التناثرية!!

التناثرية!!
تناثر: تشتت , تفرّق
التناثر طاقة كامنة فينا , والكثير من الأدلة التأريخية تشير إلى أن البشرية إنطلقت من منطقتنا لتتوطن أصقاع الأرض , وكأن التناثرية متأصلة فينا , ولا تلومن الآخر.
فربما لدينا ميل للتبعثر والتفرق والتناحر , وللهجرة من أوطاننا لأننا حولناها إلى سقر , بجهودنا ونشاطاتنا العدوانية ضد بعضنا.
فنحن نتحدث عن الآخر يفرقنا , والواقع يشير إلى عدم وجود قوة قادرة على التفرقة في أي مجتمع , إن لم يكن المجتمع مؤهل لهذا السلوك وفيه العناصر الأساسية لذلك.
فلا توجد قوة في الأرض لا ترغب بالتمدد والنماء والهيمنة على الآخرين , وجميعها تتحين الفرص للنيل من الآخر أيا كان.
إن إشاعة ثقافة “هو” في مجتمعاتنا تندرج ضمن خطط ماهرة لتجريد الإنسان من المسؤولية , وتحويله إلى موجود خامد خامل سهل الإنقياد والتبعية , ووسطا لأية إرادة تسعى للنيل منه.
لو تأملنا واقعنا لوجدناه يتصف بدرحة عالية من التناثرية الساخنة , والمثل المعاصر ما يجري في اليمن , من قتل للعرب والمسلمين بواسطة العرب والمسلمين , والرابح واضح ومعروف.
وقس على ذلك علاقات العرب بالعرب , والمسلمين بالمسلمين , إنها تجري تحت خيمة التناثرية الفاعلة فينا.
فنحن نتناثر , نتناحر , ولا نعمل على التعاون والإعتصام بالمصالح المشتركة , وهذه علتنا التي ننكرها , ونتجاهلها , ونتهم الآخر ونبرئ أنفسنا , ونغمض عيوننا عن عللنا , وما تتسبب به من التداعيات والدمارات , التي ألقت بنا على ضفاف الأوجاع والأنين.
فهل لنا أن نستفيق ونبني على ما يقربنا , ويجمعنا ويزيدنا قوة وعزة وكرامة وسيادة؟
فتنبهوا واستفيقوا أيها العرب!!
ودمنا بقلوب متآلفة!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close