(( كلاب )) كثيرة النباح لا تعض !!

د . خالد القره غولي
منذ مدة ليست بالقصيرة و جهود الإدارة الأمريكية تستنفر وتتوسل وتستجدي جهود الأمم المتحدة والدول الكبرى وحلف الناتو والمنظمات العالمية والدولية ومن خطى على خطها للخروج من عنق زجاجة بوابة العراق وتعهدت بصرف ملايين ومليارات الدولارات من اجل خروج جنودها المخذولين المارقين من العراق الذين جلبهم الرئيس الأمريكي بوش الابن من أمريكا والذين أجبرتهم الظروف سواء كانت أمنية أم عسكرية أو اقتصادية إلى الوصول والدخول ارض العراق عام 2003 والقبول بالغربة لهؤلاء الأوغاد تجري علي مضض كونهم من الجنود المجندين وهم يحملون جنسيات مختلفة من الجنسيات الأوربية والإفريقية والأسيوية وأمريكا اللاتينية ومن مختلف قارات العالم جلبتهم الاستخبارات وإدارات وزارة الدفاع الأمريكية من اجل منحهم الجنسية الأمريكية و حفنة من الدولارات التي تم صرفها لهم من بنوك دول معروفة للقاصي والداني كونهم من سوابق الإجرام ومن الفارين من بلدانهم لأسباب جنائية ليس إلا , هذا الأمر ليس بالجدي فقبل عام 2003 عاني عدد كبير من القادة الأمريكان ورؤساء دوائر القرار والتدبير الأعمى بعدم الخوض ودخول العراق وهنا لم أجد سببا وجيها واحدا أو مقنعا لتعامل الإدارة الأمريكية والقوات العميلة التي تحالفت معها من كافة دول العالم ما ظهر منها وما بطن . واقصد هنا عدد من الدول العربية ودول الجوار المعروفة ومع الأسف الشديد في غزو العراق خلال شهر نيسان عام 2003 وكيف تعاملت هذه القوات الغازية الــــتي عبثت بأرض الرافدين وشردت أبناء شعب العراق الأمن ودمرت البنى التحتية لهـــذا البلد ونحن العراقيون اليوم نعرف جيدا من أحسن ألينا ونعرف أكثر من أساء إلينا والأيام المقبلة كفيلة لنضع الحدود لهذا العمل الإجرامي ضد الشعب العراقي الحر أن المرحلة التي مر بها العراق في ظل الاحتلال الغاشم والذي استمرا كثر من ثمانية أعوام من أسوء المراحل في تاريخ العراق حيث الفراغ السياسي والتدهور الأمني وظهور الطائفية والعنصرية وحالات التمزق والتفرقة ومحاولة تقسيم هذا البلد إلى أقاليم على أساس طائفي وعرقي ومذهبي تحت غطاء الفيدرالية والديمقراطية الجديدة وان قوى الشر الكبرى في العالم تدعي بان الحريات والحقوق لا يمكن صيانتها ألا بتقسيم تلك الدول إلى ولايات شتى وحسب الطوائف متجاهلة إن الوحدة الوطنية هي سمة المجتمعات السياسية الحديثة وتكالب الأعداء من الخارج والعملاء من الداخل لنهب وسرقة ثروات البلدان العربية والإسلامية, وتدمير الممتلكات واستشراء الفساد الإداري في أجهزة الدول المعنية فالأمر خطير جدا يتطلب جهد وطني يستند إلى رؤيا صائبة تتعامل مع الواقع العراقي والإسلامي بكل تاريخه وحاضرة وبكل ثوابته وخصوصياته كوحدة واحدة متكاملة دوما دول تميز وأفضلية لواحدة على الأخرى ومن منا اليوم لم يسمع وير يوماً بعد يوم وفي كل لحظة ما يحدث في بلدي العراق بعد خروج القوات المحتلة من ممارسات لا تصل إلي الإنسانية بشيء تقوم بها القوى السياسية الطائفية تجاه شعب هذا البلد , وأي فعل تقوم به هذه القوى يومياً في قتل الأبرياء وتحت بنود ومسميات الديمقراطيات والحريات الحديثة والجيدة التي دمرت الشعوب التي ضمت الأطفال والنساء والشيوخ سواء , وشملت تلك التجاوزات تشريد المواطنين من الشباب من مساكنهم لذات السبب أعلاه ولم تنتبه القوى المعادية للشعب العراقي لتلك الجرائم التي فاقت التصور البشري وبما قاموا به من انتهاك لحرمة البيوت والسجون والمعتقلات تجاه مواطنين ومواطنات اعتقلوا لأسباب غير معروفة بلغت تلك الأعداد بالآلاف ولم تقتصر تلك الاعتداءات علي حقوق الإنسان العراقي بل تعدت ذلك إلى
