الحكيم و فلسطين

بمناسبة ذكرى وفاته في مثل هذا اليوم الأول من شهر حزيران ( 1970) المرجع الراحل السيد محسن الحكيم يضع المسلمين أمام مسؤولياتهم الشرعية و التاريخية في مواجهة مؤامرات الإسرائيليين .
حيث أصدر الى المسلمين كافة ً بيانا ً هذا نصه :
” بسم الله الرحمن الرحيم و له الحمد .
لقد روع العالم الإسلامي و اهتز إزاء أنباء الجريمة المنكرة التي قامت بها إسرائيل و خططت لها منذ مدة ، و هي جريمة إحراق المسجد الأقصى أولى القبلتين و ثالث الحرمين ، و موطن الأنبياء و المرسلين.
و بالرغم من أن هذه الجريمة الشنعاء كانت من افضع الجرائم التي إرتكبها الإسرائيليون في تاريخهم الأسود الحافل بقتل الأنبياء و الأولياء ، و هتك الحرمات ، و إهانة المقدسات ، فإن هذه الجريمة ليست شيئا ً غريبا ً على طبيعة إسرائيل العدوانية ، و وجودها غير المشروع في قلب العالم الإسلامي ، كما أن ذلك ليس بعيدا ً عن المخططات الإجرامية التي رسمتها القوى الكافرة – من الغرب و الشرق – التي تساند إسرائيل و تصر على وجودها .
و تشير هذه المأساة إلى أن العدو الإسرائيلي يشعر بشكل واضح أنه لا يمكن أن يتم له إغتصاب الأرض المقدسة و التمكن من إخضاع الأمة.
و بهذا الصدد يجدر بالمسلمين أن يدركوا أن وسيلتهم الوحيدة لاستعادة كرامتهم و استنقاذ حقوقهم و الدفاع عن مقدساتهم ، انما هي التمسك بتعاليم دينهم الحنيف و الأخذ بأحكامه الخالدة ، و رفض
كل الأفكار الضالة و المباديء المنحلة و الوافدة من الشرق و الغرب و التي ما تزال تتقاذفهم و تمزق كيانهم و وجودهم.
و أن يواصلوا العمل الجاد من أجل توفير عناصر القوة و النصر لمعركتهم المصيرية التي تهدد كيانهم.
و من دون ذلك فليس على المسلمين إلا أن ينتظروا المزيد من العدوان و الدمار و التنكيل و الإرهاب من اليهود الصهاينة و القوى الكافرة التي تحمي وجودهم و تشجعهم على ارتكاب المظالم و الآثام .
و إننا في الوقت الذي يغمرنا الحزن و الأسى لما يجري على الأرض الإسلامية المقدسة من مآسي و آلام نسأل الله سبحانه و تعالى أن يوفق المسلمين جميعا ً إلى الطريق التي اختارها لهم ، و حققوا في السيرعليها عزتهم و كرامتهم.
و الله سبحانه ولي التوفيق و الهداية.
النجف الأشرف
9 جمادي الآخرة 1389 هـ
محسن الطباطبائي الحكيم ” . إنتهى .
( و يصادف 21-8- 1969)
من وثائق مكتبة الإمام الحكيم العامة
رقم الوثيقة 16
مجلة رسالة الإسلام العدد الثالث ، التاريخ أواخر 1969 م.
Image preview
لندن
حزيران 2022
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here