امريكا تروم بتجريم الكثير وتنسى جرائمها

د.كرار حيدر الموسوي

جلسة صاخبه بمجلس الأمن بناء على طلب روسيا بشأن تطوير اميركا لأسلحه بيولوجيه على حدودها داخل اوكرانيا

 – تسليم المندوب الروسى وثائق وادله فى مضبطة الجلسه تؤكد الآتى:

تمويل البنتاجون الرسمى لبرنامج اسلحه بيولوجيه واضحه فى اوكرانيا

اسماء الاشخاص والشركات الامريكيه المتخصصه بالأدلة والوثائق المشتركه فى هذا البرنامج.

اماكن المختبرات فى اوكرانيا ومايتم حتى الآن من محاولات اخفاء الأدله.

– اعلان مفاجأه اخرى من مندوب روسيا باماكن المختبرات الامريكيه التى تعمل فى تصنيع واختبار الاسلحه البيولوجية فى ٣٦ دوله حول العالم ( بزياده ١٢ دوله عن الجلسه السابقه).

– تحديد المندوب الروسى الامراض والاوبئه ووسائل اطلاقها والدول التى يتم تجربتها فيها ومتى واين تمت التجارب وبعلم حكومات هذه الدول او بدون علمها.

– تأكيد المندوب الروسى علانية ان من ضمن التجارب والاثار هو الفيروس المسؤول عن الجائحه الحاليه وكم هائل من الخفافيش المستخدمه فى نقل هذا الفيروس.

– أميركا تنفى وفرنسا وبريطانيا تتحالف معها ( والصدى داخل شعوب هذه الدول عنيف للغايه) ويميلوا لتصديق هذه الروايه تحت الضغط النفسى الذى خلفته الجائحه على الجميع.

– منظمة الصحه العالميه تنفي معرفتها بوجود تجارب بيولوجيه فى اوكرانيا وتقول كل معلوماتنا انها مختبرات طبيه بحثيه لمقاومة الامراض ( وروسيا تثبت بالأدلة مكاتبات وزيارات منتظمه لخبراء من منظمة الصحه ) للمختبرات الامريكيه المشبوهه حول العالم.

– الصين تهاجم الجميع طالما انتم تنفون وواثقون من برائتكم لماذا ترفضون باستماته اجراء تحقيق من متخصصين للوقوف على الحقيقه خاصة مع وجود وثائق وادله دامغه.

🔴 الي من يريد معرفة ماهية الطيور المرقمه .. وكيف تقتل امريكا العالم بدون طلقه واحده .. اليكم المعلومات ..

طيور الدمار الشامل..

لم تتوقع روسيا أن تكتشف ضمن حملتها العسكرية في أوكرانيا على طيورٍ مرقمة أنتجتها المختبرات البيولوجية والجرثومية في أوكرانيا التي تمولها وتشرف عليها الولايات المتحدة الأمريكية.

ولكن ما هي الطيور المُرَقّمة؟!

بعد دراسة هجرة الطيور ومراقبتها طوال المواسم، يُصبح بمقدور الأخصائيين البيئيين وعلم الحيوان معرفة السير الذي تسلكه هذه الطيور كل سنة في رحلتها الموسمية، ومنها مَن يُسافر من بلد الى بلد أو حتى من قارة الى قارة.

هنا يأتي دور المخابرات أو الجهات التي تحمل خطة شريرة، فيتم القبض على مجموعة من هذه الطيور المهاجرة ويُعمَل على ترقيمها وتزويدها بكبسولة جراثيم تحمل شريحة ليتم التحكم بها عبر كمبيوترات، ثم يُعاد إطلاق سراحها لتنضم الى الطيور المهاجرة الى البلاد التي يُخطّط الضرر بها.

