المرجع الخالصي يؤكد بأن لا حل إلا بحل العملية السياسية القائمة وان حياة الشعب العراقي ليست مُهل يعبث بها من يريد

أكد المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 19 شوال 1443هـ الموافق لـ 20 أيار 2022م، على دور الائمة عموماً ودور الامام جعفر الصادق (ع) في إنهاض الامة وتوحيدها من خلال التمسك بمبادئ الإسلام. وأضاف: اننا نعمل على ان تكون ذكرى الائمة (ع) هي ذكريات دائمة نعيش معها باستمرار حسب حاجتنا نحن في الايمان والالتزام بالمسيرة الايمانية، وهذا ما جرى عليه نهج النبي (ص) والائمة(ع)، فالإمام الصادق وجد فرصة سانحة لنشر علوم رسول الله (ص) وان يشير إلى ما ينبغي ان تجتمع عليه الامة حتى لا تتفرق مع ذكر الحقائق واثباتها. وفي الشأن المحلي الداخلي أشار سماحته إلى وجوب ان تنشغل الامة بما أراده الله منّا لا بما يريده بنا، ومعنى أن ذلك ان لا نخضع للطاغوت، وان لا نتعامل مع الصهاينة، وألا ندخل في مشروع الاحتلال الأجنبي ونكون جزءاً منه. وأدان سماحته بعض التصرفات غير اللائقة التي تحصل في حفلات التخرج التي يقيمها بعض الطلبة في محافظات العراق مشيراً إلى ان بعض هذه التصرفات خرجت من سياق الذوق العام للمجتمع العراقي المسلم معتبراً ان هذه التصرفات هي احدى محاولات الالتفاف حول المبادئ والقيم والأعراف الاجتماعية. وفي سياق متصل أشاد سماحته بحفلات التخرج التي أقامها طلبة الجامعات في العتبات والمراقد المقدسة، والحفلات الأخرى التي أقيمت في فلسطين كذلك، مؤكداً بأن هكذا حفلات تتصف بالصفات الحميدة وتحمل مبادئ وقيّم الإسلام الحنيف وتحافظ على الأعراف الاجتماعية للشعب المسلم. وأكد سماحته على ان حياة الشعب العراقي ليست مُهل او فترات يعبث بها من يريد، مبيناً ان الوضع القائم في البلاد من تأخير وتمديد المهل لن يغير من المعادلة شيئاً، وان الفشل بات أكثر وضوحاً من المرات السابقة، ولا أمل اطلاقاً بأي اصلاح في العملية السياسية القائمة. في إشارة واضحة لما حذّر منه سماحته قبل سنوات من مخاطر الحرب الاهلية التي يخطط لها بعد انتخابات 2018م، والتي لم يشارك فيها غالبية الشعب العراقي. وأضاف: الحل واحد لا سواه؛ وهو حل العملية السياسية القائمة من خلال الرجوع إلى رأي الشعب العراقي الذي قاطع الانتخابات بشكل كبير خلال دورتين متتاليتين، والعمل على مشروع سياسي وطني يقوده أبناء العراق دون أي تدخل من سفارات الاحتلال او دول الجوار، وعلى جميع دول المنطقة ان تدعم هذا الخيار ليقوم عراق قوي يخدم شعبه ويؤثر في المنطقة بشكل إيجابي. وفي الشأن العربي وفي قضية فلسطين وما يجري فيها أشار سماحته إلى ان بعض السياسيين عندما وقعّوا اتفاقية كامب ديفيد كانت تحتوي الوثيقة على إشارة بوجوب وجود حل معين للقضية الفلسطينية، اما الذين شاركوا وساروا اليوم في مشروع التطبيع لم يشيروا حتى إلى حقوق الشعب الفلسطيني وطرق حلها، ولا توجد إشارة حتى إلى الوصاية الهاشمية على المقدسات في فلسطين، لافتاً إلى ان إعطاء تنازلات مجانية للعدو هو من أسوأ ما مرت به الامة، أترون كيف تسير الأمور اليوم؟! وفي الختام اعتبر سماحته ان دعوة الصهاينة المتطرفين لتهديم قبة الصخرة ستكون بمثابة إعلان للحرب الشاملة في المنطقة ضمن الحرب الدينية، ودعا سماحته كافة المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي والعلماء والأمراء وكل أبناء الامة لتبيين موقف صارم من هذه المسألة، داعماً سماحته التحرك الجماهيري الشعبي الذي ينطلق إلى الأردن مع العشائر العربية نصرة للمسألة الفلسطينية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here