دولة الصواريخ والطائرات المسيرة

سعاد عزيز

بين کل فترة وأخرى، يطالعنا المسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتصريح من خلال ثمة مناسبة تتعلق بإنتاج أو تطوير ثمة سلاح کصاروخ أو طائرة مسيرة أو طائرة قتالية أو غواصة وما إليها، وبطبيعة الحال فإن المسٶولين الايرانيين يٶکدون في هذا التصريح على قدرة النظام القتالية وعلى إکتفائه الذاتي في مجال إنتاج هکذا اسلحة، هذا الى جانب مايتم نشره بشأن إکتشاف مواقع سرية قام هذا النظام أو يقوم بإنشائها في المجال النووي أو الطائرات المسيرة.

الملفت للنظر إن النظام الايراني لم يقف عند هذا الحد بل حتى إنه مسٶوليه صاروا يتفاخرون بأنهم قد أصبحوا من الدول التي يشار لها بالبنان في مجال إنتاج کذا سلاح أو إنه قد أصبح صاحب باع بهذا الصدد، ولاغرو فإن الذي يجب ملاحظته هنا وأخذه بنظر الاعتبار هو إن هذا النظام صار يثير قلق وخوف بلدان المنطقة والعالم من خلال سعيه لإستخدام قدراته التسليحية في تعزيز وتوسيع دائرة نفوذه وهيمنته في المنطقة وذلك بتزويد أذرعه في بلدان المنطقة بالصواريخ والطائرات المسيرة، لکن الذي يجب أن لاننساه ونأخذه بنظر الاهمية والاعتبار هو إن هذا النظام وفي الوقت الذي يتفاخر فيه بهکذا قدرات فإنه يفتقدها في مجالات الصناعة المدنية وفي مجال الزراعة والخدمات العامة.

حديث النظام عن الاکتفاء الذاتي والذي يتکرر کثيرا، لايبدو إنه کذلك أبدا إلا في بعض المجالات التسليحية التي لاتزيد الطين إلا بلة إذ أن الاکتفاء في مجال الصناعات الغذائية وکذلك في مجال إنتاج وزراعة الحبوب والمنتجات الزراعية، يبدو واضحا بأن النظام لم يحقق شيئا يمکن أن يأخذ بنظر الاعتبار بهذا الصدد. وحتى إن الذي بات يثير الکثير من مشاعر الخوف والقلق هو ظاهرة الجفاف والتصحر وتراجع نسبة المياه الجوفية بسبب الخطط والمشاريع التجارية التي دأب الحرس الثوري على القيام بها خصوصا وإنه يهيمن على جانب کبير من الاقتصاد الايراني، فإن مشکلة توفير الغذاء في إيران ولاسيما مع الحرب الروسيـة ـ الاوکرانية وکذلك الاوضاع الاقتصادية السيئة جدا في إيران بسبب العقوبات الدولية، فإن الاوضاع المعيشية في إيران يمکن القول بأنها قد تجاوزت الخطوط الحمراء بکثير.

إيران اليوم بحاجة ماسة الى أن تعمل من أجل تطوير إمکانياتها في مجال الإنتاج الزراعي والصناعي الغذائي الذي يسد الفراغ الکبير جدا بهذا المجال، خصوصا إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار إن واحدا من أهم أسباب الاحتجاجات الشعبية التي تسود إيران حاليا هو الاوضاع المعيشية وأزمة الغلاء وإرتفاع الاسعار!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here