قبيل صباح العيد

لا يسعني أيّها المعذّبون في الأرض .. إلاّ أنْ أقدّم لكم .. مقال آلعصر الذي كتبته بعد تركي لمسقط رأسي ..
و أترك التفسير و التأمل فيه لكم ..
و عذارا فقد جفّ القلم .. و كأني بتُّ على إستعدادا للسفر الأبدي ..
قُبَيّلَ آلعيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد الذي لا أدري كيف مرّ .. و أي عيد؟
ناس تبحث عن لباس مناسب أو مكان آمن أو مأدبة دسمة لأحياء إحتفال للأجساد .. و أنا أبحث عن مكان أنسى فيه كلّ آلذّكريات التي عشتها على هذه الأرض المسحورة المجنونة المغلوبة و المقهورة المندثرة .. لعلي أكون نسياً منسياً:
لكن .. أين أجد ذلك المكان .. ليُمكنني بعد التحرّر نسيان كلّ شيئ!؟
وهل حقّاً هناك أرض .. يُمكن أن تنسيني .. و تُمحي ذاكرتي .. حتى ذكريات الطفولة رغم غطاء البراءة عليها, و إن كانت أبرء و أطهر و أزكى ذكريات آلعمر رغم آلامها و جفاء المقربين فيها؟
لقد عرفت و أحببت آلناس لدرجة نذرت نفسي لهم حتى كرامتي لرضا الله ..
و طالما قلت بشوق:
ما لي أراكَ على كلّ وجهٍ ..
كأنّك في آلأرض كلّ البشر .
كأنّك دربٌ بلا إنتهاءِ ..
و أنا خُلقتُ لهذا آلسّفر ..
سفرٌ .. بل أسفارٌ لكن ليس ككلّ الأسفار .. إنها المحطات السبعة الكونية التي لا يخوضها إلا رجال الله .. و ما أقلّهم و أندرهم في الأزمان و آلأمصار .. خصوصا في هذا الزمن ألرّدئ الذي إنقلبت فيه الموازيين حتى صار آلمُؤمن ألمُتقي كافراً يجب قتله أو تجويعه و تغريبه!
و صار الفاسد آلسّارق مقداماً يجب إطاعتهُ و تمجيده!
و كم جهدّتُ لأعرف خليلاً يمكنني رمي أثقالي بحظنه .. ليشاركني مشقّة السفر … و ما وجدّت .. فآلعالم بسبب المسخ و لقمة الحرام المغطاة بكل قوانين “الشرع” قد دمّرت القلوب .. و هل يكون غير هذا حين لا تجد مسافراً معك في عوالم الوجود التي تشكو خالقها من شدّة الجفاء .. حتى النهر و قطرات الندى و رحيق الأزهار و نسمات الهوى .. و أشفقت على نفسي بآلقول:
ما مقامي بأرض نخـــلة إلّا ..
كمقام المسيح بين اليهود ..
أنا في أمّة تداركها العذاب ..
غريب كــصالح في ثمـــود ..
نعم .. حتى في مدينتي المنزوية عن الزمان و المكان و التأريخ و الجغرافيا و العلم .. فحين دخلتها .. و وقفت على أبواب ذلك الدار الذي ولدت فيه قبل 70 عاماً و عشت طفولتي البريئة فيها لسنوات و ترعرت في أزقتها – بدرة القديمة – ثمّ غادرتها صبيّاً بسبب الظلم .. و بعد ما هرمت .. رجعت لذكرياتها من أقاصي الأرض من القطب الشمالي .. أ تأمّل بقايا جدرانها و أبوابها و أطلالها التي تحوي ذكريات مريرية و قليل منها مفرحة .. مدفونة في الروح .. و قلت:
يا طارق الباب رفقاً حين تطرقه
فإنه لم يعد في الدار أصحاب
تفرّقوا في دروب الأرض و إنتثروا ..
كأنّه لم يكن إنس و أحباب ..
