كذبة التصعيد والوعيد بين اسرائيل وايران ولاتنسى اسرائيل افضال ايران عليها تاريخيا ومصيريا

د.كرار حيدر الموسوي

نظام الولي الفقيه، إذا كان لا يُعادي إسرائيل إلا من وجهة نظر يوم القيامة، فإنه لا يقدر على المواجهة أصلا. نظامه الدفاعي كله قائم على الصواريخ والميليشيات.

المواجهات غير المباشرة بين إيران وإسرائيل، لا تُخفي حقيقة أن الطرفين لا يريدان مواجهة مباشرة. ليس لأنها تنطوي على تكاليف، بل لأن المواجهة المباشرة يُفترض أن تنتهي إلى غالب ومغلوب، وهذا ما لا يريده أي منهما.

وهناك سبب لذلك، هو أن “المبيعات الجانبية” الراهنة لـ”نظرية العداء” بينهما سوف تسقط ليحلّ محلها السعي إلى إزالة الآخر.

توجّه الطائرات الإسرائيلية ضربات كل يوم تقريبا إلى الميليشيات التابعة لإيران في سوريا. والدافع الرئيسي لذلك هو أن إسرائيل لا تريد جبهة ميليشياوية جديدة توسع الجبهة مع حزب الله في لبنان. وسواء بقي الرئيس بشار الأسد، وهو مفيد، أم رحل، فإن إسرائيل تريد أن تبقى لاعبا مؤثرا في المعادلة السورية، على الأقل لأنها تريد أن تحافظ على احتلالها لمرتفعات الجولان، وتكريس ضمّها، إن لم يكن بالتراضي، فبحكم الأمر الواقع.

وإسرائيل كلها أمرٌ واقع. وهي لم تبن، على امتداد ثلاثة أرباع القرن، إلا عليه، إنها وجود من طابق واحد قائمٍ على الفرض والقوة. ونظرية العداء مع إيران توفر لها الآن الفرصة لكي تبني فوقه طابقا آخر.

تريد إسرائيل أيضا أن تجعل من مواجهة “التهديد الإيراني” مدخلا للانتساب إلى المنطقة. والدليل الوحيد المتاح لهذا المدخل حتى الآن، هو تلك الضربات الجوية لميليشيات إيران في سوريا، وأعمال التحرّش الطفيفة الأخرى، ومنها اغتيالات العلماء داخل إيران. وهذا كله لكي يُبقي أوار “العداء” قائما.

أما الانتساب إلى المنطقة نفسه، فهو هدف يقصد تحويل “الأمر الواقع” الإسرائيلي إلى شراكة في مواجهة “عدو واحد”. فهو يعزز مكانتها في المنطقة ويجعل من قبولها مبرّرا، ويمنحها دورا. وهذه “مبيعات جانبية” ثمينة.

ومثلما أن بناء كيان من طابق استراتيجي واحد استغرق ثلاثة أرباع قرن، فإن المنافع المنتظرة من بناء الطابق الثاني للوجود قد يستغرق مقدارا مساويا من الزمن.

والشراكات لا تُبنى على عجل. ولا تُؤتى ثمارها على عجل. وهو ما يعني أن الذين يريدون من إسرائيل أن تكون شريكا فعليا في حرب مع إيران سوف يضطرون إلى أن ينتظروا طويلا.

الإيرانيون الذين يتمددون في المنطقة انطلاقا من مشروع أيديولوجي، يهمّهم تماما، أن يبقى “العداء” قائما لتغذية دوافعهم الأيديولوجية. فمن دون مواجهة إسرائيل و”السعي إلى إزالتها من الوجود”، يسقط ما لا يقل عن نصف ذلك المشروع، ويتعرّى كمشروع طائفي ذي بُعد واحد، يستعدي المسلمين الآخرين فقط.

إيران تحتاج إسرائيل أكثر مما تحتاج إلى النفط، برغم أنه موردها الوحيد. لأنها قد تجد سبيلا للعيش من دون تصدير النفط، إلا أنها لن تجد سبيلا لتصدير الثورة من دون “العداء” مع إسرائيل. ليس في هذه المنطقة على الأقل، حيث شكل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ركنا ثابتا من أركان الضمير.

إيران تحتاج إسرائيل أكثر مما تحتاج إلى النفط لأنها قد تجد سبيلا للعيش من دون تصدير النفط، إلا أنها لن تجد سبيلا لتصدير الثورة من دون “العداء” مع إسرائيل

وعلى امتداد كل سنوات الحصار، فقد جربت إيران أن تعيش بلا نفط، ولكنها لم تستطع العيش من دون تسخين الكلام عن المواجهة المحتملة مع إسرائيل.

من لا يعرفون الثقافة الصفوية، أو منهاجها النظري في الحديث عن “إزالة إسرائيل من الوجود”، يُغشي الكلام على أبصارهم فيظنون أن الأمر حقيقيا، وأنه يحمل طابعا طارئا وعاجلا.

