كلمة حق رغم مرارتها التي كالعلقم إلا إنها يجب أن تقال لعلها تجد آذاناً صاغية؟

محمد مندلاوي

قبل أن أسطر الكلم الذي في جعبتي على الورق، أود أن أقول باختصار شديد، أنا محمد مندلاوي إنسان قومي، علماني، وديمقراطي 100% أؤمن بحق شعبي الكوردي في الوجود كسائر شعوب الأرض و تؤسس دولته القومية والوطنية والعيش في ظلها بحياة حرة وكريمة على كامل ترابه أعني تراب وطنه العريق كوردستان الذي من ماء إلى الماء. إن الذي سأقوله أدناه ليس له أية علاقة بما قلته اختصاراً أعلاه؟ لأني لا أتكلم فيه عن الحق الطبيعي للشعب الكوردي في الوجود كبقية الشعوب الحرة على كوكبنا الأزرق. بل أني سأتكلم عن العلاقات الاجتماعية المتردية في المجتمع الكوردي داخل وطنه كوردستان وخارجه، التي في جانبها السلبي نسبته المئوية عالية جداً، وتكاد أن لا ترى الجانب الإيجابي إلا ندرا ؟؟؟!!!.

عزيزي المتابع الكريم،في تسعينات القرن الماضي غزت اختراعات التكنولوجيا الحديثة كالانترنيت – جوجل (Google)، والستلايت، والهاتف الخليوي وما شابه كل شبر من أرض المعمورة، وجعلت هذه المستحدثات العلمية التي من ابتكارات الـ(كفار)؟ إذا إحداها صارت في متناول يد أي إنسان ويستطيع استخدامها بطريقة مثلى ستجعله إنساناً موسوعياً وسيعلم من خلاله عن كل صغيرة وكبيرة حدث وقد يحدث على وجه البسيطة. وفيما يتعلق بالفكر القومي والوطني وتاريخ الأمم وحضاراتها وأداء الواجبات وإتقان العمل والإخلاص له إلخ، بلا أدنى شك، أن هذه الابتكارات العظيمة تساعد الإنسان كي يعرف جيداً ما هو حقوقه في داخل الوطن، وكذلك الواجبات القومية والوطنية التي تقع على عاتقه كي يؤديها بكل صدق وأمانة. لقد سخرت شعوب كثيرة الجانب الإيجابي من تلك المخترعات بنسب مئوية متباينة لصالحها، إلا الشعب الكوردي، لم أجد له أي أثر إيجابي لاستخدامها تلك المخترعات المذكورة، بل انشغل بجوانبها السلبية البذيئة، وغرق فيها حتى أذنيه، وظهر مردودها السلبي على المجتمع الكوردي كما نراه ونشاهده يومياً في الشارع الكوردي، وعلى شاشات الفضائيات الكوردية – الكوردستانية؟. لكي أكون دقيقاً في كلامي، ليس الشارع الكوردي هو الذي أساء استخدام هذه الأجهزة العظيمة التي تضع العالم بين يديك بطريقة صحيحة وسليمة بل حتى الأحزاب السياسية الكوردستانية التي تعتبر قدوة الشعب هي الأخرى لم تستطع أن توظف هذه الأجهزة العملاقة لأداء وظائفها بطريقة صحيحة وسليمة كما يجب، وذلك لتنظيم صفوفها بصيغة مثلى حتى يتوسع تنظيمياً وجماهيرياً في الشارع الكوردستاني وفي بلاد المهجر، وتحديداً في بلدان أوروبا التي تعتبر مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم، حيث

نجد أن تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني صارتا من الزمن الماضي، في خبر كان، ليس لهم أي دور يذكر بين الجاليات الكوردية- الكوردستانية. للأسف الشديد، لقد شاهدت في إحدى قنوات التلفزة قيادية في حزب الاتحاد الوطني كانت لاجئة في أوروبا في أيام المحن التي مرت بها جنوب كوردستان على أيدي نظام حزب البعث المجرم، لكن بعد تحرير جنوب كوردستان جزئياً عادت هذه القيادية إليه، وقالت في سياق حديثها: لا شيء في أوروبا، لا فائدة لوجود التنظيمات الحزبية في أوروبا إلخ. نعم، أن كلامها صحيح كما هو في مخيلتها المريضة، لأن لا توجد مال سحت في أوروبا حتى تقوم هي وزوجها بسرقتها؟، لأن دولارات النفط المسروقة، ودولارات الجمارك المنهوبة موجودة في كوردستان وليست في أوروبا، فلذا طالبت بإهمال التنظيمات الحزبية في بلاد المهجر رغم أهميتها عند الشدائد لإيصال صوت الشعب الكوردي الجريح إلى أصحاب القرار؟؟؟.

