يا ريت لو كانت مشاكلنا مقتصرة على تسريب أسئلة امتحانات فقط :

بقلم مهدي قاسم
لا زالت صفحات المواقع و صفحات التواصل الاجتماعي مشتعلة منذ ثلاثة أيام ضجيجا عاليا و صخبا صادحا ، بصدد تسريب أسئلة امتحانات ، لنقيم الدنيا و لا نقعدها نقدا و تعليقا و سبا وقدحا و كأنما كل شييء في العراق على ألف و ألف ما يرام و وئام و أجمل مقام و انسجام و سلام ، ما عدا عملية تسريب الأسئلة هذه التي عكرت صفو حياتنا الهنيئة و المتنعمة والمرفّهة دوما و أبدا !!..
فكم كان سيكون رائعا و عظيما لو مشاكلنا في العراق كانت قد اقتصرت على عملية تسريب الأسئلة فقط ..
لو لم تكن أعدادا كبيرة من مدارسنا خربة تماما ، بل و مسرح زيارة حمير و كلاب ضالة أحيانا ،حيث أضحى أثاث بعضها رثاء متداعيا على وشك التحطم و بعضها الأخر بلا مناضد وكراسي أصلا !، الأمر الذي يدفع التلميذات و التلاميذ يجلسون على أرض جرداء رطبة وباردة في عز الشتاء و بعضها الآخر بلا أبواب أو شبابيك مكسورة حيث تدخل الرياح صافرة وزاعقة بتيارات شديدة البرودة القارسة ..
هذا دون الحديث عن تدني مستوى التدريس و الدراسة إلى مستويات سيئة و رديئة جدا ..
بحيث تخرجت عندنا أجيال من صنف : ولاكن و شكرن و لطفن و عفون !..
فأليس عملية تسريب أسئلة حالة استثنائية ؟..
بينما الحالة المزرية و البائسة لتلك المدارس – الآنفة الذكر – هي دائمة وثابتة ؟ ..
فلماذا إذن لا ترفعون صوتا عاليا احتجاجا و استنكارا ؟ …
لماذا لا تقيمون الدنيا و لا تقعدونها لحين تحسين و إصلاح حال تلك المدارس الرثة أثاثا و تدريسا ومناخا سقيما ..
لتصبح تلك المدارس نموذجية و عصرية اسوة بباقي المدارس ” الطبيعية ” في العالم ؟! .
من المؤكد أن نقد الظواهر السلبية أمر حسن ومحمود ولكن يجب أن يكون مقرونا بالفعل و الإصرار و الاستمرارية لحين تحقيق الهدف و ليس مجرد ضجة و أصداء لا تستمر أكثر من يوم أو يومين .. ..
حتى تغيب يا حبيبي من جديد لمدة عامين !!..
…………………………
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here