الحقيقة هي أنه مجرد “تسخين” لطبخة حصى، مؤجلٌّ أُكلها، إلى ما قبل يومٍ أو يومين من يوم القيامة.

إنها عداوة ذات طابع قدري أولا. وحسمها لن يأتي إلا عندما يأتي “المهدي المنتظر”. وهو ما يعني أن على الذين يصدقون وعود إيران بخوض معركة مباشرة مع إسرائيل، عليهم أن ينتظروا هم أيضا ذلك المهدي المنتظر.

نحن، إذن، إزاء “نظرية عداء”، ولسنا إزاء عداء ينطوي على تهديد فعلي.

يستطيع حتى الأعمى أن يلاحظ أنه ما مرّ أسبوع من الثلاثين عاما الماضية كلها، إلا وكان هناك حديث عن ضربة توجهها إسرائيل والولايات المتحدة لإيران، أو أخرى توجهها إيران لإسرائيل. ولا يفعل رئيس الأركان الإسرائيلي الحالي، سوى أن يكرر “النظرية” التي دأب عليها أسلافه. فالرجل “يبيع” ما باعه الذين سبقوه. بينما لا يفعل الولي الفقيه وغلمانه، سوف أن يرفعوا شعارات “الموت لأميركا، والموت لإسرائيل”، لأنهم من دونها ماذا سيفعلون؟

إسرائيل هي “عدة الشغل” لإيران، وإيران هي “عدة الشغل” لإسرائيل. والغاية الوحيدة من التحرشات الجانبية، هي المحافظة على سخونة الطبخة، وذلك حتى يُصبح الحصى جاهزا للأكل، يوم القيامة، أو قبله بقليل.

المبيعات الجانبية” لنظرية العداء أو المواجهة بين إيران وإسرائيل سوف تتوقف، إذا ما اندلعت حرب فعلا. إسرائيل تعرف ذلك كما تعرفه إيران.

مثل أي حرب سبقها الكثير من التسخين الأيديولوجي، فإنها إما أن تنتهي بغالب ومغلوب، وإما بمعاهدة سلام.

الغالب، أيّا كان، سوف يخسر “مبيعاته الجانبية” كلها، ليضع على الطاولة أهدافا استراتيجية أكثر دواما. و”معاهدة سلام” سوف تفعل الشيء نفسه، بل ربما كانت أكثر ضررا عليه بكثير.

إسرائيل والولايات المتحدة لن توجّها ضربة لإيران إلا في إطار الاستعداد لحرب شاملة. وهذه الحرب لا بد وأن تنتهي بسقوط نظام الولي الفقيه.

وما يحاول بعضنا أن يقوله هو أن ذلك يقدم أفضل الخدمات الاستراتيجية للولايات المتحدة ولإسرائيل ولدول المنطقة في آن معا، كما أنه يُرسي أساسا لعالم جديد حقا، يقوم على التعاون والشراكة والتنمية، ويزيل ثقافة التناحر.

إلا أن القناعة لم تتوفر بَعد للأخذ بهذا الاتجاه. وما يحاوله رؤساء الأركان، هو أن يُعددوا الخطط ليقولوا إنهم “جاهزون”، ولكنهم مضطرون إلى أن يتركوا الأمر للسياسي الذي يجبي عوائد مبيعاته الجانبية من تلك الجاهزية.

نظام الولي الفقيه، في المقابل، إذا كان لا يُعادي إسرائيل إلا من وجهة نظر يوم القيامة، فإنه لا يقدر على المواجهة أصلا. نظامه الدفاعي كله قائم على الصواريخ والميليشيات. وهو يعرف أنه بينما لدى الطرف الآخر صواريخ أكثر دمارا وأكثر عددا، فإن غلمان الولي الفقيه ليسوا سوى كيانات هشة، وقابلة للتفتيت، بمجرد أن تنقطع عنها الموارد.

يقال في العراق “اللطم على الحسين، من أجل القيمة” (و”القيمة” مرق حمص مجروش ولحم). وهو ما يعني أن أولئك الغلمان سوف يكونون من بين أول مَنْ يفر من أرض المعركة.

ولقد حاربت إيران العراق لثمانية أعوام، ولكنها كانت حرب ضعيف لضعيف. ولكنّ حربا ضد الولايات المتحدة وإسرائيل ودول المنطقة الأخرى، لن تطول أكثر من ثمانية أيام.

الولي الفقيه يعرف ذلك. وهو يهدد بالحرب الشاملة، بقصد القول إنه إذا جاءه الموت، فإن الجميع يتعيّن أن يدفعوا الثمن.

وما لم تتوفر قناعات لكي تندلع حرب شاملة، فإن المبيعات الجانبية لـ”نظرية العداء” سوف تظل هي الشغل الشاغل لأمد طويل.