معلومٌ أنّ هذه الطيور تسلك مساراً من بحر البلطيق وقزوين الى القارة الأفريقية وجنوب شرق آسيا، ورحلتين أخرتين من كندا الى أميركا اللاتينية في الربيع والخريف.. وخلال طيرانها الطويل يتم إلتقاط مسارها خطوة بخطوة عبر الأقمار الإصطناعية  ويتم تحديد مكانها بالظبط، فإن أرادوا مثلاً الضرر بسورية أو مصر، يتم تدمير الشريحة عندما يصبح الطائر في سمائهما فتقتل الطائر ويسقط حاملاً الوباء، فتنتشر الأمراض في تلك البلاد أو تلك.. وهكذا يكون قد تمَّ هزيمة بلد الخصم من دون أي تكلفة عسكرية وإقتصادية وسياسية.

ترقيم الطيور المهاجرة يعتبرها القانون الدولي جريمة لأنها طيور تخترق سماء وأجواء البلاد الأخرى، وإن تمّ تزويدها بجراثيم فيُصبح هذا الطير بمثابة أسلحة الدمار الشامل. لذلك يُعتبَر في القانون الدولي إستعمال الطيور لشن هجمات مميتة على الخصم أمر مُحرَّم ويُعاقَب عليه مَن يقترف مثل هذا العمل الغير أخلاقي والغير إنساني، وهذا ما جعل أميركا ترتعد ليس من أي عقوبة بل مِن وصمة العار التي ستُلازمها العمر كله ومِن إستبعادها نهائياً كدولة ذات مصداقية حتى من حلفائها.

أصبح لدى الروس ورقة ضغط قوية، فحين قال أنه قبض على الطيور فهذا يعني متلبسين بالجرم وبكل ما تحتويه من تفاصيل تُثبّت الإدانة الحاسمة. وهذا يُحتّم علينا التفكير بإحتمالية أنَّ كل الفايروسات التي أصيب بها الإنسان في هذا القرن خاصةً الأخيرة مثل الإيبولا التي أصابت أفريقيا وأتراكس وإنفلونزا الخنازير والطيور وحالياً كوفيد19، كلها أتت من مختبرات قامت بتمويلها وإدارتها الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما جعل الصين تتقدّم بطلب عاجل وجاد وصارم بتحقيق دولي بظهور الكـورونا بشكل مفاجئ، فالإحتمال كبير بأن تكون أمريكا إستعملت طيوراً مهاجرة للفتك بالصين

 

هناك حقيقة العالم كله يعرفها.. أن أمريكا.. أي إدارة أمريكية هي آخر من يحق له في العالم كله ان يتحدث عن حقوق الانسان.. آخر من يحق له ان يزعم انه حريص على الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان.. آخر من يحق له ان يزعم انه يقف بوجه انتهاكات حقوق الانسان.

السبب في ذلك معروف.. ليست هناك دولة في العالم كله ارتكبت جرائم بحق الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان مثلما فعلت أمريكا ومسؤولوها وإداراتها المتعاقبة ديمقراطية أو جمهورية.

قبل فترة أصدرت الجامعة الأمريكية ومشروع تكاليف الحرب في جامعة براون تقريرا عن أعداد المواطنين في العالم الذين شردتهم أمريكا من بيوتهم بعد هجمات 11 سبتمبر والحروب التي شنتها أمريكا. يذكر التقرير ان هجمات أمريكا منذ ذلك الوقت أدت إلى تشريد نحو 59 مليون انسان من بيوتهم بكل المآسي الرهيبة التي ارتبطت بذلك. وذكر ان هذا التشريد لم يحدث في أفغانستان والعراق وسوريا فقط، وإنما حدث في 21 دولة أخرى من دول العالم. التقرير يورد أرقاما تفصيلية عن أعداد الذين شردتهم أمريكا في كل دولة، وفي العراق مثلا بلغ العدد 9.2 ملايين عراقي، وفي أفغانستان 5.3 ملايين.

هذه جرائم حرب ارتكبتها أمريكا بحق عشرات الملايين من البشر.

