المختصر المفيد. الإنسان يعرف كيف يعيش بغريزة حب البقاء أو بدونها والعراقي ليس استثناء.

المختصر المفيد.
الإنسان يعرف كيف يعيش بغريزة حب البقاء أو بدونها
والعراقي ليس استثناء.

احمد صادق.

الإنسان لا يحتاج إلى من يرشده وينصحه أن يفعل كذا ولا يفعل كذا من أجل أن يداري زمانه ويتكيف لأحداثه المتقلبة ويعيش حياته بأقل الأضرار تصيبه فيها. الإنسان يعرف كيف يعيش، بادراكه ووعيه أو بالغريزة، يتساوى في هذا الإنسان المثقف، المدرك والواعي الذي يتعامل مع ما حوله من أشياء الحياة التي تخصه وتحفظ وجوده، والإنسان المتعلم الذي يدرك ما حوله من أشياء الحياة التي تخصه وتحفظ وجوده ويتعامل معها على قدر وعيه بها وفهمه لها، والجاهل الذي يدرك ما حوله من أشياء الحياة التي تخصه وتحفظ وجوده ويتعامل معها ولكن دون أن يعيها ولا يفهمها. إنها غريزة حفظ الذات وحمايتها من الأذى حبا بالبقاء في هذه الحياة على هذه الأرض، خاصة عند الإنسان الجاهل. ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل يتعدى ذلك. فربما لا يكون الإنسان المثقف، المدرك والواعي، راغبا في البقاء في هذه الحياة ولا يهمه أن يرحل عنها لفكرة أو عقيدة تشاؤمية يؤمن بها ولكنه لا يحب أن يرحل على يده كأن ينتحر، مثلا، ويعمل على حفظ ذاته من الأذى والضرر فيحاول أن لا يمرض مرضا خطيرا أو أن لا يعتدي عليه احد، أو لا يتعرض لمصيبة كبيرة، أو لا يرتكب فعلا ضد القانون فيرمى به في السجن، أو لا يفتقر، أو لا يفقد عزيزا عليه ….. إلى أن يحين وقت رحيله بسلام…..

…… ما نقصده وما نرمي إليه، هو أن الإنسان ليس بحاجة إلى أحد يرشده أو ينصحة، لا مني ولا منك، كيف يعيش الحياة على هذه الأرض وكيف يتكيف لأي وضع سياسي، اجتماعي، اقتصادي، ويداري أمره في التعامل مع هذه الأوضاع التي تشكل أساس الحياة على الأرض. إنها غريزة حفظ الذات وحمايتها من الأذى حبا بالبقاء في هذه الحياة أو حتى بدون حب البقاء في هذه الحياة …..!

….. والعراقي ليس استثناء من هذه الغريزة الإنسانية سواء كان مثقفا أو متعلما أو جاهلا. إنه يعرف كيف يعيش ويتدبر أمر حياته في ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية كالتي يعيشها اليوم. إنها ظروف لو كانت موجودة في بلد آخر لما أمكن لأي إنسان، ربما، أن يعيش تحت قسوتها …..!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here