عزيزي القارئ اللبيب، أنا لم أقل هذا عن الشارع الكوردي اعتباطاً، بل أقوله بعد معايشتي لهم ومراقبة تصرفاتهم حيث أن صاحب المطعم يغش في تقديم الوجبات لزبائنه، أضف أنه في داخل كوردستان أن كان في السليمانية أو أربيل يدون لائحة وجبات الطعام التي يقدمها لزبائنه باللغة العربية!!!، والحمال الذي يوصل بضاعتك إلى ما تريد لا يهتم بإيصال البضاعة بسلام إلى مكانها!!!، وهكذا الميكانيكي تترك سيارتك عنده كي يصلحه لك يصلح الخلل نص ونص، لكنه بقصد دنيء يعطل لك شيء آخر في السيارة حتى تعود إليه فيما بعد!!! والمواطن العادي، أي رجل الشارع لا تسمع منه غير الكذب والتلفيق والتدليس!!! أما الإنسان الحزبي فحدث عنه ولا حرج، تجده سوراني إذا التقى في الانتخابات بشخص بهديناني يزعم له أنا بهديناني حتى يمنحه صوته!!! حتى الجار لا يأمن جاره!!! ورجل الأعمال يخون العهد حين يأخذ أموال المودعين عنده ويهرب بها إلى جهة مجهولة لكي يعيش على مال السحت!!! والتاجر الكوردي يأتي خلسة بالبضائع منتهية الصلاحية إلى كوردستان وهو يعلم علم اليقين أن هذه المواد تصيب المواطن الكوردستاني بالسرطان، لأنها مواد منتهية الصلاحية فلذا تخرج منها المواد الكيماوية التي أضيفت إليها كي تحفظها خلال تاريخها المحدد على الغلاف، وعند انتهاء تاريخ تناولها تصبح مواد مسرطنة!!! تصور عزيزي القارئ الكريم، حتى أن الطيور المهاجرة التي تمر بالسنة مرة عبر دشتي هولير- عبر سهل أربيل وأن الواحدة من هذه الزرازير لا تزن سوى عدة غرامات فقط، لكن الجماعة ينصبون لها شبكات الصيد ويصيدونها ويعملون منها حساء ويبيعوها في مطاعم أربيل وتأتي أشباه البشر تتناولها، فقد شاهدت أحدهم في التلفاز يعوج فمه القذر مثل وجهه الذميم ويجتر كالحيوان الكاسر قائلاً: بەتامە، أي لذيذ، طيب المذاق!!!. أما صيد القبج، والغزلان وغيرهما من الطيور والحيوانات البرية فحدث عنها ولا حرج، وحكومة إقليم كوردستان في سبات تام، لا يوجد في قاموسها شيء اسمه حماية الطبيعة وما فيها من نبات وحيوان وطيور!!!. وعلى مستوى القيم والمبادئ، الذي أصبح عملة نادرة جداً في هذه الأيام، تجد أن الأب يغتصب كريمته!!! والأخ يذبح أخوه لأتفه الأسباب!!! إما النصب والاحتيال بين المواطنين وسرقات المنازل هي الأخرى حدث عنها ولا حرج!!! إلخ إلخ إلخ. عزيزي المتابع،أنا لا أقول هذا تشفياً بشعبي، بل أقوله وقلبي يعتصر ألماً، أقوله هنا حتى يصلحون أنفسهم ويخرجون من هذا الوحل الذي هم موغلون فيه حتى أذنيهم. ليعلم العالم، نحن لسنا كالكيانات التي تحتل كوردستان التي تظم العيوب التي في شعوبها كي لا تعالجها، نحن نقولها على الملأ وننشر غسيلنا، ونطالب بمعالجتها، ونعلم جيداً أن جانباً كبيراً منها صدرتها لوطننا كوردستان الكيانات الأربعة المحتلة كوردستان ويقف في مقدمتهم في هذا المضمار نظام المجرم صدام حسين. بهذا الصدد كتبت في تاريخ 16 02 2015 مقالاً باللغة الكوردية عن الحرب النفسية ضد الشعب الكوردي وكان بعنوان: سەرەنجامی جەنگی دەروونی داگیرکەری عەرەب دژی باشووری کوردستان = نتيجة الحرب النفسية التي شنته المحتل العربي ضد جنوب كوردستان. قلت فيه: إن النظام العراقي العنصري لإدامة احتلاله البغيض لجنوب كوردستان استخدم أساليب علمية أيضاً لانحطاط المجتمع الكوردي في جنوب

