إزرع ولا تقطع!!

إزرع ولا تقطع!!
القراءة الخلدونية للصف الأول الإبتدائي في مدارس العراق , لأجيال متواكبة من تأليف (ساطع الحصري) (1879 – 1968) , “أبو خلدون”, صفحاتها مناهج تربوية تعلم السلوك الصالح لبناء الوطن.
ولست معنيا بما له وما عليه , وإنما بالأفكار التي وضعها في تلك القراءة بلغة مبسطة ذات معانيٍ عميقة ومؤثرة , وذات مدلولات بعيدة.
ومنها “إزرع ولا تقطع” , وقد رددناها في الصف الأول الإبتدائي , وما زرعنا , بل أمعنا بالقطع!!
فالأفكار التي تضمنتها القراءة تهدف لبناء الإنسان الإيجابي القادر على صناعة القوة والإقتدار , ومنذ الصغر , فالتعلم في الصغر كالنحت في الحجر.
أعود إلى القراءة الخلدونية , وأبحث عن معاني عباراتها وما تكنزه من طاقات معرفية وسلوكية , وما تشير إليه من أمراض عضوية تنخر في بدن الأمة , وما أكثر الرمزية في كلماتها الواضحة الجميلة المحببة للنفوس.
تخيلوا لو أن الأجيال تزرع وتأبى أن تقطع , فكيف ستكون عليه أحوالنا , وثرواتنا وقدراتنا الإنتاجية والإقتصادية , وما تعلمنا أن نزرع , بل تحقق تكريهنا بالزراعة وباللون الأخضر , وساد اللون الأسود في شوارعنا ومدننا , بسبب الحروب العبثية التي محقت شبابنا وحرمتهم من زراعة وجودهم في الحياة , فمعظم الشباب ماتوا هدرا وضاعت طاقاتهم , فكأن زراعة الأرحام عليها أن تقطع , ولا تعطي ثمارها.
ويبدو أن مجتمعاتنا بحاجة للعودة إلى نداء ” إزرع ولا تقطع” , لأنه السبيل الأمثل لتحريرها من التبعية والإعتماد على غيرها لإطعامها.
فهل لدينا الهمة والعزيمة على أن نزرع؟
العجيب في أمرنا أن فينا نوازع قطع وهدم , تفترسنا وتؤدي بنا إلى مهاوي القحط والإملاق!!
فيا ليتنا نزرع ونزرع!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close