قصيدة الكوكتيل قصيدة خمرية، لشاعر مهجري مجهول (*) د. رضا العطار
لقد اعلنت مجلة الاديب التي كانت تصدر في المهجر الامريكي في القرن التاسع عشر عن وصول القصيدة التالية من مهاجر لم يذكر اسمه، قدمها للنشر بتواضع واستحياء وهي :
خطر الساقي فقلنا هاتها * * * نحن نرضاها على علاتها
رب كأس زاد في لذاتها * * * اثر الافواه في حافاتها . . هاتها
طف ولا تمسح عن الكأس الشراب * * * طبعته شقة الخود الكعاب
إن مززناه سكرنا بالرضاب * * * قبل ان نسكر من مزاتها . . هاتها
هاتها ذوب لجين وذهب * * * سلطوا الثلج عليه فالتهب
خضخضوه فتلوى وانسكب * * * كسموط دردرت حباتها . . هاتها
جمعوا الاضداد من شتى الخمور* * * وادروا الحرب في طاس تدور
فإذا في النقع ارواح تفور * * * فورة القهوة في مغلاتها . . هاتها
هاتها تعكس اشباح الغروب * * * في خليط من عصارات تروب
كلما غصً بها حلق الطروب * * * طلب التكرار من غصًتها . . هاتها
مالنا يحل لدينا مرًها ؟ * * * تلك دنيانا ، وهذا سرها
خيرة اللذات طعما شرًها * * * ويل لمن ينفر من ويلاتها . . هاتها
لا تقل ولىً زمان الطيبات * * * دونك البحر وهاك الغانيات
لم يزل في الرأس كوكتيل الحياة * * * طافح الكأس بتذكاراتها . . هاتها
هاتها وارفع بها عبء السنين * * * عن كهول مرحوا كاليافعين
انما الساعة عند العارفين * * * ساعة خلس للعاشقين . . هاتها
* مقتبس من كتاب ادبنا وادباؤنا في المهاجر الامريكية لجورج صيدح بيروت 1957
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط