الى حبيبتي راس السنة ! للشاعر نزار قباني

الى حبيبتي راس السنة ! للشاعر نزار قباني * د. رضا العطار

انقل حبي لكِ من عام الى عام

كما ينقل التلميذ فروضه المدرسية الى دفتر جديد

انقل صوتكِ وراحتكِ ورسائلك

ورقم هاتفكِ وصندوق بريدكِ

واعلقها في خزانة العام الجديد

وامنحكِ تذكرة إقامة دائمة في قلبي

انني احبكِ

ولن اترككِ وحدكِ على ورقة 31 ديسمبر ابدا

سأحملك على ذراعي

واتنقل بكِ بين الفصول الاربعة

ففي الشتاء ، سأضع على رأسك قبعة صوف حمراء

كي لا تبردي

وفي الخريف سأعطيكِ معطف المطر الوحيد

الذي املكه ، كي لا تتبللي

وفي الربيع سأترككِ تنامين على الحشائش الطازجة

وتتناولين طعام الافطار

مع الجنادب والعصافير

وفي الصيف

سأشتري لكِ شبكة صيد صغيرة

لتصطادين المحار وطيور البحر

والاسماك المجهولة العناوين

اني احبكِ

ولا اريد ان اربطكِ بذاكرة الافعال الماضية

ولا بذاكرة القطارات المسافرة

فانتِ القطار الاخير الذي يسافر ليلا ونهارا

فوق شرايين يدي

انت قطاري الاخير

وانا محطتكِ الاخيرة

انني احبكِ

ولا اريد ان اربطكِ بالماء او بالريح

او بالتاريخ الميلادي او الهجري

ولا بحركات المد والجزر

او ساعات الخسوف والكسوف

لا يهمني ما تقوله المراصد

وخطوط فناجين القهوة

فعيناك وحدهما هما النبوءة

وهما المسؤولتان عن فرح هذا العالم

أحبكِ

واحب ان اربطكِ بزمني وبطقسي

واجعلكِ نجمة في مداري

اريد ان تأخذي شكل الكلمة

ومساحة الورقة

حتى اذا نشرتُ كتابا . . وقرأه الناس

عثروا عليكِ كالوردة في داخله

اريد ان تأخذي شكل فمي

حتى اذا تكلمتُ

وجدك الناس تستحمين في صوتي

اريدكِ ان تأخذي شكل يدي

حتى اذا وضعتها على الطاولة

وجدكِ الناسُ نائمة في جوفها

كفراشة في يد طفل

انني لا احترف طقوس التهنئة

إنني احترف العشق

واحترفكِ

يتجول هو فوق جلدي

وتتجولين انتِ تحت جلدي

واما انا

فاحمل الشوارع والارصفة المغسولة بالمطر

على ظهري . . وابحث عنكِ

* مقتبس من ديوان الشاعر م 2 ص 661

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here