وليس الحديث عن “مواجهة”، هذه المرة، سوى أنه إضافة لأسبوع جديد، ما مرّ مثله على امتداد الثلاثين عاما الماضية، إلا وكان هو الحديث

 

ظن البعض مؤخرا أن الحرب بين إيران وإسرائيل قد تندلع بين لحظة وأخرى بعد أن ادعت إسرائيل أنها أسقطت طائرة استطلاع إيرانية داخل الأجواء الإسرائيلية كانت قادمة من قاعدة إيرانية في سوريا. ومما زاد في تأزم الوضع بين طهران وتل أبيب أن النظام السوري أسقط طائرة إسرائيلية في اليوم نفسه لأول مرة منذ واحد وثلاثين عاما. هذه الأجواء المحمومة جعلت الكثيرين يتوقعون أن تشتعل الحرب بين إيران من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى، لكن السياسة علمتنا أن لا نأخذ أبدا بظاهر الأمور مهما كانت مشتعلة إعلاميا، فالحقيقة لا تجدها في وسائل الإعلام ولا في التصريحات السياسية النارية، بل تجدها على أرض الواقع. وقد أخبرنا الفلاسفة الإغريق أن لا نركز على ما يقوله الساسة، بل على ما يفعلونه على الأرض. ولو نظرنا إلى ما فعلته إسرائيل وإيران على الأرض، نجد أن الطرفين حلف واحد يتقاسم العالم العربي بالمسطرة والقلم.

قالها لي باحث سوري كبير يعيش في أمريكا منذ الأيام الأولى للثورة السورية، وهو مؤيد للنظام بطريقة ذكية، قال: “لا تتفاجؤوا بالتغلغل الإيراني المتزايد في المنطقة عموما وسوريا خصوصا: فهناك اتفاق بين إيران من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى، يسمح لإيران بالتمدد واستعداء العرب للتخفيف من العداء العربي لإسرائيل. بعبارة أخرى هناك اتفاق بين إسرائيل وإيران على تقاسم العداء مع العرب، فبدلا من أن تظل إسرائيل البعبع والعدو الوحيد للعرب في المنطقة، تتقاسم العداء مع إيران، بحيث يخف الضغط على إسرائيل. ولو نظرنا الآن لوجدنا ثمرات هذا الاتفاق على الأرض؛ ألم يصبح غالبية العرب ينظرون إلى إيران على أنها أخطر عليهم من إسرائيل؟ وبالتالي، فإن كل العداء هذا الظاهر بين الصفيوني والصهيوني مجرد ضحك على الذقون. أما الخوف الإسرائيلي من الوجود الإيراني في سوريا ولبنان فقد أصبح نكتة سمجة لم تعد تنطلي على تلاميذ المدارس.

كيف سمحت إسرائيل وأمريكا لذراع عسكري إيراني ضارب أن ينشأ على حدود إسرائيل مباشرة مع لبنان بعد فترة قصيرة جدا من وصول الخميني إلى السلطة، وبالتالي أن يهدد «الصهاينة» من على مرمى حجر؟

تعالوا نشاهد كيف سهّلت أمريكا وإسرائيل لإيران الخمينية أن تتمدد حتى تصل إلى حدود إسرائيل. ألم يرفع الإمام الخميني عند وصوله إلى السلطة في إيران في نهاية سبعينيات القرن الماضي قادما من بلاد الغرب «اللعين»، شعار محاربة الشيطان الأكبر، ألا وهي أمريكا وكل الجهات المتحالفة معها في الشرق الأوسط؟ ألم تكن إسرائيل على رأس قائمة الجهات التي استهدفتها القيادة الإيرانية الجديدة التي استلمت مقاليد الحكم بعد الثورة؟ ألم نسمع وقتها كيف بدأ الإيرانيون الجدد يرفعون شعار تحرير القدس وإغراق الصهاينة بالماء؟

ألم تنتبه إسرائيل وأمريكا لكل تلك التهديدات الإيرانية الصارخة؟ لماذا لم تتخذ واشنطن وتل أبيب كل الاحتياطات، وترصد كل التحركات الإيرانية الجديدة لحظة بلحظة خوفا من حملة الثأر الإيرانية الرهيبة التي أطلقها الخميني ضد الشيطان الأكبر وربيبته إسرائيل؟ على العكس من ذلك، نجد أن التغلغل الإيراني في المنطقة بعد سنوات قلائل على الثورة الإيرانية، فقد وصلت إيران فورا إلى الحدود الإسرائيلية بلمح البصر بعد تهديداتها النارية للإمبريالية والصهيونية.

وفي بداية الثمانينيات، وبعد ثلاث سنوات أو أقل، ظهر فجأة إلى الوجود «حزب الله اللبناني» كأول طليعة وذراع عسكري لإيران في المنطقة. ولو ظهر ذلك الحزب مثلا في بلد عربي بعيد عن إسرائيل، لبلعنا القصة، لكن الذي حصل أن إيران أسست حزب الله على الحدود مباشرة مع ما تسميه وسائل الإعلام الإيرانية «الكيان الصهيوني»، بعد أن قضت بالتعاون مع النظام السوري على كل الفصائل اللبنانية والفلسطينية والوطنية واليسارية والإسلامية وغيرها في لبنان التي كانت تخوض حرب العصابات ضد إسرائيل. فجأة ظهر حزب الله ليرفع شعار تحرير القدس من على الحدود مع إسرائيل مباشرة، وليس من طهران.

