور أكثر مما هي عليه. العالم يتطلع إلى ما نقول ونفعل. علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لكي لا تفلت الأمور من عقالها. نحن نحث الأطراف كافة على هذا، وسنواصل عمل أي شيء من شأنه أن يساعد في تهدئة الوضع.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here