كوردستان ونجح في سياسته العدوانية الخبيثة هذه بنسبة مئوية كبيرة، فعليه أنا كمواطن كوردي بسيط طالبت من حكومة إقليم كوردستان المتمثلة بالحزبين الرئيسيين أن تقوم بوضع خطة علمية لمعالجة هذه الآفة الاجتماعية التي تعرض لها، وإذا بي أكتشف أن الجماعة هي مريضة وتحتاج إلى علاج، وإلا لماذا المسئول الحزبي الذي حمل السلاح وذاد عن الأرض والعِرض السنوات وعقود نسى كل شيء وتجده الآن يقضي ليالي حمراء مع فتيات الـ..؟ ليس هذا فقط، بل مثل الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد صار يمد يده ويسرق قوت الشعب الكوردي المظلوم ويشتري به فلل وقصور وعمارات ومزارع في بلدان العالم وذلك تمهيداً لساعة الصفر، ساعة الفرار من ثورة الشعب حين ينفذ صبره ويصب جام غضبه عليهم. الذي نقوله هنا كي يعرف من لم يتلوث بعد في كوردستان بسخام النفط المسروق، أن الشعب الكوردي بغالبية مواطنيها وأحزابها السياسية لم ولن يستلهم الدروس والعبر من هذا الاختراع العظيم، ولم ولن يستلهم الدروس من خزائنها العلمية والأدبية والسياسية والاقتصادية التي غيرت وجه العالم!!!. بل أستقو منه جانبه السلبي، نفاياته؟، فلذا أصبحت غالبية المجتمع الكوردي في انتمائه القومي والوطني في حالة يرثا لها، أن لم أقل أصبح في خبر كان عند الكثيرين. قبل عدة أيام ذهبت إلى محل صغير لبيع المواد الشرقية كي أشتري شيئاً ما، وأثناء الحديث سألته: من أي بلد أنت. قال: من إيران. سألته له: هل أنت فارسي. قال: لا أنا كوردي. قلت له: لا يوجد كورد في إيران، الكوردي في كوردستان. قال لي: كوردستان انتهت. قلت له: كيف انتهت، قبل أيام ذكرها الرئيس التركي السابق عبد الله گويل، ويذكرها باستمرار نوري المالكي، وإبراهيم الجعفري، وحيدر العبادي، وقبلهم الديكتاتور صدام حسين، وهناك محافظة في إيران كما تقول اسمها كوردستان، وكذلك منطقة قريبة من ساحل الخليج هي الأخرى اسمها كوردستان، أن كل هذا وكل هؤلاء وغيرهم ذكروا ويذكرون اسم كوردستان وأنت الكوردي- الكوردستاني تلغي وطنك من الوجود، هل أن هؤلاء أكثر كوردية وكوردستانية منك، مع أنهم يدخلون في خانة أعداء الكورد، لكنهم لا يلغون الوطن الكوردي كوردستان. بعد سماعه لكلماتي سكت اللا مواطن ولم ينبس ببنت شفة، وأنا بدوري تركته ومضيت. للأسف الشديد، هذا هو الشعب الكوردي اليوم، وصلت به الحال إلى هذا المستوى المتدني في انتمائه القومي كوردياً والوطني كوردستانيا. وكوردي آخر من محافظة كرماشان في شرق كوردستان شاهدته قبل عقد ونيف في إحدى قنوات التلفزة الكوردية حين حاولت مقدمة البرنامج الصبية (دشنه) أن تسأله عن سبب وجوده في ألمانيا، قبل أن تنهي سؤالها، رد عليها الجاهل: ئێمە لەو کوردەیلە نییم = نحن لسنا من أولئك الكورد!!!!. ألا يقتلك هذا الكلام السخيف، الذي خرج من الثقب العلوي لهذا المخلوق غير الأرضي. حقاً أمر عجيب وغريب عند هذه النماذج السيئة منتهية الصلاحية أن صح القول، لا تجد شيئاً في رؤوسهم العفنة سوى المادة، عفواً، ليست تلك المادة التي تحدث عنها (كارل ماركس) بل أعني النقد، الدولار، ومعه الجنس لا غير.

25 05 2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here