وأمريكا قتلت ملايين في مختلف انحاء العالم في اعتداءاتها وهجماتها وغزواتها. وهذه جرائم حرب كلها موثقة ومعروفة.

أمريكا اغتالت قادة وزعماء سياسيين وطنيين في دول عدة في العالم فقط لأنهم رفضوا الرضوخ لإرادتها.

وأمريكا أسقطت نظم حكم وطنية ووأدت تجارب ديمقراطية في مختلف أنحاء العالم منذ إسقاط حكومة مصدق في إيران، وقتل الزعيم الوطني التشيلي سلفادور الليندي في الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكمه والذي خططت له ونفذته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وغير هذا كثير.

هذه جرائم حرب بحق الديمقراطية وحقوق الانسان والشعوب.

أمريكا ارتكبت أبشع جرائم التعذيب وإذلال البشر وانتهاك ابسط حقوقهم. يكفي هنا جرائم سجن أبوغريب في العراق ومعتقل جوانتنامو.

وأمريكا نفذت في الوطن العربي في عام 2011 أكبر مؤامرة إجرامية في التاريخ بحق الدول والشعوب العربية بتخطيطها لإسقاط نظم الحكم وتدمير أمن واستقرار وحتى بقاء دول عربية.

هذه مجرد لمحة عامة جدا عن جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبتها أمريكا عقدا وراء عقد وإدارة بعد إدارة بحق الدول والشعوب وبحق الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان.

جرائم الحرب هذه ليس مسؤولا عنها فقط الجنود الأمريكيون أو موظفو المخابرات، وإنما مسؤول عنها بالأساس اعلى القيادات السياسية في أمريكا.

كل هؤلاء مجرمو حرب ويجب أن يحاكموا وفق القانون الدولي.

لماذا لا يحاكم مجرمو الحرب الأمريكيون إذن؟

الجواب معروف. أولا لأن أمريكا تفرض إرادتها بالقوة والإرهاب على المنظمات الدولية المعنية والأمم المتحدة. وثانيا لأن النظام العالمي بائس، وليس لديه القدرة على تحدي أمريكا ومحاكمة مسؤوليها. ودول العالم التي ارتكبت أمريكا بحقها هذه الجرائم تتردد في اللجوء إلى المحاكم الدولية للمطالبة بمحاكمتهم.

ومع ذلك، وبحسب القانون الدولي فإن جرائم الحرب والإبادة لا تسقط بالتقادم. بمعنى ان مجرمي الحرب الأمريكيين يمكن ان يحاكموا في أي وقت حين تسمح الظروف بذلك حتى لو كان قد مر على جرائمهم عشرات السنين.

المهم ان دولة هذا هو سجلها الأسود، وهذا هو سجل مسؤوليها في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة، من المثير للسخرية ان تزعم انها مدافع عن اليمقراطية والحريات وحقوق الانسان في أي دولة في العالم.

 حقيقة الأمر انه إذا كان المجتمع الدولي حريصا حقا على حقوق الانسان وعلى وقف انتهاكاتها والجرائم التي ترتكب بحقها، فإنه يجب أن يدرك ان اكبر خطوة على هذا الطريق يجب أن تتمثل في العمل على تقديم مجرمي الحرب الأمريكيين إلى محاكم دولية عاجلا أم آجلا..

 

يقول مثل لبناني “أينما يريد الفاخوري “يضع أذن الجرّة”، وأميركا فاخوري هذا العصر، تضع أذن الديمقراطية في المكان الذي يخدم أهدافها مستهدفة الأمم التي لا تخضع لها، أما حلفاء أميركا الديكتاتوريون فتلك مسألة أخرى، عين أميركا عنهم عوراء، وإعلام العالم “الحرّ” أعمى.

