بعد العراق .. تركيا تستعد لعملية عسكرية في سوريا “تبدأ في أية لحظة”

قالت مصادر عسكرية تركية ان أنقرة قررت الاعلان عن نيتها شن عملية عسكرية في شمال سوريا بعدما أخرجت روسيا عددا كبيرا من قواتها من سوريا بسبب الحرب الاوكرانية.

ونقل موقع “ميدل إيست آي” البريطانية في تقرير له من اسطنبول، عن المصادر العسكرية التركية قولها: إن توقيت القرار التركي المعلن قبل أيام، كان أيضا نتيجة العملية العسكرية التركية ضد حزب العمال الكوردستاني في العراق حيث يراهن الاتراك على انهاء عمليات تسلل مسلحي الحزب من خلال اغلاق الممر البري الاخير بين العراق وتركيا.

وقال مصدر عسكري تركي ان نشاطات حزب العمال الكوردستاني الاخيرة بنقل عناصره وذخائر من سوريا الى العراق، هي التي دفعت تركيا الى التحرك، موضحا ان العمليتين العسكريتين، اي في العراق وسوريا، “يجب أن تستمرا بشكل متزامن”.

وتابع المصدر التركي القول، إن القرار التركي لا يتعلق “فقط بتورط روسيا في أوكرانيا، فهناك مخاوف ومعلومات استخباراتية خاصة بنشاطات حزب العمال الكوردستاني في سوريا”.

ولفت التقرير الى انها ستكون العملية العسكرية الرابعة لتركيا في الشمال السوري منذ العام 2016، وستجري تحت هدف معلن يتمثل بمحاربة تنظيم داعش والجماعات الكوردية السورية المتحالفة مع حزب العمال، بالاضافة الى اعادة توطين النازحين السوريين.

وما زالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تضم وحدات حماية الشعب، تسيطر على اراضٍ واسعة في شمال شرق سوريا، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق، إن العملية العسكرية التركية ستستهدف منطقتين أساسيتين غربي نهر الفرات، هما منبج وتل رفعت، مضيفا انه يسعى الى إنشاء منطقة أمنية بعمق 30 كيلومترا على طول الحدود الجنوبية لتركيا.

وقال مصدر عسكري تركي ان “وحدات حماية الشعب” نفذت اكثر من 100 هجوم على الميليشيات الموالية لانقرة وقواعد القوات التركية، مستخدمة الصواريخ والقذائف المضادة للمدرعات والمدفعية، مشيرا الى ان هدف الاستيلاء التركي على قاعدة منبج الجوية التي سيطرت عليها وحدات حماية الشعب بدعم من القوات الروسية في العام 2016.

ولفت المصدر ايضا الى ان تل رفعت تضم 60% من المياه الصالحة للشرب في المنطقة وهو “وحده ما يجعلها هدفا استراتيجيا”، معتبرا انها ستجشع النازحين العرب على العودة وتعزز الزراعة.

ونقل التقرير عن المصادر العسكرية التركية قولها ان القوات الروسية التي كانت تتمتع بثاني اكبر وجود في تل رفعت، غادرت بشكل كبير من المنطقة.

وقال مصدر تركي ان انقرة لا تتوقع ان تحاول القوات السورية الحكومية التصدي لأي هجوم تركي، مضيفا ان الجيش التركي وميليشيات ما يسمى “الجيش الوطني السوري” المدعوم من الأتراك، “استكملوا بالفعل استعداداتهم وقد يبدأون العملية بين لحظة واخرى”.

وتابع إن روسيا تواجه صعوبة “في إعادة إمداد قواتها في تل رفعت وقد تخلت عن بعض قواعدها بالقرب من حلب للايرانيين”.

ونقل التقرير عن مسؤولين أتراك قولهم، إن إيران هي التي ستكون أكثر قلقا من الروس، ازاء أي تحرك تركي في تل رفعت، لان الميليشيات المتحالفة مع الحرس الثوري الإيراني، تشارك بنشاط في جهود الحكومة السورية لحماية شمال حلب. وقال مسؤول تركي ان “الايرانيين لا يريدون ان يكون لقوات المعارضة السورية وجود بالقرب من حلب”.

وبينما اشارت المصادر التركية الى ان الجيش التركي ما زال يقيم الموقف بالنسبة الى مدينة كوباني ووضع الخطط اللازمة، بانتظار ان تحدد القيادة السياسية ما هو ضروري، اضافت ان خطط العمليات باتجاه منبج وتل رفعت، استكملت، وقد تبدأ في أي وقت.

وتابع التقرير ان منبج وتل رفعت قد تستقبلان آلاف النازحين السوريين المقيمين حاليا في تركيا التي تواجه مصاعب اقتصادية، حيث أن هناك 3.7 ملايين سوري مقيم على الأراضي التركية، حيث تتزايد مشاعر العداء الشعبية ضدهم ويتوعد قادة المعارضة التركية بإخراجهم من تركيا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here