حــدّثــتُ نـفـســي

حــدّثــتُ نـفـســي
بيني وبينكِ عُـمْرٌ والهوى قَـدَرُ
في ملعبي لاعـبٌ والشـوطُ مُختصرُ

بيني وبينَـكِ عُـمرٌ لسـتُ أنكرُهُ
ككاسـرِ الموجِ عـنهُ الموجُ ينحـسرُ

يَـحولُ ما بيننا والحُـبُّ طـائرُهُ
ضَـلَّ الطـريقَ الى قـلـبي بـه يَـكِـرُ

لا أدري كم بيننا لكنّ مغمزتي
أنّ الشـبابِ مضى والـدربَ مُـنْحَـدَرُ

أقولُ حسبي ويبقى الشوق منطلقي
ومركبي الصبرُ والاحلامُ لي سَـفَـرُ

لا وازعُ العُـمْرِ يـثـنيه فـيـشْـكُمُهُ
ولا إذا انـتـابني بالـزجـرِ يـزدجـرُ

حُـبّي على شـرفِ الاوهامِ أنزلني
أبـقى لـهُ لـوعةً بـالـقـلبِ تَـخـتَـمِـرُ

يَـعطو قُطوفي ويُغريني على أملٍ
وكيفَ يُعطي الذي في طبعه أشِـرُ

حَـدّثتُ نفسي فقلتُ الحبُّ أنهكني
فطافَ بي طائفٌ والليلُ مُـعـتَـكِـرُ

فقال: قبلَكَ عُـشاقٌ قد اجترحوا
إثـمًا بقولِـهُمُ والاجـرَ قـدْ خَـسِـرُوا

والحُـبُّ من نِعَمِ الرحمنِ يَمنحَهُ
تلكَ القلوب التي بالخـير تَعـتَمِـرُ

فقلتُ ما الخيرُ في حـبٍّ أُكابِدُهُ
سَهمي العناءُ وغيري سهمُهُ الـثَـمَرُ

مُـذْ كان مولـدُهُ ســرًّا تَـمَلكني
حتى اسـبَـطـرّ فـماذا بعـدُ أنـتـظـرُ

ماذا جنيتُ وما كانتْ جـنايـتُهُ
قـلبٌ تـعـلقَ فـوق الـقـهـر يـعـتـذرُ

سِـرّ المحبةِ اّنّـي لـستُ أعرفهُ
في عـالم الـذرِّ قـالـوا هـكذا الخـبرُ

فالصابر المبتلى في بحـرِ غربتهِ
بحـرٌ يـمـوج به والـسـاكنُ الحَـجَـرُ

يا ألفَ ليلايَ هذي أنتِ لا عجبًا
ما جـاء مـنـكِ ومنّي ســـاقـهُ الـقــدرُ
*****************************************
الدنمارك / كوبنهاجن الجمعة في 22 نيسان 2022

الحاج عطا الحاج يوسف منصور

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here