الإعْلام!!

الإعْلام!!
أيُّها الإعْلامُ فيها تكذبُ
ولصِدْقٍ وحَقيقٍ تَحْجِبُ

فلماذا أنْتَ تَسْعى للأذى
بلسانٍ مُسْتَكيدٍ تَخْطِبُ؟

وعلى الأسْماعِ بَثّتْ نُشْدَها
قوَةُ الشَرِ لشَرٍّ تَجْذِبُ

قائداً دُمْتَ وَجوْرٌ قائدٌ
يَتواصى بافتراسٍ يُرْعِبُ

وبها الأذْهانُ أضْحَتْ لعْبَةً
ورؤاها بمُرادٍ تُنكَبُ

وأراها كقطيعٍ أذْعَنَتْ
لمَريدٍ ولصَعْبٍ تَذهَبُ

كُلّها ذابَتْ بفَردٍ ظالمٍ
واسْتكانَتْ ولحَرْبٍ تُحْطبُ
**
هذهِ النفسُ خداعاً أدْمَنَتْ
لافْتراءٍ كُلّ يَومٍ تَسْغَبُ

ولها الإعْلامُ داءٌ بَلسَمٌ
يَجْعلِ الوَهْمَ جميلاً يُعْجِبُ

بسَرابٍ سَعْدُها أنّى ادَّعَتْ
فتَوالتْ لخَطيْرٍ تُلْهِبُ

مِنْ تُرابٍ طَبْعُها حَتّى غَدّتْ
لتُرابٍ مِنْ أساها تَطْرِبُ

إنَّها نَفْسٌ تَعاطتْ شَرَّها
وتَمادَتْ ولراحٍ تَشربُ

وكذا الإعْلامُ أضْحى خَمْرَها
فاسْقِها قَوْلاً غَريباً يَخْلِبُ
***
صورٌ تَطغى وحَرْفٌ خائِبٌ
والضَحايا دونَ ذَنْبٍ تُسْلبُ

صَنَّعوا رأياً وفِكْراً صادَروا
وإذا الناسُ مَطايا تُرْكَبُ

بسلوكٍ سُلْطويٍّ قاهِرٍ
دَجَّنوا الأجْيالَ أنّى يَرْغَبوا

يا زمانَ البَرقِ يا صَعْقَ النُهى
لوْثة الألبابِ مِنْها الأنكَبُ

صارَ للإعلامِ دورٌ فاحِشٌ
يُطعِمُ البَعَضَ بجَمْعٍ يُنْضَبُ

مَذهَبٌ أضْحى كديْنٍ مُطلَقٍ
فامْحَقِ الدينَ وعاشَ المَذْهبُ

لا تَقلْ شاؤوا وشِئْنا كُلّنا
بَلسمُ الأوْجاعِ عَنّا يَغْرِبُ

أيّها الإعْلام تَرْعى نَزْعَةً
تجْعَلِ الحَقَّ ضَلالاً يُرْهَبُ

دجَلٌ يَرْقى وصِدْقٌ مُهْمَلٌ
وقِناعُ الدينِ سَيْفٌ يَقصِبُ

فلماذا أمّةٌ في حَيْرَةٍ
وصِراطُ الظلمِ فيها المَطلبُ

واحدٌ جارَ وجَوْرٌ هَدْيُها
قدّسَتْ شَخْصا ففازَ الأعْضَبُ

دينُها الكُرْسيُّ حَتى أنَّها
ما اسْتقامَتْ وبديْنٍ تُعْصَبُ

هكذا الإعْلامُ أرْسى حَتْفَها
فتَداعَتْ لمَصيرٍ يَصْعُبُ

د-صادق السامرائي
29\4\22

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here