والسؤال هنا بعد تولي الخميني مقاليد الحكم في إيران ورفعه شعارات تقطر عداء لإسرائيل وأمريكا: كيف سمحت إسرائيل وأمريكا لذراع عسكري إيراني ضارب أن ينشأ على حدود إسرائيل مباشرة مع لبنان بعد فترة قصيرة جدا من وصول الخميني إلى السلطة، وبالتالي أن يهدد «الصهاينة» من على مرمى حجر؟

لو كانت إسرائيل تخشى من إيران وميليشياتها الطائفية في سوريا، لما سمحت هي وأمريكا لتلك الميليشيات بدخول سوريا أصلا، ومن سلم العراق لإيران على طبق من ذهب

لو كانت إسرائيل تخشى من إيران وميليشياتها الطائفية في سوريا، لما سمحت هي وأمريكا لتلك الميليشيات بدخول سوريا أصلا، ومن سلم العراق لإيران على طبق من ذهب

بعض الساخرين يتهكم قائلا: يبدو أن أمريكا وإسرائيل اللتين تراقب أقمارهما الاصطناعية دبيب النمل في المنطقة، كانتا نائمتين في تلك اللحظات التي ظهر فيها حزب الله على الحدود مع إسرائيل، أو كانت الكهرباء مقطوعة في إسرائيل، فنشأ الحزب ونما، ودجج نفسه بالسلاح الإيراني والسوري بلمح البصر، وعندما استفاقت أمريكا وإسرائيل وجدتا أن هناك قوة عسكرية إيرانية ضاربة على الحدود الإسرائيلية، فأسقط في أيديهما، وندمتا على الساعة التي أخذتا فيها غفوة، فاستغلتها إيران في إنضاج حزب الله، وجعله سيفا مسلطا على رقبة إسرائيل بين ليلة وضحاها.

وبما أن النظام الإيراني الجديد رفع منذ بداية الثورة شعار القضاء على الصهيونية، فكيف سمحت له إسرائيل وأمريكا أن يتغلغل في سوريا جارة «الصهيونية» المباشرة بهذا الشكل الرهيب، بحيث أصبحت سوريا على مدى عقود بعد الثورة الإيرانية (عدوة الإمبريالية والصهيونية)، أصبحت مربط خيل إيران في المنطقة؟ يبدو أيضا أن الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية أثناء التغلغل الإيراني في سوريا والهيمنة عليها كانت نائمة، ربما بسبب التعب، أو بعد تناول وجبة ثقيلة من الأسماك، فاستغلت إيران الغفوة أيضا، ووصلت إلى حدود «الكيان الصهيوني» لتهدده مباشرة. وها هو الحرس الثوري الإيراني الذي يريد أن يدمر الصهاينة يصول ويجول الآن في سوريا حتى وصل إلى تخوم الجولان، وإسرائيل «المسكينة» غافلة عنه. يا سلام! يا حرام!

لو كانت إسرائيل تخشى من إيران وميليشياتها الطائفية في سوريا، لما سمحت هي وأمريكا لتلك الميليشيات بدخول سوريا أصلا، ومن سلم العراق لإيران على طبق من ذهب، لا يمكن أن يعرقل التغلغل الفارسي في سوريا، ومن يخشى من حزب الله في لبنان، لا يمكن أن يسمح لإيران بإنشاء ألف حزب الله في سوريا.

 

منذ ثلاثين عاما وأميركا وإسرائيل تهددان إيران لكنها تضرب العرب هل تعلم لماذا\\\

الأسباب هي: صحيفة «يديعوت أحرونوت» تقول: أكثرمن 30 مليار دولار حجم الإستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية رغم الإعلان الرسمي عن عداوات متبادلة. وكذلك تقول «يديعوت أحرونوت»: إن 200 شركة إسرائيلية على الأقل تقيم علاقات تجارية مع إيران وأغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة داخل إيران.

تجاوز عدد يهود إيران في إسرائيل 200000 يهودي يتلقون تعليماتهم من مرجعهم في إيران الحاخام الأكبر يديديا شوفط المقرب من حكام إيران خصوصاً جعفري

وهؤلاء لهم نفوذ واسع في التجارة والأعمال والمقاولات العامة والسياسة ونفوذ أكبر في قيادة جيش اليهود .

كنائس اليهود في طهران وحدها تجاوزت 200 معبد يهودي بينما أهل السنة في طهران عددهم 25 مليونا لا يسمح لهم بالصلاة في مساجدهم وليس لهم مسجد في العاصمة طهران والمدن الكبيرة

حلقة الوصل بين إيران وبين حاخامات اليهود داخل إسرائيل وأميركا هو حاخام إيران ويدعى حاخام أوريل داويدي سال.

