تقرير بريطاني: 20 فصيلاً مسلحاً ينتشر في سنجار.. نصفها مرتبط بإيران

ترجمة/ حامد أحمد

كشف تقرير بريطاني عن تواجد 20 فصيلا مسلحا حول وداخل قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى، لافتاً إلى أن هذه المجاميع جعلت من المنطقة حاضنة للمشاكل والصراعات وأفشلت تطبيق الاتفاق المبرم بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان المتعلق بإدارة البلدة التي تعد ملاذ المكون الايزيدي في العراق.

ذكر موقع تقرير لموقع (مدل ايست آي)، البريطاني، أن “قضاء سنجار، ملاذ الطائفة الايزيدية في العراق، قد أصبحت حاضنة للمشاكل والصراع، ومكاناً حيث تتصادم فيه مصالح دول مع وجود جواسيس وفصائل مسلحة من اجل الفوز بموطئ قدم لها وبسط نفوذها هناك”. وأضاف التقرير، أن “أبرز قوتين تبدوان عند هذه البلدة الحدودية خلال الأشهر القليلة الماضية هما كل من تركيا وإيران”.

وأشار، إلى أن “الدولتين لديهما شبكة مسؤولين عراقيين محليين وفيدراليين ومع زعماء سياسيين وعسكريين وفصائل مسلحة كانت وما تزال تعمل على مدى سنوات لتنفيذ اجندات البلدين بدون زعزعة ميزان القوى بينهما”.

وتحدث التقرير، عن “عمليات عسكرية تركية داخل وحول منطقة سنجار تستهدف مجموعة مسلحي حزب العمال الكردستاني وحلفائهم من مجاميع مسلحة مدعومة من إيران قد زادت من حدة التوتر في المنطقة وقد تؤدي الى اندلاع اقتتال بين وكلاء إيران وتركيا”.

وشدد، على أن “صدامات مسلحة تحدث بين حين وآخر، اغلبها بين قوات الجيش العراقي المنتشرة في محيط منطقة سنجار وبين مسلحين محليين منضوين تحت لواء حزب العمال الكردستاني”، وينقل عن مصادر عسكرية، أن “صدامات الشهر الماضي استمرت أربعة أيام، قتل فيها خمسة اشخاص بضمنهم جندي”.

وأوضح التقرير، أن “ثماني سنوات مرت على حملة تنظيم داعش الإرهابي الدموية في سنجار ضد أبناء الطائفة الايزيدية، التي اسفرت عن تهجير 70% من سكان البلدة التي ما تزال غير آمنة للسكن”.

وأردف، أن “الوضع ما يزال يشكل قلقاً بالنسبة للمجتمع الدولي، وكما جاء في آخر تقرير لمجموعة الازمة الدولية في بروكسل: أن ما يجري هناك سببه المجاميع المسلحة التي تؤويها المنطقة، وأن سنجار قد وجدت نفسها وسط تنافس على نحو كبير بين تركيا وإيران.”

ويسترسل التقرير، أن “حزب العمال الكردستاني ومنذ ثمانينيات القرن الماضي كان يشّن عمليات عسكرية ضد تركيا، ومن الفصائل التي تسانده هي قوات وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تتواجد على نحو كبير في منطقة سنجار”.

وبحسب مسؤول عسكري عراقي، فأن “قوات الحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي كان لها دور في انقاذ كثير من الايزيديين عند نزوحهم لسوريا، خلال عمليات هجوم داعش، ومنذ ذلك الوقت تحولت سنجار لمنطقة جذب لعدد كبير من فصائل مسلحة ووكلاء مخابرات.”

واستطرد التقرير، أن “قسماً من هؤلاء المسلحين انخرطوا في وحدات حماية سنجار (اليبشة) كقوات ايزيدية مسلحة، ولا يعرف عدد مقاتلي قوات حماية الشعب الكردية الموجودين في هذه الوحدات”.

ويتوقع، أن “90 ايزيدياً يتلقون رواتب منذ العام 2015 ضمن هذه القوات، ويرفض كل من مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية مغادرة سنجار وابقوا على تواجد لهم في المنطقة منذ تحريرها من داعش”.

ويقول مسؤول عراقي مطلع بشؤون الأقليات، إن “هؤلاء المسلحين يعتبرون سنجار كمنطقة اكتسبوها، وليس كمنطقة ساعدوا بتحريرها”.

فيما يتحدث مصدر من الحكومة العراقية عن “تجنيد مئات من الايزيديين وتشكيل ستة فصائل مسلحة منهم مرتبطين بالحشد”.

وقال المصدر، إنه “وكل هذه الفصائل ما تزال متواجدة داخل وحول سنجار فضلا عن مجاميع مسلحة أخرى منتشرة ما بين سنجار وتلعفر الى الشرق منها”.

ويؤكد مسؤول عراقي أن “هناك ما يقارب من 20 فصيلاً مسلحاً محلياً واقليميا يتواجد داخل وحول سنجار، إيران تسيطر على نصفهم ولا تحالفات ستراتيجية من النصف الاخر”. وأضاف التقرير، أن “محاولات تبذل لتخليص سنجار من تواجد الفصائل المسلحة المتنوعة فيها”، مبيناً ان “الحكومة الاتحادية وقعت مع إقليم كردستان اتفاقية سنجار”. ونوه، إلى أن “الاتفاقية تنص على انسحاب جميع الفصائل المسلحة من المنطقة، مع طرد جميع مسلحي حزب العمال الكردستاني وحلفائه وإعادة سنجار لإدارتها محلياً، ولكن لم تمتثل تلك الفصائل لشروط الاتفاقية وبقت مصرة على تواجدها”.

وتابع التقرير، أن “مسؤولين عراقيين قالوا إن هذا العناد وفشل تطبيق اتفاقية سنجار حفز تركيا على التدخل عسكرياً، ومنذ ذلك الوقت والعمليات العسكرية قد ازدادت حدتها”.

وأكد، “تضاعفت الهجمات الصاروخية التي تستهدف قاعدة زليخان التركية في بعشيقة”، منبهاً إلى أن “عدم قدرة الحكومة العراقية على إيقاف الهجمات المتبادلة مع فشل الولايات المتحدة في التدخل لصالح أي من الطرفين، قد ساهم في زيادة تعقيد المشهد وتاركة كل من في المنطقة لرحمة الأطراف المتصارعة”.

وقال أيلي أبو عون، محلل لدى معهد الولايات المتحدة للسلم، إن “الصراع في سنجار هو صراع تركي – إيراني، ولو اتفق البلدان على مناطق النفوذ فان الوضع سيستقر”.

وتابع أبو عون، أن “تركيا تحاول حالياً ابعاد إيران من سنجار قليلاً، في حين تحاول إيران بالمقابل الحفاظ على مكتسباتها هناك.”

ومع انشغال المجتمع الدولي الآن بما يحصل في أوكرانيا ومناطق أخرى، فان المحلل أبو عون لا يتوقع “حصول أية تنازلات كبرى او تسوية في سنجار”، مشيرا الى ان “أية محاولة لفتح جبهات جديدة ستواجه بنفور”.

ومضى أبو عون، إلى “استبعاد خروج الأمور عن السيطرة أو تذهب الى ما وراء محاولات التنافس على النفوذ ما بين تركيا وإيران في سنجار”.

 عن: مدل ايست آي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here