هناء أدور أم رحيم العكيلي

هناء أدور أم رحيم العكيلي

إن العراق اُريد له في العام ٢٠١٩م أن يعيش الانقلاب العسكري المباشر ، المشابه لانقلاب السيسي في مصر ، لولا انكشاف الشخصية العسكرية العراقية الرمزية المتعاونة مع السفارة الأمريكية ، بتعاون ومعلومات من الاستخبارات الايرانية ، فيما لم يستطع المصريون كشف دور ( مدير المخابرات الحربية السيسي ) رغم أنه كان قبل سقوط مبارك بليلة في الولايات المتحدة الأمريكية .

فتم زج العراق بتجربة دكتاتورية أبطأ وأقل عسكرية ، هي التجربة التونسية ، التي اعتمدت النظام الرئاسي ، وحلّت البرلمان ومجلس القضاء وهيئة الانتخابات والتعددية السياسية ، وصارت البلاد تدار من قبل شخص واحد ، مريض نفسياً بحسب ما تقول رئيسة ديوانه السابقة ، يخاف من الفرنسيين حد الارتجاف ، قد اوصل البلاد إقتصادياً إلى حد الإفلاس ، وتراكم الديون الأجنبية ، بعد أن وعد الشعب بالحريات والثروة ومحاسبة الفاسدين .

والنظامان المصري والتونسي متشابهان في أنهما اغرقا بلادهما بالديون الأوروبية ، ويسعيان في بيع اصول الدولة السيادية ، ويحظيان بدعم العسكر ، ويعاديان الدين ، ولديهما علاقات واسعة بالخليج .

فيما يحظى امراء الحرب الأكراد في شمال العراق بالدعم الذي تحظى به مليشيا ( خليفة حفتر ) في ليبيا ، من قبل الغرب والخليج ومصر ، رغم كونه من الرموز العسكرية البائسة لنظام القذافي الدكتاتوري ، ورغم فاعليته في وأد وتخريب التجربة الديمقراطية في بلاده ، ومحاولة تقسيمها ، وسيطرته على ثرواتها بصفة مليشياوية تخالف القانون الدولي والقانون الوطني . وهكذا بالضبط هي صفات ومواصفات المليشيات السياسية العائلية الكردية في شمال العراق .

إن ( هناء أدور ) – التي ألقت كلمة نيابة عن العراق في ( مجلس الأمن الدولي ) بحضور ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ( بلاسخارت ) – مسيحية , عضو في الحزب الشيوعي العراقي ، وتلميذة الشيوعية ( نزيهة الدليمي ) التي كانت وزيرة بعد انقلاب ١٩٥٨م على الملكية ، والتي ألغت ( قانون الأحوال الشخصية الجعفري ) الذي كان معمولاً به في ( العهد الملكي ) وسنّت بدلاً عنه ( قانون الأحوال الشخصية العراقي ) الحالي .

وعاشت ادور معظم عمرها خارج العراق في ( المانيا ) ، وفي شمال العراق , علاقتها واسعة بالقوى الكردية البارزانية منذ التسعينات ، ومسؤولة في مؤسسة ( المدى ) الإعلامية المعادية لكل الثقافة الدينية .

وبذلت جهوداً كبيرة مع رفيقتها السابقة ( ميسون الدملوجي ) لنشر ثقافة الانفلات الأخلاقي بدعوى الحريات ومحاربة كل مظاهر الأخلاق العربية والاركان الثابتة لنظام الأسرة العراقية ، ‏وتأخذ راتب وزير من الحكومة العراقية بلا صفة رسمية سوى أنها ( ناشطة مدنية ) .

‏وادور قامت بكتابة ( قانون العنف الأسري ) السيء الصيت الذي لا يتناسب مع الثقافة الشرقية والإسلامية والعربية المحافظة للشعب العراقي ، بالتعاون مع رئيسة لجنة ( المرأة ) السابقة في البرلمان العراقي عن ( التيار الصدري ) الساذجة صاحبة تصريح ” أن القرآن لا يتناسب مع عصر الفيسبوك ” النائبة ( لمى الحلفي ) . والتقت أدور بالسيد ( مقتدى الصدر ) , مثل باقي الحزب الشيوعي العراقي الذي كان يبحث عن النفوذ السياسي تحت عباءة رجل دين محلي وحماية ودعم رأسمالي غربي , لأنه من اجلى صور النفاق في العراق .