إرحم يديّك فما في الدار من أحد ..
لا ترج ردّاً فأهل الودّ قد رحلوا ..
و لترحموا الدّار لا توقظ مواجعها ..
للدور روح كما للناس أرواح ..
و لم ينتهي الأمر عند ذاك الحدّ .. ل أجبتُ نفسي بلا إختيار:
لا تسأل الدار عن من كان يسكنها ..
ألباب يخبر أن القوم قد رحلوا ..
ما أبلغ الصمت لما جئت أسأله ..
صمت يعاتب من خانوا و من رحلوا ..
و هكذا إستقرت الأوضاع مع تلك المدن الخالية و الوطن الجريح ..
لقد خُلي العالم من الطيبيين الذين يحملون قلباً غير مُدنّس في وجودهم؛
لهذا لم يَعُدْ ألناس .. يَحسّون .. ناهيك عن – يعلمون – بوجود من يستحق التصديق بصدقه و تفاصيل رسالته آلكونية .. و هكذا كانوا حتى في زمن عليّ الأعلى و قبله و للآن ..
فرفضك آلكُلّ في قرار خطير .. و من أوّل وهلة .. خصوصا أؤلئك الذين يصادقك .. بآللسان فقط ..
كُن على يقين .. بأنّ في وجود كلّ إنسان تعرفه؛ إنسانٌ لا تعرفه .. حقيقةٌ أثبتها في هامش فلسفتيّ آلكونيّة!
لهذا لا بدّ من وضع تلسكوب يظهر خفايا القلب!
يظهر ما يكنه المقابل و لا يريد البوح به … لأنها تمثل حقيقته الخافية ..
قال صديقي ألذي أُحبّه و ألتقيته بآلرّوح ؛ و لم ألقاه مرّة .. فآللقاء الرّوحيّ هو الفكريّ .. هو العمق الأنساني الذي غطاه الذنوب في عصرنا المرّ هذا ..
و هو الأصل و آلأسمى من اللقاء الجسدي لكن الناس لا تعلم!
قال: حبيب آلرّوح .. قولاً آلمني كثيراً:
(في حنجرتي خناق لا ينطق و بين أضلعي لهيب لا يشتكي .. أكاد أختنق بين أنفاسي صامتاً .. و أبْلعُ غصصي و شهقاتي ساكتاً .. إرضاءاً للسياسيين و آلمقربين الذين أمروني بضبط النفس و حتى التوبة ….)!!؟
و ها أنذا أكتبُ بحروفٍ دامية و دموع مداد جريحة .. و انا أعلم أنّ كلّ زفرة من الزفرات التي يقذفها صدري لهي شواظ يلهب القلب .. يُكوي الفؤاد و كلّ غصّة من الغصص .. حشرجة منتفخة في حلقي …
و ماذا بعد؟
و أنا أقرأ شريط ألاخبار أماميّ …
ما لي ارى ذلك الوطن ألذي كان هو الحبيب و آلمأوى للقاء الأحبّة و بناء الحياة؛ فأصبح اليوم مرتعاً للاشجان و الاحزان و الخراب!؟
يا لوعة نفسي … و أحر قلباه ..
فمن حنان نخيلك يا وطني آلجريح صغت قصائدي .. و من عذب مائك كتبتُ مذكراتي .. و من إلهامك أبدّد سحائب حزني .. يا وطني المنهوب ..
حديث المهود في نعوش الموتى ..
و حكايات الأكفان في أقماط الأطفال … و ربّ خطوة يخطوها مواطن بريء .. و لا يعلم أَ إلى عتبة داره يخطوها .. أم الى حافة قبره .. و كلّ ما حوله .. واجم وجوم المعابد و الخلوات .. بانتظار الاتي من الزمن ألرّديء .. ذلك الزّمن الذي أراه لوحدي و لوحدي أبكيه .. و أكتبه على صفحات الزمن ..
