قراءة في مضامين وسياقات نشرة أخبار قناة الرابعة الفضائية

حامد شهاب

من خلال متابعتي لساعة واحدة فقط ، من أخبار نشرة قناة الرابعة الفضائية، ليوم الثلاثاء 14 حزيران 2022، وكانت متابعتي لها لأول مرة، إذ لم أكن أعرف بقية النشرات والبرامج الأخرى الإخبارية الخاصة بالقناة من قبل، فقد تكونت لدي مجموعة من الملاحظات المهمة ، عن طبيعة تلك النشرة الإخبارية وسياقاتها وطريقة عرض مضامينها، وكثير منها إيجابية ، أدرجها على الشكل التالي.

1. كانت طبيعة الأخبار السياسية لنشرة الرابعة عصرا تواكب الحدث الأهم ، (الخبر مع الصورة) واهتمت بتغطية ما تركه إنسحاب نواب الكتلة الصدرية وانعكاسات هذا الحدث وتفاعلاته في العراق، وكانت التغطية والربط الاخباري ووحدة المضمون متقنة وشاملة ووافية ، في أنها إستطاعت تغطية الحدث بموضوعية وأعطته حقه من الإهتمام.

2. ما لفت انتباهي وهو الأهم أن هناك (سيجي) لكل خبر مهم مكون من ( 10 – 15) كلمة ، يوضح طبيعة مضمون الخبر، وتعرض تلك (السيجيات) بعناوين مؤطرة ، بإطار وبحرف بارز وواضح للمشاهد ، بالتناوب بين ما تم اختياره منها ، خلال فترة عرض الأخبار، وهي صيغة مشوقة لم ألحظها في أية قناة إخبارية أخرى ، وهي تجعل المشاهد ملما بتفاصيل الأخبار ومضامينها المهمة للنشرة ، وتعد (التفاتة ذكية) من محرريها ومن القائمين على القناة ، كونها (طريقة مبتكرة ) تحسب للقناة ، وهي تبشر بقدرة إيجابية على إيصال مضامين الاخبار ، وترغم المشاهد على متابعة أخبارها .

3. عدد الاخبار السياسية يكون مابين 10 – 15 خبرا ، غطت ما مساحته من 15 _ 20 دقيقة من مجموع أخبار النشرة ، وهي حالة مقبولة.

4. تخللت النشرة ساعات حوارية عن أحداث الساعة ( دي تي أل) ، أي مباشر (صورة وصوت) ، و (فونو) عن طريق الهاتف ، كانت من جهود محرري النشرة ، وغطت أحداث الساعة بطريقة مرضية.

5. جرى توزيع أخبار النشرة كالاتي : سياسية ، منوعة ، تقارير ، منوعة ، تقارير المراسلين، أخبار أمنية في نهاية النشرة بحدود 4 – 5 أخبار.

6. كانت مذيعة النشرة (شمس رشيد) على درجة عالية من الإحتراف في تقديم أخبارها وحواراتها ، وهي متمكنة وذات تجربة ناجحة في قناة الرشيد وقنوات أخرى سبقتها، وكانت إدارتها لساعة إخبارية إلا عشر دقائق ، ناجحة بكل المقاييس، ما يشكل مكسبا للقناة ، أن وضعت خيرة المذيعات ضمن كادرها.

7. لا أعرف إن كان توقيت نشرة الساعة الرابعة مقبولا ، كونه يتزامن مع قيلولة الظهر والعصر لدى كثير من الناس أن تحظى بإهتمامهم ، وتلك الفترة، كما هو معروف لدى أغلب العراقيين مخصصة للنوم، وقد يكون أنه جرى تخصيصها كونها مختلفة عن أوقات بث نشرات القنوات الأخرى لكي تحظى بالمتابعة ، لكنني شخصيا تابعتها بتفاصيلها لكي أؤشر عنها الملاحظات المهمة لنشرة إخبارية كانت تغطيتها جيدة جدا على العموم.

8. هناك ملاحظة تخص معظم قنواتنا الفضائية ، وهي أن تكون النشرة الاخبارية (ساعة كاملة) الا عشر دقائق تقريبا، وهي ساعة مرهقة لمحرري الاخبار ولسكرتير التحرير فعلا ، لايدرك متابعتها الحقيقية إلا من يربط النشرة ويرتب أخبارها ، وتحتاج الساعة الاخبارية الى ما يقرب من 15 خبرا سياسيا مهما واخبارا اخرى منوعة بالعدد نفسه، وتقارير بحدود الاربعة الى خمسة تقارير، في حين أن زمن النشرة الاخبارية الأكثر مقبولية لا يتجاوز من وجهة نظري النصف ساعة، حتى لايتعب المحررون والمشاهد نفسه والمذيع من كثرة أخبارها، ولأن (التغطية الاخبارية) لساعة كاملة مرهق حقا ، وليس له ما يبرره في أغلب القنوات التي تعد نفسها ليست اخبارية أو ليست متخصصة في هذا المجال.

