الجامعة التقنية الوسطى : إبداع في معرض التوظيف والابتكار

الجامعة التقنية الوسطى : إبداع في معرض التوظيف والابتكار

باسل عباس خضير

الجامعات التقنية تنتمي إلى صنف الجامعات باعتبارها منابر للعلم والمعرفة وبناء الشخصية القادرة على العطاء ، ولكنها تختلف عن سواها من حيث تركيزها على تنمية المهارات والتطبيقات ، وهي جامعات مصممة لتلبية احتياجات أسواق العمل ووضع مخرجاتها في الميادين كافة لأداء وتطوير الأعمال ، كونهم مارسوا التدريب العملي والتطبيق في مختلف الاختصاصات بما يمكنهم ليكونوا ضمن قوة العمل للبلاد بعد التخرج مباشرة ، وتتكون تلك الجامعات من معاهد وكليات تحتوي على عدد من الأقسام والفروع التقنية التي بإمكانها توفير حاجات العمل وبما يناسب التطور العالمي والمحلي في مختلف التقانات ، ونظرا لحدوث فجوة بين العرض والطلب على المخرجات من التقنيين ، لذا تبادر تلك الجامعات لإقامة معارض للتوظيف والابتكار بهدف إتاحة الفرص لأصحاب الأعمال ( العام والمختلط والخاص) في تلبية احتياجاتهم بمختلف الاختصاصات ، فضلا عن تحفيز الطلبة على العمل الإبداعي والمنافسة ومساعدة الخريجين في إيجاد فرص عمل لهم تناسب ما اكتسبوه من معارف ومهارات والحؤول دون تقادم ما تعلموه وجعلهم الأقرب لميادين الأعمال .
ولسنا هنا بصدد سرد كل التفاصيل التي أقيمت بهذا الخصوص كمعارض وأسواق ، ولكنا وجدنا من المناسب التعريف ببعض محتويات معرض التوظيف والابتكار الذي تقيمه الجامعة التقنية الوسطى والذي افتتح قبل أيام ، ( وسنركز هنا على ما تم انجازه وعرضه في الجانب الطبي الساند ) ، فقد شارك المعهد الطبي التقني ( بغداد ) في هذا المعرض ، و تضمنت المشاركة عرض منتج غرضه ( إعادة تدوير مواد النفايات ) والذي أعده قسم تقنيات رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ، وهو عبارة عن تصنيع إنارة منضديه لغرف الأطفال و ساعات جدارية ومنضدية إلى جانب حاويات للأقلام من المواد المدورة ، وذلك من خلال تدوير النفايات المنزلية مثل الزجاجات البلاستيكية وبرطمانات الطعام الزجاجية وعلب الكارتون وأسطوانات مناديل الحمام القديمة وأسطوانات مناديل المطبخ وكذلك الورق المقوى والأعواد الخشبية وغيرها من تلك النفايات ، والهدف من تصنيع هذه المنتجات هو توفير فرص عمل للعاطلين ( وبالذات النساء ) من ذوي الاحتياجات الخاصة لإخراجهم من الوحدة والعوز ، والجهات المستفيدة من هذا المنتج هم العاطلون عن العمل من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يجدون صعوبة في إيجاد الأعمال واستثمار الأوقات ، ويشكل إنتاجها أهمية في الحفاظ على البيئة ولتقليل التلوث والحد من الأضرار الصحية ، سيما تلك الناتجة عن مخلفات المواد البلاستيكية والتي يفضل تدويرها لصعوبة إتلافها وبما يخدم الاقتصاد الوطني .
وجاءت مشاركة فرع تقنيات الأطراف والمساند من خلال تقديم منتج بعنوان ( أطراف اصطناعية ومساند تقويمية ) ، وهو عبارة عن مجموعة من الأطراف الاصطناعية والمساند التقويمية التي قام بتصنيعها طلبة فرع تقنيات صناعة الأطراف والمساند بمختلف مستوياتها كجزء من متطلبات الحصول على شهادة الدبلوم في تخصص صناعة الأطراف والمساند والتي يقومون من خلالها بتقديم الخدمة للمرضى الذين يعانون من فقدان إحدى او كلتا الأطراف السفلى او العليا او العمود الفقري او جراء الإصابة بمرض السكري او الحوادث المتنوعة او ممن يعانون من تشوهات خلقية فيها او التشوهات التي تنتج من الحوادث المتنوعة ، وان الجدوى الاقتصادية لهذا المنتج هو تقديم ما يحتاجه المرضى الذين يراجعون العيادة التعليمية في فرع تقنيات صناعة الأطراف والمساند وبأسعار رمزية ، باعتبار إن المواد الداخلة في تصنيع هذه الأطراف والمساند تم تدويرها بدون كلف تذكر وبعضها مقدمة بالمجان من قبل المنظمة الدولية للصليب الأحمر او من الدعم المقدم للعيادة من قبل عمادة المعهد ، وقد اشرف او شارك في تصنيع المنتجات أعلاه عددا من الملاكات التدريسية والمدربين التقنيين إلى جانب طلبة القسم في المعهد .
وقد حظيت هذه الأعمال باهتمام وتشجيع الجامعة ، ممثلة برئيسها الذي أثنى على الجهود المبذولة والأفكار الابتكارية داعيا لوضع تلك المنتجات لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وبما يناسب حالاتهم وأعمارهم وبأسعار رمزية او بالمجان ومن خلال العيادة الاستشارية للمعهد او أي منفذ ممكن لخدمة تلك الفئات ، والعمل على تبني مزيدا من الابتكارات لدعم اقتصاد البلد لتعويض المستورد منها وخلق بيئة تنافسية بين الطلبة لتعويدهم على تنمية الحس الإنساني والوطني وخدمة أبناء المجتمع وسوق العمل .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here