( قصة قصيرة )

( قصة قصيرة )
استيقظتُ على صوت المنبه، عليَّ الآن أن أحضر نفسي و ألبس ربطة عنقي لحضور مهرجان الأغنية العالمية في نيويورك، بعد تناول الفطور رأيتُ السيارة في أنتظاري للذهاب إلى المطار حيث تم تجهيز طيارة خاصة بي، أقتربتُ من باب السيارة و أردتُ أن أفتحه، فسبقني أحد الحراس الشخصيين و فتح الباب قائلاً لي : ” أستغفر الله أيها الإمبراطور كيف ستفتح الباب و نحن هنا “.امبراطور ( امبراطور الأغنية العالمية ) لقب حصلتُ عليه مؤخراً بعد تقديم أخر البوم غنائي لي الذي وصل مبيعاته إلى أكثر من ثماني مليار نسخة. و في حين سأل أحدكم كيف وصلت المبيعات إلى هذا الرقم ( ثماني مليارات ) في حين ان عدد سكان الأرض كله يقارب من سبع مليارات و نصف ؟ سأجيبكم بأن سكان بقية الكواكب أيضاً و منهم المريخ أتوا لزيارة الأرض من أجل شراء الألبوم حيث سمعوا الأغاني هناك بعد أن غناها سكان الأرض بأصواتهم العالية نتيجة لروعة الأغاني.
المهم .. وصلتُ إلى المطار وتنكرت بزي أخر لكي لا يعرفني حشود الجمهور هناك الذين حضروا المطار من أجل رؤيتي و لو من بعيد.
بعد السفر و وصولي إلى المهرجان رأيتُ شرطة نيويورك مجتمعة هناك من أجل حمايتي حيث منعوا أن يقترب أي شخص مني لمسافة أقل من 50 متر.
بمجرد رؤيتي بدأ الجمهور يفقد الوعي حيث سقط على الأرض 1456 شخص في غضون ثواني و على أثرها تم نقلهم مباشرة إلى مستشفى نيويورك في مركز المدينة. و في اليوم الثاني صرح جو بايدن بأن 1455 شخص منهم ماتوا و نجى منهم شخص واحد فقط و هو الآن بين الحياة و الموت.
لم أستطع أكمال المهرجان طبعاً بعد أن أغرقت القاعة بدموع الجمهور الذين رأوني و تحقق حلمهم أخيراً.
أرسل لي بايدن دعوة رسمية يرجو فيها لقائي و بعد تفكير عميق قررت أن أتقبل الدعوة و أن أعطي له دقائق من وقتي. ألتقينا وسط مئات من الصحفيـيـن و الكاميرات في البيت الأبيض حيث قدم لي قهوة و قال : هذه القهوة عملتها لك بيدي نظراً لمكانتك في العالم.ثم طلب مني أن أترك الغناء و أن أختفي لأن الكثير من الناس سيموتون بمجرد رؤيتي. شربتُ القهوة جرعة واحدة و قلتُ له : أنا أقتل الناس بغنائي بينما أنت تقتلهم بسلاحك.
فبكى و صار قميصه الأبيض مبللاً بالدموع ثم قال لي : سأعلن سقوط أمريكا فقلت له : لا.
أن تقوم أمريكا بقتل البشر و يكون هناك تطور في نفس الوقت، أفضل من أن يسيطر العرب على العالم حيث سيقتلون البشر و لن يكون هناك تطور بل تخلف و تراجع. فأبتسم و قبلني من يدي اليمنى
.

” النهاية ”

سينو إبراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here