ذاكرة التاريخ لا تشيخ، وحقائقه لا يطالها النسيان، وحده الإنسان تلهيه أحداث يومه عن عبرة ماضيه، وهي عبرة لو سألنا الحكمة عنها لأجابت: أن من لا يحسن قراءة ماضيه لن يحسن صناعة مستقبله، لقد قامت أميركا باسم الحرية والديمقراطية بتدمير واحتلال عشرات الدول وقتلت شعوبها، وغيّرت تكوينها الإنساني والاجتماعي والجغرافي إلى الأبد، وحوّلت مسارها الطبيعي الحضاري، إلى بؤر متواصلة للثورات والانقلابات والديكتاتوريات متلطية خلف شعارات نبيلة لأهداف غير نبيلة، في ظلِّ إعلام مضلِل وشعوب مضللة، تدفع ثمن ازدهار أميركا وبحبوحة اقتصادها، وسيطرة قوتها العسكرية التي ذبحت ملايين الأبرياء في الأرجنتين عام (1809)، تشيلي (1891)، هايتي (1891)، نيكاراغوا (1894)، الصين (1895)، كوريا (1896)، باناما (1895)، نيكاراغوا (1896)، الصين (1898)، الفلبين (1898)، كوبا (1898)، بورتوريكو (1898 ولا تزال محتلة حتى اليوم(، غوام (1898)، نيكاراغوا (1898)، باناما (1901)، هوندوراس (1903)، الدومينيكان (1903)، كوريا (1904)، كوبا (1906)، نيكاراغوا، هوندوراس، باناما، الصين (1911)، مكسيكو (1913)، هايتي (1914)، باناما (1918)، يوغسلافيا (1919)، غواتيمالا (1920)، تركيا (1922)، السلفادور (1932)، إيران (1946)، الأوروغواي (1947) اليونان (1949)، ألمانيا (1948)، الفلبين (1948)، لبنان (1958)، فيتنام (1960) )قتلت أميركا فيها مليوني فيتنامي باسم الديمقراطية(، كوبا (1961)، لاوس (1962)، باناما (1964)، أندونيسيا (1965)، غواتيمالا (1966)، كمبوديا (1983)، عُمان (1970)، لاوس (1971)، تشيلي (1973)، أنغولا (1976)، ليبيا (1981)، السلفادور (1981)، غرينادا (1983)، إيران (1984)، ليبيا (1986)، الصومال (1992)، البوسنة (1993)، هايتي (1994)، كرواتيا (1995)، السودان (1998)، أفغانستان (1998)، العراق وجرحه المفتوح منذ عام 1992 والذي تركت ديمقراطية أميركا فيه عشرات آلاف القتلى حتى اليوم.

إختلاق الشعارات الهادفة إبداع أميركي، وإقناع الآخرين بها عن طريق التركيز الإعلامي يحجب الأهداف الحقيقية لأميركا، غير أنه لا يصعب لذي عقل تتبع الوسيلة ومعرفة الغاية، يقول الرئيس الأميركي تيودور روزفلت “تحدثوا إلى العالم برقة، واحملوا معكم دائماً بلطة ضخمة ولسوف تصلون بها إلى أبعد مدى، لأن أمركة العالم قدرنا”  فهل يحتاج الأمر إلى شرح؟ أما الرئيس الأميركي وليم ماكنلي فقد اعترف أنه “كان يجثو كل ليلة سائلاً اللَّه أن يهديه، وأخيراً هداه اللَّه إلى احتلال الفلبين بهدف رفع مستوى الشعب الفلبيني وإعادتهم إلى حقيقة الإيمان المسيحي” وكلفت عملية هداية الشعب الفلبيني 600 ألف قتيل فقط على أيدي الجنود الأميركيين، أما الرئيس الأمريكي ألبرت بيفردج فيؤمن “أن اللَّه اصطفى الأمة الأميركية من بين كل الأمم وفضلها عليهم وجعلها شعبه المختار ليقودوا العالم” وهو إيمان يشاركه فيه معظم قادة أميركا من سياسيين وعسكريين ومنهم الرئيس الأميركي ولسن “نحن نتبع أوامر يسوع وحملاتنا الحربية مباركة ومقدسة”  ونيكسون “اللَّه يريد أن تقود أميركا العالم” . إن الاستغلال البشع للمثاليات الدينية والإنسانية من قبل قادة أميركا يهدف ببساطة إلى احتلال الدول وفتح أبوابها أمام الاستعمار الاقتصادي الحديث “إن برنامج المعونات الخارجية التي نقدمها حيوية بالنسبة لتحقيق أهدافنا”  كما يقول وزير الخارجية الأميركي جورج شولتز في عهد الرئيس ريغان، فهل يحتاج الأمر إلى عبقرية لفهم الأهداف الأميركية؟ أم أن قفاز مخمل الديمقراطية الأجوف يحجب عن أعيننا الحقيقة؟

