“معجزة” في الانبار.. مصاب بـ”شلل دماغي” منذ الولادة يحفظ القرآن عن ظهر قلب

في واقعة غريبة ونادرة تصل إلى حد المعجزة، تمكن حسين العبدلي الذي يسكن قضاء الفلوجة شرقي محافظة الأنبار، من حفظ القرآن الكريم عن ظهر غيب، على الرغم من العوق الذهني الذي أصيب به أثناء الولادة، وفيما يبين اقربائه ان العبدلي يعجز عن التعبير عن كل شيء حتى الجوع، إلا أنه يحفظ بامتياز رقم الصفحات ويصحح لأئمة الجوامع في قراءتهم الآيات القرآنية

لا أعرف سوى القرآن الكريم

ويقول حسين (البالغ من العمر 40 عاماً)، أنه “لا يفقه شيئاً من أمور الدنيا، غير أنه حافظ للقرآن الكريم منذ الصغر، وبرقم الصفحات والآيات والتشكيل، إضافة إلى ختمه للقرآن كاملاً بوقت لا يتجاوز الخمس ساعات”.

وحسين من أصحاب الاحتياجات الخاصة ويعاني من عوق ذهني منذ ولادته يعيقه عن ممارسة أي عمل، ولجأ إلى حفظ القرآن الكريم وبرع في حفظ صفحاته عن ظهر قلب.

وعن كيفية تمكنه، من حفظ القرآن كاملاً، يوضح حسين بالقول “اتقوا الله .. فيعلمكم الله، فلا أعرف شيئاً غير القرآن الكريم”.

وأجرى مراسلنا في الانبار، اختباراً مختصراً لحسين، من خلال سؤاله عن عدد من آيات القرآن الكريم، للتأكد من حقيقة تمكنه من حفظ القرآن كاملاً، وجاءت النتيجة أنه “حافظ للقرآن بشكل كامل بدرجة متميزة”.

تصحيح لإمام الجامع

ويقول أحمد عبد، وهو أحد رواد جامع الرحمن في الفلوجة، إن “حسين كان يذهب مع والده منذ الصغر إلى المسجد، وفي احدى الايام فاجئ الجميع بعد ان قام بتصحيح بعض الأخطاء لإمام المسجد، أثناء تلاوة الأخير لآية من القرآن الكريم”.

ويضيف عبد إن ” العبدلي فاجأ الجميع من حوله، بعدما اكتشفوا أنه حافظ لكتاب الله، بالرغم من مرضه الذهني الذي أصابه منذ الولادة”.

دعاء- إيمان- أمل

ويقول عم حسين (أياد العبدلي)، والذي تكفل برعايته منذ وفاة والده، إن “حسين، ولد بشكل طبيعي، لكن أثناء الولادة تعرض لتلف في خلايا الدماغ (شلل رباعي بالدماغ)، وعجز الأطباء حينها عن علاجه، فقطعنا الأمل بالطب والأطباء، لكن والده قال حينها ( إذا انقطع الأمل بالطب، فأن الأمل بالله ورسوله لا ينقطع)”.

ويضيف العبدلي العم أنه “بعد عجزنا من علاجه، أخذ والد حسين يتضرع بالدعاء، ولا زلنا نتذكر جيداً، حين قص علينا احدى رؤياه، التي كان قد رأى بها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) فقال له (إن ابني مريض وعجز الاطباء عن علاجه يا رسول الله )، فقال له رسول الله ( آتيني به)، فيقول بأنه حمل ابنه ووضعه في حجر النبي، فمسح على صدره ونفخ في وجهه وقال له خذه فقد شفي، وسيكون له شأن عظيم”.

وتابع العبدلي، قائلاً “بعد أيام من الرؤيا ، أصبح حسين يرى ويمشي ويتحرك ، ومن حينها وحسين لا يفارق القرآن”.

مؤكداً، أن “حسين لا يعرف عن الدنيا شيء، حتى أنه لا يعرف كيف يعبر عن جوعه، أو أي شيء آخر”.

ويعرف حسين في الفلوجة المعروفة بـ”أم المساجد”، أنه “معجزة ربانية”، وذلك بحب ما وصفه كوكبة من العلماء، بعد مشاركته بمحافل في حفظ القرآن الكريم، على المستوى المحلي والعربي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here