ازدهار تجارة أنتيكات تعود إلى حقبة العثمانيين في السماوة

تعد هواية جمع الأنتيكات محببة لدى الكثيرين من الناس، خصوصاً أولئك الذين لديهم شغف كبير في الاطلاع على التراث القديم، ففي محافظة المثنى استهوى المواطن “كريم الغالبي” جمع الأنتيكات منذ صغره، حتى أصبح يستخدمها كمهنة، ليقوم بفتح دكان صغير جمع به أنواعا نادرة من الأنتيكات.

في الزاوية الأخيرة من دكان الغالبي توجد عملات نادرة استخدمت في العراق زمن العثمانيين، فضلا عن العملات الروسية القديمة والألمانية القيصرية وأخرى استخدمت في العهد الملكي العراقي، أما في مقدمة المحل، فتوضع الأحجار الكريمة مثل الزبرجد والياقوت القديم واليماني.

كريم الغالبي صاحب أقدم محل لبيع الأنتيكات والتحف في السماوة بدأ مهنته في عام 1990، ترجم هوايته بجمع الأنتيكات وغيرها إلى تجارة صغيرة بعد أن عشق المقتنيات القديمة، وقام بجمعها منذ صغره حتى افتتح دكانه لبيع الأنتيكات والتحف القديمة.

وبالرغم من أن هذه الأنتيكات قديمة، إلا أن أغلبها تباع بسعر زهيد بحسب قول الغالبي حيث يؤكد لـ(المدى)، أن “هناك قطع تعود لزمن العثمانيين وربما بعضها أقدم وهي بأشكال مختلفة لا يتجاوز سعرها 50 ألف دينار، إلا أن البعض الآخر من الزبائن مهتم بشرائها لكونها تراثية وتحمل أشكالاً غريبة ومختلفة”.

ويشهد الدكان إقبالا واسعا من قبل الأهالي على الرغم من صغره، ويقع في وسط مدينة السماوة مركز محافظة المثنى، ويتوافد إليه المهتمون بالتراث وشراء الأنتيكات وحتى المتاجرة بها والتسويق لها وجلبها من خارج المحافظة.

ويضيف الغالبي، أن “بداية افتتاح المحل تعود لعام 1990، حين بدأت فيه البيع فقط، أما بعد مرور 5 سنوات أعلنت عن شرائي لأي شيء قديم يتجاوز عمره 50 سنة”، موضحاً، أن “الفكرة قوبلت بالنجاح واستقطبت عددا كبيرا من الزبائن الذين جلبوا قطعاً تراثية نادرة للبيع من أهمها الخواتيم والمسابح القديمة”.

ولفت إلى أن “من أبرز الأنتيكات التي تشهد إقبالا هي المسابح ذات الأحجار الكريمة الأصلية والخواتم التي تشتهر بروايات عن الأئمة المعصومين مثل العقيق واليماني والتي تلبس أثناء الصلاة وأحجار أخرى تعرف بجلبها للرزق مثل حجر “الباريت” والمعروف عنه بأنه حجر المال”، مشيرا إلى أن “المحل لا يقتصر فقط على الأنتيكات القديمة فحسب، بل أن الأشياء في المحل تحمل ثقافات بلدان مختلفة من العالم كانت قد استخدمتها البشرية مثل أواني الشرب والطعام والسيوف والبنادق التي استخدمت في الحروب فضلا عن التحفيات والملابس القديمة”. وبين، أن “المحل يشهد رقابة دقيقة من قبل الأجهزة الأمنية لمتابعة التحف التراثية التي يجلبها البائعون”، مشيرا إلى أن “المواد داخل المحل مستوفية لشروط البيع والشراء في السوق، وليست هناك مواد تراثية مستنقبة (عبر التنقيب في التراث) أو محظورة لصالح المتاحف الرسمية”. هذا ويقضي الغالبي جل وقته في متابعة وشراء الأنتيكات القديمة، فهي أصبحت جزءاً من حياته التي قضاها في عشقه للتحف والأشياء النادرة التي تزين محله الصغير، متمنياً أن يبقى الناس مهتمين بالتراث القديم رغم التطور التقني الحاصل في العالم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here