أمنع نفسي عن بعض ما اتمناه .. علّني أجد قدرة على فهم أفكار الاخرين ..
و أجهد هذه النفس على سبر أغوار تلك آلأفكار .. بل و ألحَحْت على ذاكرتي بحفظها .. لان كل ما هو ماض .. تاريخ .. و تاريخ الحثالات البعثيه الدّاعشيّه – الأسلامية و القومية و الديمقراطية داخل و خارج مجلس النواب و حتى خارج العراق .. أسودٌ .. كديجور حالك .. نرقب نهايته باطلالة يوم جديد ..
غالبا ما أسطّر كلماتي في بعض الصفحات .. أكتب فيها رائحة يتضوع منها نسيم الأدب و حتى الفلسفة .. الكونية ..
يُسطرها يراع يهدأ تارةً و تارةً ينتفض على قواميس الكلمات و البيانات الصفراء و الأنتقادات اللاذعة من لسان حاسد مكدور مضغوط ..
أبحث عن منفذ .. أحاول منهُ الولوج الى شغاف قلبك أيّها المؤمن العزيز ..
و عذراً إن زاغ قلمي عن جادة التبسيط .. و تسلق قمم الفلسفة الكونية .. و صعاب التعابير الأدبيّه … فبعض مقولاتي تحتاج قواميس العرب و العجم و الغرب كي تُفهم حقيقتها.
قفزت الحيرة سلّم قلب الفيلسوف ألكَونيّ ألوحيد عزيز ألعزيز في هذا الوجود .. ذلك القلب آلمنهك و الجسد المُتهالك .. و هو يتهادى في الشارع الحزين ببلاد بعيدة حتى نهاية القطب الشمالي .. و بطقوس ألانزواء و القهر الانسانيّ .. تُداعب وجهه ريحاً شاردة الذهن أو زخّات مطر أو ثلج آتي في وسط الصيف .. لتتركه وحيداً .. يعانق قدمه رصيف قارعة الطريق .. و تضيق أمامه فسحة الخاطر حينما يتناهى الى سمعه عبر الأخبار إنفجارات صواريخ الحقد اللانساني على الآمنين من العراقيين و الأيرانيين و غيرهم من المظلومين .. لينتفض قلبه من بين ركام الأفكار .. صارخا :
ألرّجال نحن .. ها هنا صامدون .. لا يحدّنا حدود ..
إنّ كلّ جملة في كتاباتكم اخوتي .. أستنطقها و أستنطق كلّ حرف من حروفها .. رغم قساوة بعضها و كأنّها سكاكين داعشيّة تحزّ لوزتي و لهاثي آلجريح المصاحب لمواضيع كتاباتي؛ انما هو مائدة من فكري و قلبي فاقرأوا ما طاب لكم منها و دعوا ما تبقى … فآلخُلود خلود ..
محبتي لك يا فاسم العزيز .. الذي لم يعد الناس يفهم حتى صراخنا .. و نحن نأمل أن يفهم نظراتنا .. لذلك بتنا غرباء!
و هل في الوجود أتعس من أن تكون غريباً, خصوصا إن كنت قد عبرت مرحلة البشرية إلى الأنسانية و ربما وصلت درجة الآدمية؟
[فرق كبير بين مُنتج الفكر و المُتطفّل عليه]
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد.
و في الختام ؛ إليكم بعض المؤلفات التي تدور حول (فلسفة الفلسفة الكونية) مع الدعاء لكم بآلموفقية في طريق الولاية على النهج الكوني العزيزي للتخلص من مكائد حكومات العصر و لضمان سعادة الدارين عبر الرابط التالي:
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B2%D8%B1%D8%AC%D9%8A-pdf?fbclid=IwAR0D1IQvUBf4Fofm2gIl6q5Hdv6phLiYncp-5sZd1yUlbAqp7uho9OS_-a0
Published books for الفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي

noor-book.com •

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here