اعتقال المدنيين مجرد الشك على عمل يقومون به ولا أدري كيف تفسر هذه القوى هذه الإعمال وان ديننا الإسلامي يدعو إلى الوحدة والإخوة والمحبة وينهي عن التفرق والتنافي والاختلاف والتناحر , وقتل النفس ، حيث قال سبحانه وتعالي ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) انه أمرنا بالوحدة , لأن الوحدة قوة ولان في الوحدة عزة وكرامة . فما احلي التصافي والتصادق بين إفراد الشعب العراقي الأصيل , لان إفراد هذا الشعب هم جزء من هذه الأمة العراقية فكلما وجدت هذه الوحدة بين أفراد الشعب صارت قوية ومكرمة , إن المحافظات العراقية الوسطى والجنوبية في السنوات الأخيرة خرجت من حروب بشعة وشرسة دخلت فيها كل فنون ألتفرقه والتناحر والفتن الطائفية والدينية ، وأكلت المئات والآلاف من خيرة شباب تلك المحافظات , وكانت في وقتها وسائل الود والوحدة والتلاحم والتعاطف في ما بيننا مفقودة كأننا نعيش في عصر الجاهلية ، نأكل الحرام ونأتي الفواحش ويقتل بعضنا الأخر ونقطع الأرحام وننسي الجوار ويأكل القوي منا الضعيف ونخون الأمانة ونقذف المحصنات ونقول الزور كل هذه الحلقات كانت مفقودة حتى أصبحنا على هذا الوضع السيئ الذي لا يسر عدوا ولا صديقاً , فلو تمسكنا بديننا قليلاً لكان الوضع أكثر أمانا واستقراراً . فالعقيدة أساس الوحدة التي تجمع الشعب ، تحت رحمة الباري عز وجل والإيمان بالتوحيد ، فرب واحد وكتاب واحد ودين واحد ونبي واحد وقران واحد وقبلة واحدة وإسلام واحد ، فلا عنصرية ولا تفضيل الكبير على الصغير ولا الغني على الفقير ولا الأبيض على الأسود ولا طائفة على أخري ولا مذهب ولا عرقية على حساب الأخرى
( أن أكرمكم عند الله اتقاكم ) فيجب إن نكون سواء كنا أفرادا أم جماعات عند حسن الظن وان نتمسك بالخلق الكريم , ونحب بعضنا الأخر. وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة , أن الوحدة في الإسلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم , ويجب علي من بأيديهم أمور هذه الأمة أن يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرق والتنافر لأن أعداء الإسلام كثيرون ولا تعجبهم وحدتنا , بل اضطربت نفوسهم وتحركت مؤسساتهم وبدؤوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لإحباط تلك المساعي الرامية إلى وحدة الشعب , فأعداء العراق بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم يحرضون بعضنا علي الكلام ويشيعون إشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة تسيء إلى ديننا الحنيف . والاتقاء من شر هذه الشائعات هو الإبقاء على وحدة صفنا وكلمتنا فأنها خير سلاح بوجه هذه التحديات , وكذلك أصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوى , ومن الله التوفيق لجميع إخوتي العراقيين .. ولله – الآمر
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here