تقرير أممي يقيّم “الامن الغذائي” للاجئين بغالبيتهم في كوردستان

رصدت الامم المتحدة اوضاع اللاجئين المقيمين في إقليم كوردستان بشكل خاص، وبقية العراق بشكل عام، بالإضافة إلى الدور الذي تضطلع به المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي في المساعدة من اجل تجاوز خطر أمنهم الغذائي المتدهور.

وفي تقرير للمنظمتين التابعتين للامم المتحدة، اكد ان اقليم كوردستان يستضيف حاليا 96% من اللاجئين السوريين في العراق.

وتابع التقرير الذي نشره موقع الامم المتحدة، ان حكومة اقليم كوردستان، وكاستجابة منها للتدفق الكبير للاجئين في ظل الازمة في سوريا، قامت بانشاء 9 مخيمات للاجئين دعما للفئات الاكثر ضعفا وغير القادرين على تغطية نفقات الايجار.

ولفت التقرير الى ان 37 % يقيمون في المخيمات للاجئين في حين ان 63 % من اللاجئين يتقاسمون الخدمات العامة مع المجتمعات التي تستضيفهم والمجتمعات النازحة الاخرى.

وذكر التقرير ان برنامج الغذاء العالمي يقوم بتقديم المساعدة الغذائية لنحو 75 % من اللاجئين داخل المخيمات، في حين ان مفوضية اللاجئين توفر المساعدة المالية لتأمين الاحتياجات الاساسية والشتاء لنحو 37 % من السكان خارج المخيمات، وذلك بناء على آلية لتقييم الشرائح الضعيفة وحاجاتها، والتي طبقت في العام 2019.

مكامن الضعف بين اللاجئين

وذكر التقرير ان عملية التقييم للاحتياجات المتعددة الجوانب لعام 2021 والتي شملت عينة تمثيلية من اللاجئين داخل المخيمات وخارجها على الصعيد الوطني والمجتمعات المضيفة في اقليم كوردستان، اظهرت الهشاشة الاقتصادية لغالبية احتياجات اللاجئين في العراق.

واوضح ان من بين اسباب ذلك محدودية فرض تحقيق الدخل، بسبب التأثيرات السلبية لجائحة كورونا على البيئة الاقتصادية في العراق، فيما تسبب تراجع قيمة الدينار في العام 2021 الى تدهور اضافي في القوة الشرائية للعراقيين واللاجئين على حد سواء، مع ارتفاع الاسعار في الاسواق.

كما اظهرت البيانات الاممية تزايد اعتماد اللاجئين على العمل المؤقت (93٪) مقارنة بالمجتمعات المضيفة (50٪)، كما ان دخل العائلات اللاجئة تراجع مقارنة بالمداخيل التي تحققها العائلات في المجتمعات المضيفة.

بالاضافة الى ذلك، اظهرت بيانات الامم المتحدة ان اللاجئين الموجودين داخل المخيمات، يتمتعون بفرص اقل لكسب العيش، ومداخيل اقل، مقارنة باللاجئين الموجودين خارج المخيمات. وتابع ان هناك تراجعا في متوسط الدخل للاجئين في داخل المخيمات (258.49 دينار عراقي) مقارنة باللاجئين خارج المخيمات (436،271 دينار عراقي).

انعدام الامن الغذائي للاجئين

وذكر التقرير ان وزارة الشؤون الاجتماعية اشارت في العام 2021 الى تدهور الامن الغذائي بين اللاجئين.

ولفت التقرير الاممي الان الى ان 14% فقط من اللاجئين الموجودين في داخل المخيمات و 43% من اللاجئين المتواجدين في خارج المخيمات، حصلوا على تقدير انهم “آمنون غذائيا” في العام 2021، مقارنة بـ 36% و 74% على التوالي في العام 2020.

وتابع التقرير ان نسبة كبيرة اصبحت “آمنة بشكل هامشي”، وهي بالتالي معرضة لخطر انعدام الامن الغذائي.

وبحسب آلية خاصة لبرنامج الغذاء العالمي، فان درجات مؤشر الامن الغذائي للاجئين داخل المخيمات، تشير الى انخفاض مستوى الامن الغذائي لديهم، وذلك مقارنة باللاجئين المتواجدين في خارج المخيمات.

كما اظهرت البيانات تزايد ظواهر شراء الطعام بالاستدانة، وتراجع الانفاق على شراء الحاجات الاساسية، وبيع أصول خاصة باللاجئين، وتزايد عمالة الاطفال، وتسرب الاطفال من المدارس، وذلك في ما يتعلق بالفئتين، لكنها كانت أعلى بقليل فيما يتعلق باللاجئين الموجودين في داخل المخيمات.

وختم التقرير المشترك للامم المتحدة بالاشارة الى ان انعدام الامن الغذائي الكبير بين اللاجئين داخل المخيمات، يتماشى مع تقديرات سابقة اجراها برنامج الغذاء العالمي ومفوضية اللاجئين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here