أشّر غياب “الخط الاحمر”.. تقرير يرصد تصعيداً إيرانياً-امريكياً في العراق

رصد تقرير لشبكة “ان بي سي نيوز” الامريكية، يوم السبت، تصعيداً بالهجمات التي تتعرض لها القوات الامريكية في العراق وسوريا، والتي تقول واشنطن ان وكلاء لإيران ينفذونها، مشيرة الى ان ادارة جو بايدن لم ترسم “خطا أحمر” مشابه للذي رسمته ادارة دونالد ترامب، حول احتمال الرد العسكري الأمريكي على هذه الهجمات.

واوضح تقرير الشبكة الامريكية أن “واشنطن لم ترد بقوة على هذه الهجمات ضد القواعد التي تضم عسكريين امريكيين في العراق وسوريا، منذ العام 2021”.

وذكر التقرير الامريكي ان “سبع هجمات وقعت في ايار/مايو الماضي، وهو نفس عدد الهجمات التي وقعت في خلال شهور شباط/فبراير واذار/مارس ونيسان/ابريل مجتمعة”، مضيفا ان “29 هجوما نفذ منذ اكتوبر/تشرين الاول، من دون ن تقوم الولايات المتحدة باي رد امريكي”.

وتابع التقرير انه “لم يسقط اي قتيل امريكي في هذه الهجمات، الا انه نقل عن تقييم استخباراتي امريكي يشير الى ان جماعات تعمل بالوكالة عن ايران ربما قتلت وجرحت امريكيين”.

واضاف ان “الايرانيين يتفاخرون مرات كثيرة بنجاحات عسكرية، لكنها ليست مؤكدة، مذكرا بإعلان مسؤولين ايرانيين في وقت سابق من العام الحالي انهم قتلوا اسرائيليين في منزل آمن في اربيل، لكن تبين أن ذلك ليس صحيحا”.

ونقلت الشبكة الامريكية عن بيان لمجلس الامن القومي بالبيت الابيض قوله إن “اكثر ما ياخذه الرئيس بايدن على محمل الجد سلامة الافراد الامريكيين المتمركزين في الخارج”، مؤكدا ان “الادارة الحالية اتخذت عددا من الخطوات بما فيها ضربات عسكرية والقيام بانخراط دبلوماسي وعقوبات وغيرها من اجل حماية افرادنا وتقليص حجم مخاطر التعرض لمزيد من الهجمات”.

ولفت الى ان “معدل الهجمات انخفض بشكل ملحوظ منذ منتصف العام الماضي”.

وتابع البيان الامريكي انه “لن تتم مشاهدة كل رد او يمكن رؤيته، الا ان ايران تدرك تماما ان الولايات المتحدة على استعداد للرد بشكل مباشر على اي تهديد ضد الافراد الامريكيين”.

وذكر تقرير الشبكة الامريكية انه “في حين انا ادارة ترامب كانت اوضحت انها ستقوم بالرد اذا سقط أمريكيون قتلى او جرحى في هجوم، الا ان إدارة بايدن لم ترسم خطا أحمر مشابها من اجل الرد وبالتالي فان الرد المحتمل ليس متوقفا على سقوط اصابة امريكية”.

ونقل التقرير عن الباحث مايكل نايتس قوه إنه “كانت هناك زيادة” في الهجمات منذ نيسان/ابريل، مشير الى انها تستهدف على مايبدو توجيه تحذير.

ورجح نايتس ان “الهدف من التصعيد بالهجمات هي المفاوضات المتوقفة حول الاتفاق النووي لعام 2015 واشارات من واشنطن بانها قد تعمد الى زيادة الضغط الاقتصادي على طهران في حال انهارت المفاوضات بالكامل”.

واعرب نايتس عن “اعتقاده ايضا بان الهجمات تستهدف توجيه رسالة الى واشنطن بان الضغوطات الاضافية على طهران ستؤدي هجمات اضافية على القوات الامريكية في العراق وسوريا”.

واوضح نايتس قائلا إن “العديد من الامور هي بمثابة تحذير على شاكلة “نحن قادمون، نحن نستعد، هذا ما يمكننا فعله اذا اردنا. انهم يذكروننا بان بامكانهم قتلنا”، مضيفا انهم “يسخنون قدراتهم، ويظهرون لنا ان يسخنون”.

كما نقل التقرير عن بعثة ايران لدى الامم المتحدة تأكيدها أنه “ليس لايران دور في الحوادث الجارية في العراق او سوريا، وان هذه الاحداث لا علاقة لها بالاتفاق النووي للعام 2015، مضيفا ان الولايات المتحدة “يجب ان تفي بالتزاماتها” بموجب الاتفاق النووي”.

ونقل التقرير عن ثلاثة مسؤولين دفاعيين امريكيين ومسؤولين في الادارة قولهم إن “ايران كانت وراء الهجوم في اكتوبر / تشرين الاول 2021 من خلال وكلائها، عندما هاجمت خمس طائرات مسيرة انتحارية محملة بالمتفجرات القوة الامريكية في التنف في جنوبي سوريا، مضيف ان هجوم لم يتسبب بسقوط قتلى امريكيين لكن العديد من المباني تضررت كثيرا”.

ولفت المسؤولون الامريكيون الى ان “ايران شنت هذا الهجوم ردا على غارة اسرائيلية على شحنة صواريخ متطورة في سوريا تسببت في مقتل واصابة إيرانيين. وبينما تمكن الجيش الامريكي من اخلاء غالبية الجنود الـ200 الموجودين من القاعدة، وهو ربما كان السبب الوحيد لعدم وقوع قتلى وجرحى بين الجنود”.

واشار التقرير الى إنه “بعد هجوم التنف، وجهت الولايات المتحدة رسالة عبر القنوات الدبلوماسية الى ايران تحذرها فيها من مغبة توجيه ضربة مجدداً”.

وبحسب مسؤول عسكري امريكي كبير، فانه منذ ذلك الحين، تعرضت القوات الامريكية للهجوم في 29 حادثة على الاقل.

وبرغم ان التقرير لفت الى ان ادارة بايدن نفذت غارات جوية في سوريا في شباط/فبراير العام 2021 ردا على هجمات صاروخية، ونفذت ايضا ضربات على اهداف تابعة للميليشيات العراقية في حزيران/ يونيو 2021 ردا على هجمات بطائرات مسيرة، الا انها لم ترد على اي هجوم لوكلاء ايران منذ حادثة التنف.

وذكر ان ادارة بايدن لم تر أي مؤشر على ان الحرس الثوري الإيراني قد اتخذ قرارا بتصعيد الهجمات ضد الولايات المتحدة في العراق او سوريا، الا أن المسؤولين يحذرون من ان هذا الوضع قد يتغير، وان حدوث تصعيد كبير ضد الولايات المتحدة، قد يغلق الباب امام اتفاق نووي جديد.

وتحدث التقرير عن هجوم صاروخي محتمل من طراز “اس ايه-6” ارض جو استهدف طائرتين امريكيتين في دير الزور، لم يتم الكشف عن تفاصيله.

ونقل عن مسؤول عسكري امريكي الوضع بين الولايات المتحدة وايران بأنه على “سلم التصعيد”، مذكرا باغتيال قائد كبير لفيلق القدس في طهران، واستيلاء ايران على ناقلتي نفط يونانيتين، والمناورات العسكرية الاسرائيلية الاخيرة والتي تحاكي تنفيذ هجمات على ايران.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here