مجوانرو
أولاً: أنا لا أشكك بشيء قط، فقط أسأل عن الأعمال والأقوال التي أشاهد وأسمع إنها تخالف النصوص المقدسة عند من يزعم إنه يعمل بهذه النصوص بأمانة دون زيادة أو نقصان؟!. إن الذي يخالف ما بين يديه من أوامر ونواهي يعني يخالف الحق؟ ويأتي بشيء مخالف له. كما قال القرآن في سورة البقرة آية 57 عن فريق من بني إسرائيل بأنهم يحرفون الكلم: .. وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه.. . الفريق في اللغة العربية يعني الطائفة من الناس وليس جميع القوم؟.
ثانياً: إن ما أقره المجتمع الدولي،كالمنظمة الدولية عصبة الأمم، ووريثتها الشرعية الأمم المتحدة التي خطت حدود الدول والكيانات السياسية العديدة بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفي مقدمتها حدود الدول العربية والإسلامية. السؤال هنا، لماذا حدود دولهم التي خطها أيادي الـ(كفار) مقدسة ولا يجوز المساس بها، بينما حدود دولة إسرائيل (الكيان الصهيوني) التي خطها ذات الأيادي، أو حدود أية دولة أخرى، أو شعب آخر يعتنق ذات العقيدة الإسلامية ويقرأ من نفس الكتاب، لكن بسبب استصراخه للمسلمين ظلمه الدول الاستعمارية وانتقمت منه شر انتقام عندما قامت بتمزيق وطنه الذي اسمه مقترن باسمه وألحقوه بعدة كيانات.. اصطنعوها بعد انتصارهم في الحربين العالمتين الأولى والثانية؟ وجازوا الكورد على وقفتهم معهم في الأيام الصعاب كما جزت أم عامر(الضبع) مجيرها:
ومن يصنع المعروف في غير أهله يلاقي الذي لاقى مجير أم عامرِ أدام لها حين استجارت بقربه طعاماً وألبان اللقاح الدرائرِ وسمَّنها حتى إذا ما تكاملتْ فَرَتْهُ بأنياب لها وأظافر فقل لذوي المعروفِ هذا جزاء منْ بدا يصنعُ المعرفَ في غير شاكرِ.
أن هذا الشعب الجريح ظلمه الظالمون مسلمون ومسيحيون ولا دينيون حيث لا زالوا يرفضون أن تكون له دولته الوطنية على كامل تراب وطنه أسوة بدول العالم؟؟؟!!!. حقاً عجيب أمر هؤلاء..؟. يريدوها لهم غفور رحيم، ولغيرهم شديد العقاب؟!. على مدى تاريخهم.. يكيلون بمكيالين؟!إن هذا التحيز والكراهية عند هؤلاء القوم يصعب علينا فهمه ومعرفته على حقيقته؟.
ثالثاً: أليست آيات القرآن صريحة وواضحة في هذا المضمار ولا تقبل التأويل واللعب بالكلمات؟. أليس الرأي الفقهي يقول: لا اجتهاد مع النص. والنص كما هو معروف في معاجم اللغة لا يحتمل إلا معنى واحد لا غير، ولا يحتمل التأويل. بهذا الصدد يقول القرآن في سورة هود آية 1: الر كتاب أُحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير.
رابعاً: ألم يقل القرآن في سورة المائدة آية 44: .. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون. يا ترى ما الذي أنزله الله؟ أليس هو القرآن؟ أليس هذا يعني يجب على المجتهد والحاكم الإسلامي أو المسلم أن يلتزم بكل ما جاء بين دفتي هذا الكتاب المقدس الفرقان الذي يفرق بين الحق والباطل تبارك. يقول القرآن في سورة الفرقان آية 1: الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. طيب، أن هذا القرآن – الفرقان الذي هو كلام الله، لكي أكون دقيقاً كما يقول المسلمون – قد يكون هناك من لا يقبل بهذا- بأنه كلام الله ويأمرهم الله التقييد بأوامره ونواهيه، أي العمل بحلاله، والابتعاد عن حرامه، أي نهيه عن فعل الحرام، ومن يخالف آياته مصيره معروف في العقيدة الإسلامية الخلود في الجهنم وبئس المصير.
خامساً: قبل الولوج في هذه الجزئية أود أن أقول أنا قومي كوردي وديمقراطي ومن مناصري الحق أينما كان ولمن كان من أي عرق ولون دون استثناء. إليك عزيزي القارئ، الآيات القرآنية التي تمجد اليهود وتضعهم فوق أمم الأرض قاطبة. لكننا نرى ونسمع من العديد من الدول الإسلامية والمسلمة خلاف ما يقوله القرآن عن هؤلاء اليهود- العبرانيين؟!. باستثناء الدول التالية التي اعترفت مؤخراً بدولة إسرائيل وهي كل من: مصر، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، السودان، المغرب.أضف لهذه الدول هناك دول عربية ومسلمة تتعامل مع الدولة العبرية سراً وتلعنها وتتوعدها علناً!!!. يقول القرآن في سورة النساء آية 145: إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً. بينما يقول القرآن في سورة الأعراف آية 159 عن اليهود أو عن فريق منهم: ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون. يقول شيخ المفسرين محمد بن جرير الطبري: أي يستقيمون عليه ويعملون، أي وبالحق يعطون ويأخذون، وينصفون من أنفسهم فلا يجورون. ويذكر القرآن في سورة الأعراف آية 161 قوم موسى – اليهود-: وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم.. .إن جميع المفسرين يقولون أن هذه القرية هي بيت المقدس الذي منحهم الله إياه؟. إن القرآن في سورة المائدة آية 21 أيضاً يقول: يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم.. . إن العلامة المفسر الرازي يقول: فقال عكرمة والسدي وابن زيد أن هذه الأرض هي أريحا – إنها أقدم مدينة ذكرت في التوراة اليهودية-. فقال الكلبي: هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن، وقيل الطور – الطور هو الجبل الذي كلم الله النبي موسى عليه-. يقول المفسر القرطبي: يقول قتادة: هي الشام. مجاهد يقول: الطور وما حوله. ابن عباس والسدي وابن زيد :هي أريحا. قال الزجاج: دمشق وفلسطين وبعض الأردن. وقول قتادة: يجمع هذا كله. ويقول المفسرون المسلمون عن “التي كتب الله لكم” أي: فرض دخولها عليكم ووعدكم دخولها وسكناها لكم. طبعاً هذا ما يقوله مفسرون الشيعة أيضاً كالطبرسي وغيره. يقول المفسرون عن كلمة المقدسة أي المطهرة، طهرت من الشرك وجعلت مكاناً وقراراً للأنبياء والمؤمنين.
يتبع..
15 06 2022
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط