العجعجة!!

العجعجة!!
العجاج: الغبار , الدخان
عجج: أثار الغبار
المِعجاج: كل ما يثير الغبار
عجَّت: إشتدت
“العجاجة” , ” الغبرة” , “الصفرة” , “العجة” , وغيرها من الأسماء نطلقها باللغة العامية على “العجاج” , الذي يهب علينا في أيام الصيف , فيخنقنا والزرع , ويخيف الضرع.
ويبدو أن العجاج يتآزر مع تكالب الظروف السيئة علينا , وكأن هناك علاقة ما بين أحوالنا النفسية وسلوكنا الجمعي وتوارد ” العجاج ” , فسايكولوجية التراب متناغمة مع إيقاعات النفس البشرية!!
وفي الحقيقة الغائبة , أن طبائع البشر من طبع التراب , بل ونسبة ما من التراب تتألف من أبدان الأحياء التي إفترسها , فما فوق التراب يُعدّ من فرائسه.
إغبرت عقولنا ونفوسنا وتدنست أرواحنا بالفساد , فداهمنا الغبار وأعمانا , لكي لا نبصر بعضنا , فقد سئمت الأرض من مشاعرنا السيئة وآثامنا القاسية المتدفقة من عيوننا.
وأسوأ ما فينا كراسينا التي تضم أقبح رموز العدوان على جوهر الحياة , والمعبرين عن تطلعات النفوس الأمارة بأسوأ من السوء.
تأملوا الكراسي النهابّة السلابّة الممعنة بأنانيتها وتطلعاتها الرغبوية السمجة , المتوهمة بأنها تملك ولا تتمالك نفسها من الإستحواذ على أي شيئ تطاله يداها.
هذه الكراسي تستجلب الويلات وتستحضر التداعيات , بما تثيره من عجاج في مسيرة تسلطها على رقاب الآخرين , وتجتهد في إلهائهم وإبعادهم عن مآثمها المتنامية المتواصلة الإقتراف.
والعجاج الكرسوي يتمثل في مسرحيات متنوعة , ذات سيناريوهات تحقق مصالح الطامعين بالبلاد والعباد , وتؤمّن بقاء المستخرَدين في الكراسي.
ولن يهدأ العجاج والنفوس متواطئة مع الكراسي الجائرة ضد المقهورين من أبناء أمة ” إياك نعبد وإياك نستعين” , فللغبار مثيراته ومعززاته , وما دامت النفوس مغبرة , فالعجاج يتوافد إلى مرابعها من كل حدب وصوب , لأن بصائرها معمية , وإرادتها ملغية , وتجيد سلوك إقطع ولا تزرع!!
فهل من نفوس صافية , لكي تصفو أيامنا , وترأف بنا أمنا الترابية؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close