‏وأدور غير معروفة في الشارع العراقي ، ولا في الوسط النسوي ، لكنها متنفذة جداً في كل مؤسسات الحكومات العراقية منذ ٢٠٠٣م ، لأنها تحظى بدعم غربي كبير ، ولم يجرؤ أي مسؤول في أي حزب علماني أو إسلامي عراقي على مواجهتها ، وكانت إرادتها الفردية اقوى من كل مظاهرات وتجمعات الشعب العراقي والقيادات الدينية المطالبة بسن قوانين تحترم عقيدة العراقيين ، حيث كان موقف ( هناء أدور ) هو الموقف النهائي .

وحزبها الشيوعي كان أكبر الخاسرين في المنظومة السياسية العراقية منذ ٢٠٠٣م ، وتم نبذه تماماً من قبل الشارع العراقي ، فيما كانت هي شريكة في العمل مع كل الوجوه السياسية الفاسدة في بغداد في الحكومات السابقة قبل ٢٠١٩م ، وصديقة للمنظومة القبلية العائلية الدكتاتورية في اربيل ، وليس لها موقف مشرف من حكومة الغلاء ورفع معدل الفقراء بقيادة مصطفى الكاظمي .

وهي بدل تنبيه دول العالم الى مسببات الموت الحضاري بسبب الجفاف الذي تفرضه السدود التركية على العراق , وعن منافذ دخول الإرهاب الى بلادنا من حدود تركيا والأردن والمناطق المحمية أمريكيا , او الحديث عن قيام حكومة مصطفى الكاظمي ببيع أصول الدولة العراقية الى دول الخليج , او سيطرة الأحزاب الكردية المسلحة على آبار النفط الاتحادية في كركوك , او تسبب هذه الأحزاب في هجرة الشعب الكردي بسبب الفقر والدكتاتورية , وغرق الكثير من هؤلاء المهاجرين في بحار العالم , راحت تتحدث عن مشكلة ( السلاح ) في العراق , كأننا نعيش ظواهر التجربة اللبنانية , من اعلام وساسة يتركون مشكلة لبنان الحقيقية في الانهيار الاقتصادي ويتحدثون عن ( سلاح ) حمى شرف لبنان وحرر ارضه , كما هو ( سلاح ) من تريد لهم ( ادور ) ان يختفوا من العراقيين الذين بدمائهم تحررت ارض العراق , لا بكلمات ( ادور ) .

ان اختيارها من قبل مجلس الأمن الدولي لإلقاء كلمة نيابة عن العراقيين بكل طوائفهم يكشف التدخل السياسي والاجتماعي السافر للأمم المتحدة في تحديد خيارات العراقيين رغماً عنهم . ‏وفي كلمتها دعت صراحة الدول الأجنبية للتدخل في العراق ، في حين كان بإمكانها الدعوة إلى انتخابات أخرى . ‏ونست هذه ( الناشطة المدنية المدافعة عن حقوق الإنسان ) أن تذكر في كلمتها عشرات المحتجين الذين سقطوا برصاص صديقها دكتاتور اربيل ( البارزاني ) الذي تريد من الأمم المتحدة دعمه في تشكيل حكومة لن تكون في احسن الأحوال سوى تحالف للدكتاتوريات العائلية في الشمال والغربية والجنوب .

اما ان يقول القاضي السابق رحيم العكيلي عن هناء ادور ” هي امي وام كل عراقي وطني شريف ، خير من يمثل العراق هي ، وما قالته في مجلس الامن يمثلني ويعكس الحقيقة المرة عن واقع بلد حطمه الفساد وانعدام الانصاف والعمالة،، #هناء_ادور_تمثلني ” , فهذا شأنه وحده , وهي ام لأمثاله , لا للعراقيين الوطنيين الشرفاء .

علي الابراهيمي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close