عندما رفض رئيس نيكاراغوا “زيلايا” الخضوع للاحتكارات الأميركية الساعية للسيطرة على القناة المزمع شقها وعلى مناجم الذهب والزراعة دبّر الأميركيون عليه انقلاباً قاده “أدولفو دياز” وقتل زيلايا (عام 1909) بينما سيطر الأميركيون على اقتصاد البلاد بالكامل وفي عام 1912 قامت ثورة شعبية ضد “دياز” قمعها الجيش الأميركي بقسوة مع خلق المبررات المناسبة بالطبع. في عام 1925 قامت ثورة بقيادة الجنرال أوغستينو ساندينو وسيطر على البلاد، وفي عام 1934 شن عليه الجيش الأميركي هجوماً بحجة تحرير نيكاراغوا. واجه ساندينو الاجتياح الأميركي بحرب عصابات استمرت حتى عام 1934 نتيجة دعم الشعب له، غير أن الأميركيين قبضوا عليه وأعدموه، وعينوا مكانه أكثر الديكتاتوريين وحشية في تاريخ البلاد “اناستازيو سوموزا غارسيا” ولم يسأل أحد أين ذهبت هذه الديمقراطية التي كانت سبباً لاحتلال نيكاراغوا. عام 1850 اتفقت أميركا وبريطانيا على شق قناة بنما واستثمارها. لم تكن بنما موجودة بعد وكانت أرضاً كولومبية، وفي عام 1903 رفض البرلمان الكولومبي المنتخب من الشعب “اتفاقية هيران” التي تتيح لأميركا السيطرة الكاملة على القناة، واعتبر الرئيس الأميركي روزفلت أن قرار البرلمان الكولومبي “إهانة لأميركا من الفاسدين الكولومبيين”(؟!) وقام بإرسال الأسطول الأميركي لرد الإهانة، وتحت حمايته تحوّل إطفائيو منطقة القناة الذين اشترتهم أميركا إلى جيش نظامي سمي “بجيش بنما”. لم يجرؤ الكولومبيون على التدخل وجرى سلخ منطقة القناة عن الوطن الأم وحولت إلى دولة لا تزال أميركا تشرف على قناتها حتى اليوم، ولتحيا ديمقراطية أميركا. في العام 1913 أصبحت المكسيك ثالث دولة نفطية في العالم واستثمر الأميركيون فيها مبلغ ملياري دولار بعملة تلك الأيام داعمين ديكتاتورها دياز بكل قوة. ويذكر الرئيس الأميركي وليم تافت في رسالة إلى زوجته أنه “سوف تتعرض استثماراتنا للخطر إن مات دياز أو أطيح به”. كان خوف الرئيس الأميركي على مصالح أميركا أما الديمقراطية فلتذهب إلى ….. في عام 1911 قامت ثورة شعبية أطاحت بالديكتاتور دياز، وتولى الرئاسة فرنشيسكو مورو الإصلاحي الديمقراطي، غير أن أميركا دبّرت عليه انقلاباً قاده رجل العصابات “هويرتا” فأُعدم مورو على الفور وحكم هويرتا المكسيك بوحشية فثار عليه الشعب المكسيكي وتحت حجة إعادة الديمقراطية احتل الجيش الأميركي المكسيك كلها عام 1913 وفي عام 1917 ثار الشعب المكسيكي على الأميركيين وتمكن القائد الشعبي “كارانزا” من تحرير بلاده، غير أن الأميركيين دبروا عليه انقلاباً وأعدم عام 1920.