من بين يهود كندا وبريطانيا وفرنسا يوجد 17000 يهودي إيراني يملكون شركات نفطية كبرى وشركات الأسهم ومنهم أعضاء في مجلس العموم «اللوردات».

تستفيد إيران من يهودها في أميركا عبر اللوبي اليهودي بالضغط على الإدارة الأميركية لمنع ضرب إيران مقابل تعاون مشترك تقدمه إيران لشركات يهودية.

من اليهود الأميركيين في الولايات المتحدة 12,000 يهودي من إيران ويشكلون رأس الحربة في اللوبي اليهودي ومنهم أعضاء كثر في الكونغرس ومجلس الشيوخ.

توجد ليهود إيران إذاعات تبث من داخل إسرائيل ومنها إذاعة «راديس» التي تعتبر إذاعة إيرانية متكاملة كما توجد لديهم إذاعات على نفقة دولة ايران.

في إيران ما يقرب من 30000 يهودي وتعتبر إيران أكبر دولة تضم تجمعات كبيرة لليهود خارج دولة إسرائيل ولم يقطعوا تواصلهم بأقاربهم في إسرائيل.

كبار حاخامات اليهود في إسرائيل هم إيرانيون من أصفهان ولهم نفوذ واسع داخل المؤسسات الدينية والعسكرية ويرتبطون بإيران عبر حاخام معبد أصفهان.

وزيرالدفاع الإسرائيلي «شاؤول موفاز» إيراني من يهود أصفهان وهو من أشد المعارضين داخل الجيش الإسرائيلي لتوجيه ضربات جوية لمفاعلات إيران النووية.

الرئيس الإسرائيلي «موشيه كاتساف» إيراني من يهود أصفهان وتربطه علاقات ودية وحميمية مع نجاد والخامنئي وقادة الحرس الثوري لكونه من يهود إيران.

يحج يهود العالم إلى إيران لأن فيها جثمان «بنيامين» شقيق نبي الله يوسف عليه السلام وفاق حب اليهود الإسرائيليين لإيران أكثر من حبهم لمدينة القدس.

اليهود يقدسون إيران أكثرمن فلسطين لأنها دولة «شوشندخت» الزوجة اليهودية الوفية للملك «يزدجرد» الأول ولها مقام مقدس يحج اليها اليهود من كل العالم.

إيران بالنسبة لليهود هي أرض كورش مخلِّصهم وفيها ضريح «استرومردخاي» المقدس وفيها توفي النبي «دانيال» دفن النبي «حبقوق» وكلهم أنبياء مقدسون عند اليهود.

لماذا إسرائيل لا تقتل حسن نصرالله وطائراتها تحوم فوق بيته في ضاحية بيروت بينما في فلسطين تقتل قادة المقاومة حتى لو كانوا داخل المساجد؟!..

كيف إستطاعت إيران أن تخادع العرب بعداوتها لإسرائيل وشركات إسرائيل لها الأفضلية في الإستثمارات داخل إيران عبر أكثرمن 200 شركة إسرائيلية!!..

وأخيرا هل تعلم أن ثلثي الجيش الإسرائيلي هم من يهود إيران وأكبر المستوطنات يقبع فيها يهود إيران وإيران تعتبرهم مواطنين مهاجرين ؟!

وللعلم إقرأ هذا الحديث العجيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص) : «يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ ألْفاً عَلَيْهِم الطَّيَالِسَةُ». رواه مسلم.

ويمكن تقسيم العلاقات الإيرانية الإسرائيلية إلى أربع مراحل رئيسية:

الفترة بين عامي 1947-1953، والفترة الودية خلال عهد سلالة بهلوي، والفترة المتدهورة منذ الثورة الإيرانية عام 1979 وحتى عام 1990، وأخيرًا العداء الحاصل منذ نهاية حرب الخليج الأولى. في عام 1947، كانت إيران ضمن الدول الثلاث عشرة التي صوتت ضد خطة قرار الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين. بعد ذلك بعامين، صوتت إيران أيضًا ضد قبول إسرائيل في الأمم المتحدة.

ومع ذلك، كانت إيران ثاني دولة ذات غالبية مسلمة تعترف بإسرائيل باعتبارها دولة ذات سيادة بعد تركيا. بعد انقلاب عام 1953، الذي أعاد تعيين محمد رضا بهلوي المؤيد للغرب في السلطة، تحسنت العلاقات بين البلدين بشكل ملحوظ.