9. كان اختيار أخبار السبتايتل ، أسفل الشاشة، جيدا ، وتم توزيعه كالآتي : أخبار سياسية، أمنية منوعة، دولية ، اقتصادية، رياضية ، عامة.. وأرى أن عدد أخبار السبتايتل كثيرة يفضل إختصار عددها والتركيز على المهم ، ولا يخصص للاخبار الدولية كل هذا الحيز، كون المشاهد يهتم بأخبار بلده، وهو سياق عالمي، فهناك من القنوات العالمية الشهيرة من لا تدخل أي خبر دولي خارج اهتمامها ضمن نشراتها الاخبارية.

10. لدي ملاحظة عن توزيع أخبار النشرة يكون كالاتي :سياسية، أمنية، تقارير، أخبار منوعة، لا أن توضع الأخبار الأمنية في نهاية النشرة، لكون الأحداث الأمنية كما يفترض تنال أهمية أكثر في مقدمة أخبار النشرة ضمن بقية الفضائيات، إن كانت هناك أخبار أمنية تستحق إدراجها فعلا.

11. يلاحظ إهتمام النشرة بجهدها الاخباري الخاص بها، وهي تغطي معظم حواراتها خلال بث نشرتها الإخبارية ، من خلال انتقاء دقائق من تلك الحوارات بين ثنايا اخبارها، لكي يظهر جهدها الاخباري واضح ومؤشر، ويبدو أن هناك موقعا خاصا للنشرة أشبه بوكالة اخبارية مصغرة الحظ ظهوره ايضا ضمن (موسوعة الاخبار) التي تصدر عن قناة دجلة الفضائية ، وهي أفضل وكالة اخبارية ، وتم انتقاء اخبار من وكالة قناة الرابعة، ضمن (موسوعة الأخبار).

12. توزيع أخبار النشرة في السبتايتل يختلف عن توزيعها في النشرة الإخبارية (سياسية، أمنية، إقتصادية، رياضية، منوعة) وارى تقديم أخبار (الاقتصاد العراقية) على الاخبار الدولية العامة، كون ( الاخبار الدولية) تأتي في آخر مراتب الاهتمام.

13. حسنا كان إختيار تسمية القناة بـ (الرابعة) أي السلطة الرابعة ، ورقم (4) الذي يوائم آخر كلمة وهي التاء القصيرة في كل إخبار السبتايتل الأخباري، وفي اللوغو وفي التعبير عن شخصيتها لدى مشاهديها.

14. ملاحظاتي كانت تقتصر على مشاهدتي لأخبار القناة لساعة واحدة فقط ، وهي نشرة أخبار الرابعة عصرا، ليوم الثلاثاء 14 حزيران 2022، ولا أعرف بقية نشرات القناة ولا برامجها الأخرى أو حواراتها ، كوني متخصصا في النشرات الإخبارية ومتابعة مضامينها.

15. وعلى العموم فإن تقييمي لأخبار نشرة قناة الرابعة جيد جدا ، لكن أكرر ما لفت إهتمامي هو عرض (سيجي العناوين المهمة للاخبار) خلال فترات بث النشرة الاخبارية ، وهي مبادرة تستحق التقدير، كما أن سيجي عناوين بعض الاخبار والتقارير وذكر أسماء وشخوص الحدث مهم جدا لدى المشاهد.

16. هناك ملاحظة عامة تشترك فيها كل الفضائيات غير الاخبارية ، ينبغي أخذها في الاهتمام ، وهي أنه كلما طالت فترة النشرة فإن الضجر والملل يظهر للعيان لدى المشاهد وحتى المذيع ، ولهذا فأن إختصار فتراتها الى نصف ساعة أفضل من بقائها لساعة كاملة، يضطر المحرر وسكرتير التحرير الى حشر المزيد من الاخبار لتغطية فترة بث النشرة الطويل، ويضطر لأن يظهر فيها الغث والسمين والمكرر من نشرات سابقة، لكي يكون بمقدور المحرر وسكرتارية التحرير تغطية وقت بث النشرة لساعة تقريبا.

17. أبارك لقناة الرابعة ولمديرها الذي هو إعلامي متمرس وللقائمين عليها وعلى إدارتها ( الزميل جاسم موحان وولده الاعلامي المحترف في الحوارات التلفزيونية غزوان جاسم ) هذا الجهد الاخباري الذي يتوافق مع أغلب نشرات القنوات الفضائية العراقية، وهي مرغمة على إتباعه ، لكون النشرة لابد وأن تقترب من الساعة، وهو سياق درجت عليه أغلب قنواتنا الفضائية كما أشرنا ، لكنه ليس بالضرورة أن تقترب النشرة الاخبارية من ساعة كاملة، حتى لا تسبب مللا لدى المشاهدين وطاقم إعداد النشرة الذي يعاني من إرهاق كبير في ربط اخبار النشرة كما أن المذيع يبدأ يشعر بالإرهاق ويكون واضحا عليه.

هذه ملاحظات عامة عرضناها، بشأن مضامين إحدى نشرات أخبار قناة الرابعة الفضائية ولساعة اخبارية واحدة.. مع الأمنيات لجميع العاملين والقائمين عليها بالتوفيق الدائم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here