سوالف عن وضعنه . حبال عجائزنا غادرت الصندقجه

بقلم .علي مهدي الاعرجي

يقف الشعب متفرج على تل الانهيار السياسي في البلد لمشاهدة المتصارعين في حلبة النزال السياسي ليشهد ايهم له الغلبة. لم يعد المشهد السياسي رطب يساعد على الانزلاق في اي مفرق من مفارق الحياة المتصلبة بسبب شدة الفقر والجوع والمرض ونقص و انعدام الخدمات وغيرها من الاحتياجات الخاصة للحياة اليومية .أصبح المشهد ممل لدرجة الغثيان لم يعد هناك مقدس ولم يعد هناك خط أحمر وفي تموز القادم ستسقط جميع القيم وسينتهي أمامها جميع الأعراف السياسية وسيقع الجميع تحت مطرقة الشعب .تخيل الأمر لثواني لا اكثر !انقطاع الكهرباء وعدم وجود ماء وسيل من الاتربة المحلقة في فضاء الارض لتضع اخر اوزارها في العراق يقابلها انسداد سياسي وصراع لقيادات لم تعد ضمن حيز حسابات الفرد .حيث تساقطوا جميعهم كتساقط أوراق الشجر في الخريف .ان القادم سيضرب الجميع بالقاضية ولن يرحم احد نحن متجهون الى خندقة داخلية في البيت الواحد بعد أن كان الصراع على نطاق المكونات و الطوائف و المذاهب المختلفة اليوم أصبح الصراع داخلي في ثنايا المكون الواحد. لذا يا سادة الخضراء وعباد المناصب يامن يجثمون على جماجم الفقراء لم يبقى حل امامكم! لملموا شتاتكم واستعدوا الى المخاض القادم و لنشهد ولادة سريعة لحزمة تنهي أزمات الشارع بأسرع وقت خوف من عودة الحبال نعم الحبال هذه المفردة لربما غابت عن المشهد العام الا انها تأتي بأسرع من البرق كلمح البصر .لاسيما وعدد كبير من عجائز العراق نسجن حبالهن منذ زمن بعيد عندما كان هناك في السلطة شخص اسمه نوري السعيد .بعض منها استخدموها في سحله والبعض الآخر مخزون في صناديق ( الصندقجة ) المنازل .ينتظر دوره لاسيما واخر المسحولين كان حسين كامل حيث حبال العراق لا تعرف مكون او طائفة او عشيرة .الاخ يمكن ان يسحل اخيه .هذا نحن جميلين كرماء نستقبل الضيف نملك صبر من ايوب الا اننا بذات الوقت قساة قلوبنا غلف أشبه ما تكن في الحجارة بلحظة يتساقط اوراق الورد من على هاماتنا ويبقى الشوك .هكذا نحن على مر العصور نهدي الحياة في اليمين و نسلبها في اليسار. من لم يقرأ تاريخ العراق منكم يهرول الى الاطلاع عليه بأسرع وقت قبل ان الغزل حبالنا بالزئبق واليوم لا يوجد بيننا موسى لكي يرمي عصاته وتلتقف ما نرميه. تكرموا يا سادة على الناس في حقوقهم لكي يعيدوا حبال عجائزهم الى أماكنها. ويزهر فينا الورد من جديد ولنجعل من الزئبق مادة لترطيب المشهد السياسي للانزلاق.
من داخل الصندقجة ( حاولوا ان تضعوا انفسكم بديل عن المواطن لتعرفوا حجم الالم .الدول لا تبنى في العبثية والصوت الطائفي بل تبنى في التجرد ).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here