بعد ثورة عام 1979، قطعت إيران جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل، ولم تعترف حكومتها الإسلامية بشرعية إسرائيل كدولة. بدأ التحول من السلام الفاتر إلى العداء في أوائل تسعينيات القرن العشرين، بعد وقت قصير من انهيار الاتحاد السوفييتي وهزيمة الجيش العراقي خلال عملية عاصفة الصحراء، التي انتقلت بعدها القوة النسبية في الشرق الأوسط إلى إيران وإسرائيل. تصاعد الصراع في أوائل التسعينيات، حين تبنت حكومة إسحق رابين موقفًا أكثر عدوانية تجاه إيران. احتدم الصراع الخطابي خلال رئاسة محمود أحمدي نجاد، الذي أدلى بتصريحات تحريضية ضد إسرائيل. تشمل العوامل الأخرى التي ساهمت في تصعيد التوترات تطوير إيران التكنولوجيا النووية حسب مبدأ بيغن الإسرائيلي القديم (الذي ينص على سياسية الحرب الوقائية)، والتمويل الإيراني لجماعات مثل حزب الله، والجهاد الإسلامي، وحماس، والتورط المزعوم في هجمات إرهابية مثل هجوم عام 1992 على السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس وتفجير آميا في عام 1994، والدعم الإسرائيلي المزعوم لجماعات مثل مجاهدي خلق إيران أو جند الله، والعمليات السرية المزعومة في إيران بما في ذلك الاغتيالات والانفجارات.

تعود بدايات التاريخ اليهودي في إيران إلى أواخر العصور التوراتية. تحتوي أسفار إشعيا، ودانيال، وعزرا، ونحميا، وأخبار الأيام، وأستير في الكتاب المقدس على مراجع لحياة اليهود وتجاربهم في بلاد فارس. في كتاب عزرا، يُنسب إلى الملك الفارسي كورش الكبير السماح لليهود وتمكينهم من العودة إلى أورشيلم (القدس حاليًا) وإعادة بناء هيكلهم؛ أُعيد بناء الهيكل، إذ جاء في الكتاب المقدس: «وكان شيوخ اليهود يبنون وينجحون حسب حجي النبوة والنبي زكريا ابن عدو. فبنوا وأكملوا حسب أمر إله إسرائيل وأمر كورش وداريوس وارتحششتا ملك فارس» (سفر عزرا 6:14). يُقال إن هذا قد وقع في أواخر القرن السادس قبل الميلاد، في الوقت الذي وُجد مجتمع يهودي راسخ ومؤثر في بلاد فارس. عاش اليهود الفارسيون في أراضي إيران اليوم لأكثر من 2700 سنة، منذ الشتات اليهودي الأول حين غزا شلمنصر الخامس مملكة إسرائيل (الشمالية) (722 قبل الميلاد) وأُرسل الإسرائيليين إلى الأسر في خراسان. في عام 586 قبل الميلاد، نفى البابليون مجموعات كبيرة من اليهود في منطقة يهودا وأرسلوهم إلى الأسر البابلي. عاش اليهود الذين هاجروا إلى بلاد فارس القديمة في مجتمعاتهم الخاصة.

في عام 1947، كانت إيران واحدة من الدول الإحدى عشرة التي اختيرت لتشكيل لجنة خاصة لفلسطين (لجنة اليونسكوب) للتوصية بحل لقضية الانتداب على فلسطين. بعد الكثير من المشاورات، قدمت اللجنة خطة التقسيم لفلسطين، التي حظيت بدعم ثمانية أعضاء من أصل أحد عشر عضوًا في اللجنة. عارضت إيران إلى جانب الهند ويوغوسلافيا الخطة، مع التنبؤ بأنها ستؤدي إلى تصاعد العنف. صوتت إيران ضد خطة التقسيم عندما تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلة إن الحفاظ على السلام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال دولة اتحادية واحدة. توقع شاه إيران، محمد رضا بهلوي، أن يؤدي التقسيم إلى قتال يستمر لأجيال.

منذ قيام دولة إسرائيل في عام 1948 وحتى الثورة الإيرانية وسقوط سلالة بهلوي في عام 1979، حافظت إسرائيل وإيران على علاقات وثيقة. كانت إيران ثاني دولة ذات غالبية مسلمة تعترف بإسرائيل دولةً ذات سيادة بعد تركيا. نظرت إسرائيل إلى إيران على أنها حليف طبيعي باعتبارها دولة غير عربية على حافة العالم العربي، وفقًا لمفهوم ديفيد بن غوريون لتحالف المحيط. كان لإسرائيل وفد دائم في طهران اعتُبر سفارةً بحكم الأمر الواقع، قبل تبادل السفراء في أواخر سبعينيات القرن العشرين.until 1979,

بعد حرب الأيام الستة، زودت إيران إسرائيل بجزء كبير من احتياجاتها النفطية، وشُحن النفط الإيراني إلى الأسواق الأوروبية عبر خط الأنابيب الإسرائيلي الإيراني المشترك إيلات-عسقلان. استمرت التجارة النشطة بين البلدين حتى عام 1979، مع نشاط شركات البناء والمهندسين الإسرائيليين في إيران. نظمت شركة العال الوطنية الإسرائيلية رحلات مباشرة بين تل أبيب وطهران. احتُفظ بالروابط والمشاريع العسكرية الإيرانية الإسرائيلية سرًا، ولكن يُعتقد أنها كانت واسعة النطاق، مثل المشروع العسكري المشترك المُسمى «مشروع الوردة» (1977-1979)، وهو محاولة إيرانية إسرائيلية لتطوير صاروخ جديد.