أما غواتيمالا فقد شهدت أطول مراحل ديكتاتوريات الذين عينتهم أميركا: كارير، بريوس، كابررا، خورخي، كاستانيدا، بينما شهدت هندوراس مئة حكومة وانقلاب بين العام 1839 والعام 1950 نتيجة إدخال الديمقراطية الأميركية إليها. وفي كوبا سنت أميركا قانون “بلات” الذي يحدّد “أن كل حجر وكل ذرة رمل في كوبا هي من التراب الأميركي”. أما الدومينيكان فقد عجزت عام 1916 عن دفع دين للولايات المتحدة بذمتها واحتلها الجيش الأميركي لسنوات تحت حجة استيفاء الدين، وعيّن الأميركيون الديكتاتور رفايل مولينا منذ عام 1930 حتى عام 1961 فقتل الآلاف من شعبه بوحشية وقسوة من دون أن يتحرك ضمير أميركا الديمقراطي. أما في هايتي فقد تولى الأميركيون الحكم فيها عقدين من الزمن بعد احتلالها وفي تشيلي قامت أميركا بانقلاب على رئيسها الوطني سيلفادور اليندي المنتخب من الشعب وعينت مكانه ديكتاتور العصر بينوشيه وفي نيكاراغوا أقامت حكم الديكتاتور سوموزا، ونظام باتستا الدموي في كوبا، وروخاس بينيللا الوحشي في كولومبيا، والديكتاتور أدريا في البيرو، وشتر سنر في الباراغواي وفي عام 1954 أطاحت أميركا بالرئيس الغواتيمالي جاكوبوارينز بحجة إخراج غواتيمالا من الإرهاب الشيوعي ونشر الديمقراطية فيها، وكان أن عينت مكانه الديكتاتور كارلوس أرماس الذي أدخل بلاده في الفقر والمجاعة لصالح الشركات الأميركية بحيث أن دخل الفرد لم يعد يتعدى الدولار الواحد، وفي عام 1953 دبرت أميركا انقلاباً على مصدق “لأنه أراد تأميم عائدات إيران النفطية”. ولو أردنا إحصاء جرائم حكام أميركا المرتكبة باسم الحرية والديمقراطية لاحتجنا إلى مجلدات ضخمة طولها ميل واحد على الأقل. لقد حولت أميركا الدول التي تدخلت بشؤونها باسم الديمقراطية إلى بؤر مشتعلة حتى تظل مصانع السلاح الأميركي تعمل بانتظام لخير الاقتصاد الأميركي، فهل أدخلت أميركا الحرية والديمقراطية إلى دولة واحدة على الأقل كي نذكر لها ذلك شاكرين؟!

سامحوني، إذا ربحت أميركا فإنها ستدمر البشرية، وستواصل الأرض دورانها ككوكب المريخ الميت. إن النظام الأميركي نظام مسيطر يتسم باللامساواة وتحتضر فيه الديمقراطية. إن نبذ أميركا لأبسط حقوق الإنسان لا يضاهيه سوى ازدرائها للديمقراطية. ضمائر حية تنشد الحقيقة ويحجبها ضجيج إعلامي مخادع وقادة أميركيون بعيدون عن المثاليات الإنسانية والفضائل البشرية الحقيقية “جورج بوش لا تخجل، هناك 60 مليون أميركي مثلك لا يحسنون القراءة والكتابة بمستوى البالغين”. إن من لا تبكي عينه على جراحات الآخرين لن يفهم معنى الحرية والديمقراطية أبداً، خصوصاً إن كان مثل بوش لا يحسن قراءة المشاعر الإنسانية النبيلة! وآن لنا أن نفهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here