جنون النار!!

دولة ذات عمران معاصر وبنى تحتية متطورة وقدرات إيجابية نافعة للبشرية , يتم تدميرها ومحقها عن بكرة أبيها , والعالم يعيش في دوامات هستيريا الشرور الجماعية , التي تؤجج العدوانية وتؤلب الطاقات التدميرية , وتفعلها بإندفاعية هائجة ذات تداعيات مرعبة.

ولا من حكمة أو حلم , ولا توجه نحو السلم والسلام , بل نزعات إنتحارية يساهم الإعلام الموجَّه المُضلل بتنميتها ودفع البشر نحوها.

فالإعلام الدعائي الحربي يسقي الرأي العام خمر الأضاليل والدجل ويسعِّره نفسيا وعاطفيا , ويلهب الإنفعالات اللازمة لتعطيل العقل ورفض السلام.

أربعون دولة تؤجج بعضها البعض , وتتقيأ ما عندها من قدرات الإفناء في أرض إختارتها ميدان إنمحاق وثبور , والمفترسون يضللونها ويوهمون قادتها بأنها لمنتصرة , وقادرة على كسر شوكة القوة الهائلة الزاحفة نحوها بإرادة أسدٍ هصور.

العجيب في الأمر أن البشرية تمر بنوبات عدوانية , تدفع بها إلى أتون المهالك الجسيمة , وقد حصلت في القرن العشرين لأكثر من مرة , وها هي تبدأ مشوارها الجنوني في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين , وبأسلحة فتاكة غير مسبوقة.

فلماذا لا تستفيق الكراسي من غيِّها , وتجنح للسلام والوئام , وتجنّب البشرية ويلات العدوان والإنتقام؟

المخاوف تتراكم , وفي الكراسي المهيمنة بعض المغفلين , وضعاف العقول , وكأنهم لا يدركون عمّاذا يتحدثون , فهل أزفت القارعة , وجحيم الأرض قد بدأ؟!!

” وما الحربُ إلا ما علمتمْ وذقتمُ

وما هو عنها بالحديثِ المُرجَّمِ

متى تبعثوها تبعثوها ذميمة

وتَضْرَ إذا ضَرَيْتُموها فتَضْرَمِ”!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here