لم تُدفع الديون المستحقة لإيران من إسرائيل، والبالغة مليار دولار، مقابل الأعمال التي نُفّذت قبل الثورة الإيرانية. يأتي بعض الدين من النفط الذي اشترته إسرائيل، وينشأ مبلغ أكبر من تشغيل خط أنابيب النفط عبر إسرائيل ومرافق الموانئ المرتبطة به، والتي كانت مشروعًا مشتركًا بين الشركات الإسرائيلية وشركة النفط الإيرانية الوطنية. قرر مجلس الوزراء الإسرائيلي عدم دفع الدين في اجتماع عام 1979 ومنح تعويضًا قانونيًا للشركات الإسرائيلية المستحقة إياه. من المعروف أن حسابًا مصرفيًا إسرائيليًا واحدًا على الأقل يمتلك 250 مليون دولار ديون مستحقة لإيران. منذ ثمانينيات القرن العشرين، رفعت إيران دعاوى قضائية في المحاكم الأوروبية لسداد الديون وفازت بعدة قضايا. لكن يعد دفع الدين معقدًا قانونيًا بسبب العقوبات الدولية ضد إيران وحقيقة أن إسرائيل تصنف إيران دولةً معادية. في مايو عام 2015، أمرت محكمة أوروبية شركة أنابيب إيلات عسقلان بدفع 1.1 مليار دولار لإيران، وهو ما رفضته إسرائيل.

خلال حملة آية الله الخميني للإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي، طرأت مشكلة بين إيران وإسرائيل، التي كانت لها علاقات حميمة نسبيًا مع الشاه. أعلن الخميني إسرائيل «عدوًا للإسلام» و«الشيطان الصغير»، وسُميت الولايات المتحدة «الشيطان الأكبر».

قطعت إيران جميع علاقاتها الرسمية مع إسرائيل مباشرةً بعد الثورة الإيرانية عام 1979 التي شهدت قيام الجمهورية الإسلامية. تبنت التصريحات الرسمية، والمؤسسات الحكومية، والأحداث والمبادرات الخاضعة للعقوبات، موقفًا حادًا مناهضًا للصهيونية. أُغلقت السفارة الإسرائيلية في طهران بعد قطع العلاقات الدبلوماسية في 18 فبراير، وسُلّمت إلى منظمة التحرير الفلسطينية.

باعت إسرائيل إيران أسلحةً بقيمة 75 مليون دولار أمريكي من مخزونات الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وصناعات الطائرات الإسرائيلية، ومخزونات جيش الدفاع الإسرائيلي، في عملية صدف البحر في عام 1981. تضمنت المواد 150 مدفعًا مضادًا للدبابات من طراز إم 40 مع 24,000 قذيفة لكل منها، وقطع غيار لمحركات الدبابات والطائرات، وقذائف عيار 106 مم، و130 مم، و203 مم، و175 مم، وصواريخ تاو. نُقلت هذه المواد أولًا عن طريق شركة خطوط النقل الجوية الأرجنتينية في ريو دلابلاتا ثم عن طريق السفن بعد ذلك. في ذات العام، قدمت إسرائيل دعمًا عسكريًا فعالًا ضد العراق من خلال تدمير مفاعل أوزيراك النووي بالقرب من بغداد، الذي استهدفه الإيرانيون أنفسهم سابقًا، ولكن المبدأ التي أنشأه الهجوم (مبدأ بيغن للحرب الوقائية) زاد الصراع المحتمل في السنوات المقبلة.

بلغت مبيعات الأسلحة لإيران ما يقدر بنحو 500 مليون دولار منذ عام 1981 وحتى عام 1983 وفقًا لمعهد جاف للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب. دُفع معظمها عن طريق النفط الإيراني الذي نُقل إلى إسرائيل. وفقاً لأحمد حيدري، وهو تاجر أسلحة إيراني يعمل لدى حكومة الخميني، «إن 80% تقريبًا من الأسلحة التي اشترتها طهران فور نشوب الحرب صُنعت في إسرائيل».

في ديسمبر عام 2000، وصف آية الله علي خامنئي إسرائيل بأنها «ورم سرطاني» يجب إزالته من المنطقة. في عام 2005، أكد أن «فلسطين ملك للفلسطينيين، وأن مصير فلسطين أيضًا يجب أن يحدده الشعب الفلسطيني». في عام 2005، أوضح خامنئي موقف إيران بعد اندلاع ضجة دولية بسبب تعليق نُسب إلى الرئيس أحمدي نجاد مفاده أنه ينبغي «محو إسرائيل من الخريطة» بالقول إن «الجمهورية الإسلامية لم تهدد ولن تهدد أي دولة أبدًا».

مع انتخاب محمود أحمدي نجاد، وهو متعصب للسياسية الإيرانية، أصبحت علاقات الدول متوترة بشكل متزايد، إذ أصبحت الدول منخرطة في سلسلة من الصراعات بالوكالة وتنفذ عمليات سرية ضد بعضها.

