بداية النهاية لحكومة بوريس جونسون

رغم فوز السيد بوريس جونسون أثناء تصويت سري مساء اليوم الاثنين المصادف 6/6/2022  لكسب الثقة على إبقاء السيد  بوريس جونسون لقيادة  حزب المحافظين حيث صوت لصالحه 211 عضوا بينما صوت ضد قيادته 148 عضوا وهذا يعني فوزه باغلبية 63 عضوا .
ومن الجدير بالملاحظة أن الحدث قد  مرر بهدوء من غير ضرب بالايدي أو صراخ وعياط ولا حتى تهديدات مسلحة أو مظاهرات عنيفة .
هذه النتيجة لا تعني أن رئيس الوزراء سيبقى في الحكم  ولا توجد ضغوطات لاجباره على الاستقالة، لان رئيسة الوزراء السابقة السيدة تيريزا ماي قد استقالت رغم أنها حصلت على عدد أصوات اكثر مما حصل عليه السيد بوريس جونسون .
ومع ذلك أنا اتوقع تنحية رئيس وزراء بريطانيا السيد بوريس جونسن وسحب الثقة منه خلال فترة قصيرة، بسبب عدد من المخالفات البرلمانية ومن بينها فضيحة الحفلات خلال فترة جائحة كورونا .
بعد أن انتهت مراسيم تنصيب الملكة إليزابيث الثانية بمناسبة مرور 70 عاما على تتويجها ملكة على عرش بريطانيا ، بدأ حراك سياسي لعزل رئيس الوزراء عن منصبه وبدأ بالتصويت على منح الثقة .
 ومن اهم الأسباب لهذا الحراك هو خسارة حزبه حزب المحافظين لعدد كبير من مقاعد البلديات في عموم بريطانيا .
ومن الأسباب الأخرى فقدان الثقة به في البرلمان بسبب عدم الافصاح بالمعلومات الخاصة بحفلاته وفقدان الشفافية وعدم قول الحقيقة أثناء استجوابه تحت قبة البرلمان .
كثير من البريطانيين غير راغبين وغير راضين من موقف بوريس جونسون من خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي . وهذا يمثل استياءا عاما ضد حكمه بسبب تدهور الاقتصاد .
الأزمة الإقتصادية العالمية بشكل عام والنكسة الإقتصادية التي يعاني منها الشعب البريطاني وازدياد أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية يضاف لها زيادة اسعار الوقود وفاتورات الغاز والكهرباء والماء أدت الى حالة من الإستياء والغضب وعدم الرضا على حكم جونسون وخصوصا بعد مدة سنتين من تعطل الأعمال بسبب جائحة كورونا .

واخيرا فأن الحرب الروسية الأوكرانية تركت بصماتها على الوضع السياسي والتي أثرت  بشكل سلبي على كثير من الحكومات ومن ضمنها حكومة بوريس جونسون بسبب القرارات المتسرعة وغير الحكيمة في معالجة هذه الأزمة .

د. ضياء السورملي – لندن
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here