بمناسبة مجزرة سبايكر: اصحاب الاخدود في القرآن الكريم (الحلقة الثالثة)

بمناسبة مجزرة سبايكر: اصحاب الاخدود في القرآن الكريم (الحلقة الثالثة)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في الموسوعة الحرة ويكبيديا: وقد بلغ عدد ضحايا مجزرة قاعدة سبايكر حسب وزارة الصحة العراقية حوالي (1907) وتحتل محافظة ذي قار وبابل المركز الأول وحسب الترتيب التالي: 1 محافظة ذي قار 383، 2 محافظة بابل 382، 3 محافظة بغداد 292، 4 محافظة الديوانية 252، 5 محافظة كربلاء 132، 6 محافظة ديالى 119، 7 محافظة النجف 99، 8 محافظة المثنى 86، 9 محافظة واسط 80، 10 محافظة صلاح الدين 26، 11 محافظة كركوك 17، 12 محافظة ميسان 16، 13 محافظة البصرة 10، 14 محافظة اربيل 7، 15 محافظة الأنبار 2.

جاء في القرط على الكامل لابن سعد: قال الشاعر يمدح قومًا، ليس إيمانهم بعيب، فلماذا يحرقون “وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (البروج 8 – 9)، وحده لا شريك له يتصرف فيهما، “وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ” (البروج 9) مطلع على كل شيء، يرى الكفار وماذا يفعلون، ويرى المؤمنين كيف يحرقون، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ” (البروج 10) فتنوهم عذبوهم أحرقوهم.

من عبر قصة أصحاب الاخدود ان الله قادر ان ينصر المؤمنين قبل رميهم في المقابر الجمعية ولكن المؤمن هو المبتلى وكلما زاد الانسان ايمانا كلما زاد البلاء كما قال الله عز وعلا “ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ” (محمد 4).

وعن ضحايا اصحاب الاخدود: في صحيح مسلم عن صهيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلى غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه، فكان في طريقه إذا سلك، راهب، فقعد إليه وسمع كلامه، فأعجبه، فكان إذا أتى الساحر م بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي. وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة، حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس. فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب: أي بني، أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلي، فإن ابتليت فلا تدل علي. وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء.

جاء في شبكة النبأ المعلوماتية عن الكاتب عبد الامير رويح: بعض المراقبين يرى أن جريمة سبايكر لا يمكن ان تحدث بمحض الصدفة وبدون وجود مافيا وأيادي خفية عمدت الى تقديم هذا العدد الكبير من الأبرياء لقتلهم، فسبايكر وكما يقول بعض الخبراء تعتبر أهم قاعدة للسلاح الجوي، ولذلك فهي تحظى بتحصينات امنية يصعب اختراقها سواء على صعيد التحصينات التي تقع داخل القاعدة من بناء وموانع تعد من متاريسها الدفاعية في مواجهة الهجمات المحتملة او التي تقع خارج القاعدة بتوفير افواج حماية مهامها الاساسية الحفاظ على القاعدة من اي خطر يهددها نظرا لأهمية القاعدة، ولذلك فانه وفي اطار وجود مثل هذه التحصينات الدفاعية لا يمكن اختراق القاعدة بل انه يستحيل اختراقها مالم توجد خيانة كبرى. وهو ما أكده بعض السياسيين والقادة العسكريين الذين لمحوا إلى أن الجريمة النكراء التي حدثت في قاعدة سبايكر ما كان لها أن تحدث لولا وجود تواطؤ وخيانة. وقال مسؤول كبير (لماذا لم يكن من ضمن الشهداء المعدومين من القيادات وكبار الضباط الذين كانوا متواجدين في المعسكر). قال أحد الناجين: دخل رجال القبائل القاعدة لاصطحاب المجندين وكان أغلبهم يخشى المغادرة. القبائل طمأنتنا بأننا تحت حمايتها وأننا ذاهبون إلى سامراء. اصطف المجندون في طابور طويل خارج القاعدة. وساروا على الطريق السريع إلى تكريت. ولكنهم ادركوا الخدعة حين وصلوا للجامعة في تكريت وصدرت إليهم الأوامر بأن يرقدوا ووجوههم إلى الأرض ووضعت القيود في أيديهم. وكل من تحرك أو رفع رأسه أطلقت عليه النار. وكان الاطفال يتجمعون قرب الصف الطويل من الرجال والسيارات تقف للفرجة في حين هلل البعض الآخر عند رؤية الجنود المحتجزين. وقبض السكان المحليون على الجنود الذين حاولوا الاختباء في المنطقة. وجرى تسليم الجنود لمقاتلي التنظيم الذين قادوهم لمسافة 20 ميلا إلى ساحة قصر صدام حسين القديم حيث وضعت عصابات على أعينهم واعدموا. كان هناك أكثر من 800 شخص في قاعة كبيرة بلا ماء أو طعام. كانوا يسكبون الماء فوقنا ويضحكون حين نفتح افواهنا لالتقاط قطرات الماء. وقام المسلحون بتقسيم المحتجزين لمجموعات تضم كل منها عشرة جنود وكان المحققون يسألون كل منهم عن رتبته واسم وحدته. ويقيدون كل شخص يقتادونه ويضعون عصابة على عينيه ثم يعطوه شربة ماء. ثم سمعنا طلقات الرصاص. وحين جاء دوري تحدثت بلهجة بدوية. وحين سألت عن مسقط رأسي ادعيت اني انتمي لقبيلة شمر الكبيرة وقلت انني من بلدة بيجي وهي بلدة سنية في الشمال.حينئذ اخرجت من الصف بينما اصطحب اخي واقاربي للخارج حيث تجري عمليات الاعدام. وقيدوني ووضعوا العصابة على عيني وسمحوا لي بالجلوس. وعند الفجر توقفت طلقات الرصاص ولم يتبق في المكان الذي كان يكتظ بالمئات سوى عشرين شخصا. وبدا رجل التحقيق معي والاخرين للتأكد من انهم سنة بالفعل. وادعيت ان اسمي بندر لإخفاء حقيقة اني شيعي. وبعد استجواب سريع قتل كل من اعتقد المحققون انه كاذب وتقلص عدد الأحياء إلى 11. وبعد عدة أيام اصاب صاروخ القصر وسقطت الثريا في غرفة الاحتجاز وحاول رجلان الفرار. تمكنت من ارخاء قيودي وشاهدت مقتلهما من النافذة فأعدت أحكام القيد على يديي من جديد. وفي اليوم العاشر من الأسر قال مسلح انه سيجري إطلاق سراحنا. وقال لي احد الحراس (انت ايها البدوي قل لأهلك اننا لا نؤذي السنة ونحن نعطيكم غذاء جيدا وماء وكل ما تحتاجونه. ونقلت سيارة المجموعة المؤلفة من 11 شخصا وانا من ضمنهم لنقطة تفتيش قريبة ليذهب كل واحد إلى اهله.

قال الله عز وعلا ” وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ” (البروج 8) يتميز أصحاب المقابر الجماعية بروح الانتقام للمخالفين لرأيهم او عقيدتهم وهذا ديدنهم منذ خلق آدم عليه السلام الى قيام الساعة، والمؤمنون الأبرياء هم عادة اهل المقابر الجماعية الذي يريد الأشرار الانتقام منهم.

قال الله سبحانه “وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ” (البروج 3) ورد ان الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم القيامة، والواو هي واو القسم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here