99% منهم لم يتلقوا التعويضات.. الدمار يمنع ثلثي أهالي سنجار من العودة إلى منازلهم

ترجمة: حامد احمد

أفاد تقرير نرويجي بأن الدمار يعيق ثلثي أهالي قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى من العودة إلى ديارهم، لافتاً إلى أن 99% منهم لم يتم تعويضهم جراء الاضرار التي لحقت بمنازلهم لغاية الوقت الحالي.

وذكر تقرير صادر عن المجلس النرويجي للاجئين ترجمته (المدى)، أن “الدمار الواسع لبيوت سكان مدنيين ووجود اشتباكات جديدة وتوترات اجتماعية، هي عوامل تعيق ثلثي عوائل مهجرة من العودة لبيوتها ومناطقها في سنجار شمال غربي العراق”.

وأضاف التقرير، ان “ثلثي أهالي سنجار، بما يقارب من 193 ألف شخص من ايزيديين وعرب وكرد، يعيشون حالة نزوح”.

وأشار، إلى ان “ذلك بعد ما يقارب من خمس سنوات من انتهاء عمليات عسكرية واسعة لطرد مسلحي تنظيم داعش الارهابي من المنطقة”.

ولفت التقرير، إلى أن “اشتباكات اندلعت في المنطقة وفي وقت سابق من هذا الشهر، ما اجبر ذلك على نزوح أكثر من 10 آلاف و260 شخصاً من بيوتهم، اكثرهم عايشوا جولتين او ثلاث جولات نزوح”.

وأوضح، “منظمة المجلس النرويجي للاجئين استطلعت آراء 1500 شخص نازح وكذلك من العائدين أيضا، قبل ان تحدث موجة الهجرة الأخيرة”.

وتابع التقرير، أن “ذلك لتقييم كيفية استعدادهم لاتخاذ قرار بالعودة الى سنجار”، موضحاً أن “الاستطلاع كشف عن ان 64% منهم قالوا ان بيوتهم متضررة على نحو كبير، في حين عبر 32% منهم عن قلقهم من ان الوضع الأمني في سنجار سيمنعهم من العودة لمنطقتهم”.

ويسترسل، أن “70% من الذين استطلعت آراؤهم قالوا ان قلة وجود منازل وارتفاع بدلات الإيجار يعد السبب الرئيسي للنزاع الاجتماعي بين الذين عادوا أصلا”. وتحدث التقرير، عن “نسبة مذهلة بقدر 99% من الذين قدموا طلبات للحصول على تعويض من الحكومة لم يتلقوا أي تمويل لبيوتهم المتضررة”. وقال رجل ايزيدي، إن “البيت الذي املكه تم تدميره، وبعد ان هربت من سنجار عند دخول داعش، فان بيتي كما هو الحال مع بيوت ايزيديين آخرين”.

وأشار الرجل، إلى “الاستحواذ على بيتي واعتباره من أملاك داعش، لا أحد يعيش هناك الآن، تمت سرقة جميع ممتلكات البيت وأثاثه”.

ولفت الرجل إلى رغبته بـ “إعادة اعمار بيتي ولكن ليس لدي مال، لو كانت هناك غرفة واحدة باقية في البيت لذهبت وسكنت فيها وليس في بيوت ناس آخرين، اريد ان اعيد بناء بيتي ولكن لا يتوفر لدي مال والحكومة لم تعوضني لحد الان.”

وطالب الرجل “الحكومة بأن تعوض الناس”، متابعاً ان “اغلب الناس فقراء وليس لديهم مال لإعادة اعمار بيوتهم، لهذا السبب فانهم يعيشون في بيوت ناس آخرين، قسم من الناس هم من قرى تم تدميرها بشكل كامل ولا يستطيعون العودة.”

من جانبه، ذكر جيمس مون، مدير مكتب العراق للمجلس النرويجي للاجئين، أن “عوائل من سنجار ما يزالون يعيشون حالة نزوح، مع وجود آلاف آخرين يقيمون في مخيمات”.

ولفت مون، إلى “الحاجة لحلول مستدامة يتم إدخالها لتتمكن عوائل عراقية البدء بممارسة حياتها مرة أخرى والتخطيط لمستقبل أكثر امانا.” وأكد التقرير، ان “غياب إمكانية الوصول للسكن والأرض وحقوق الملكية، تشكل عوائق كبيرة بالنسبة للنازحين”.

ونوه، إلى أن “الافتقار لبيت صالح للسكن يمنع الكل من العودة ويسلط ضغطا على توترات اجتماعية في المنطقة المتضررة على نحو كبير”.

وأشار التقرير، إلى أنه تعرض “الكل من سكان ايزيديين وعرب الى حالات إطلاق النار والتوترات واغلاق الطرق على انها حوادث شائعة”.

ويعود مدير مكتب المجلس النرويجي في العراق ليقول بحسب التقرير، إن “أهالي سنجار يريدون العودة لبيوتهم وإعادة بناء حياتهم بعد سنوات من المآسي وانعدام الامن والدمار، ولكن هذا لا يمكن ان يتحقق بدون استقرار سياسي واجتماعي، وطرق أفضل للحصول على سكن وحقوق الملكية.”

ويسترسل التقرير، أن “نوفا، امرأة كبيرة السن من سنجار، تستذكر الاحداث الأخيرة التي اجبرتها على ترك بيتها والبحث عن الأمان في مخيم بمحافظة دهوك في إقليم كردستان”.

وقالت نوفا، إن “أصوات إطلاق النار وقذائف الهاون والقنابل نسمعها في كل مكان، حاولنا الإبقاء على الأطفال هادئين ولكننا نحن أنفسنا اصابنا الرعب أكثر منهم”.

وأضافت نوفا “كنا نبكي عندما هربنا بأنفسنا ولم نستطع جلب أي شيء معنا من متاعنا سوى اوراقنا الثبوتية وهوياتنا. لن نتمكن من العودة لسنجار مرة أخرى ما لم تصبح آمنة ومحمية.”

وأردف التقرير، أن “المجلس النرويجي للاجئين يوصي الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان ان يضعوا في اولوياتهم إعادة تأهيل البنى التحتية وإعادة الخدمات للسماح بسكن آمن وضمان الملكية فضلا عن تأهيل البنى التحتية للمباني العامة”. ومضى التقرير، إلى أن “المنظمة تدعو المنظمة الجهات المانحة الدولية للتنمية ان تستثمر في تعزيز الحصول على سكن وحقوق الملكية لدعم العوائل في العثور على حلول دائمة على مدى طويل من أجل حياة مستقبلية في سنجار”.

عن: المجلس النرويجي للاجئين (NRC)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here