خلال حرب لبنان عام 2006، يُعتقد أن الحرس الثوري الإيراني ساعد مقاتلي حزب الله بشكل مباشر في هجماتهم على إسرائيل. أشارت مصادر متعددة إلى مشاركة المئات من عناصر الحرس الثوري في إطلاق الصواريخ على إسرائيل خلال الحرب، وتأمين صواريخ بعيدة المدى لحزب الله. زُعم أن نشطاء الحرس الثوري شُوهدوا يعملون علانية في مواقع حزب الله الأمامية خلال الحرب. بالإضافة إلى ذلك، زُعم أن عناصر الحرس الثوري أشرفوا على هجوم حزب الله على فرقيطة آي إن إس هانيت بصاروخ سي 802 المضاد للسفن. أدى الهجوم إلى إلحاق أضرار بالغة بالسفينة الحربية وقتل أربعة من أفراد الطاقم. زُعم أن ما بين ستة إلى تسعة من نشطاء الحرس الثوري قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي خلال الحرب. طبقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد نُقلت جثثهم إلى سوريا ومن هناك نُقلت جوًا إلى طهران.

تل أبيب وطهران أعداء فى العلن وأصدقاء فى الخفاء.. 30 مليار دولار حجم الاستثمارات الإسرائيلية فى إيران.. حساب سرى لصالح دولة الخمينى.. ووزير دفاع سابق يرفض ضرب المنشآت النووية لأصوله الإيرانية

تل أبيب وطهران أعداء فى العلن وأصدقاء فى الخفاء.. 30 مليار دولار حجم الاستثمارات الإسرائيلية فى إيران.. حساب سرى لصالح دولة الخمينى.. ووزير دفاع سابق يرفض ضرب المنشآت النووية لأصوله الإيرانية

وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف

على الرغم من التصريحات العدائية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، والتهديدات المستمرة بضرب المنشآت النووية الإيرانية، إلا أنه على المستوى الرسمى فإن العلاقات بين طهران وتل أبيب تأخذ منحنا مغايرا.

وزير الخارجية الإيرانى: لا نمانع من علاقات دبلوماسية مع تل أبيب

وقال وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف إنه لا يمانع من إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إذا التزمت بحل الدولتين وانسحبت من المناطق التى احتلتها فى عام 1967.

وأضاف خلال الكلمة التى ألقاها مساء الأربعاء فى محاضرة نظمتها جامعة نيويورك ردا على سؤال مراسل موقع “واللا” الإسرائيلى أن المشكلة ليست مع إسرائيل، وإنما مع الممارسات التى ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين طيلة 67 عاما.

وأوضح أن إيران لا تمثل خطرا على إسرائيل فهى لم تفعل أى عداء ضد تل أبيب، مشيرا إلى أن المشكلة الحقيقة فى أن إسرائيل لا تريد فى حل مشاكلها مع المسلمين والعرب.

استثمارات ضخمة بين تل أبيب وطهران

وعلى جانب آخر كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” فى تقرير لها أن حجم الاستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضى الإيرانية بلغ 30 مليار دولار، كما أن إسرائيل تعتمد على التين والبلح الإيرانى، بالإضافة إلى أن هناك العشرات من الشركات الإسرائيلية تقيم علاقات تجارية مع إيران وأغلبها شركات نفطية تستثمر فى مجال الطاقة داخل إيران.

وأوضحت الصحيفة أن الجالية اليهودية فى إيران التى تعد أكبر جالية يهودية فى العالم حيث تبلغ 30 ألف يهودى، تلقى اهتماما واسعا من قبل رؤساء إيران بتوصية خاصة من على خامنئى، والعكس فإن نحو 200000 ألف يهودى إيرانى فى إسرائيل يحزون باهتمام الحكومة الإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن معابد اليهود فى طهران تجاوزت 200 معبد يهودى، فى حين أهل السنة فى طهران عددهم مليون ونصف المليون لا يسمح لهم بالصلاة فى مساجدهم.

كما تستفيد إيران من يهودها فى أمريكا عبر اللوبى اليهودى بالضغط على الإدارة الأمريكية لمنع ضرب إيران مقابل تعاون مشترك تقدمه إيران لشركات يهودية.

مناصب مهمة ليهود إيران فى إسرائيل

وأوضحت الصحيفة أن أغلب اليهود الذين تقلدوا مناصب مهمة فى إسرائيل من أصول إيرانية على سبيل المثال، بنيامين فؤاد اليعازر زعيم حزب العمل السابق ووزير البنى التحتية، وشاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلى الذى يعد من أكبر المعارضين لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية، وموشية كاتساف الرئيس الإسرائيلى الأسبق.

حساب سرى إسرائيلى لصالح إيران بمليارات الدولارات

وعلى جانب آخر، أرسلت رئيسة الرقابة العسكرية، سيما فكنين، برسالة حادة للمستشار القانونى للحكومة طالبته فيها إبلاغ الشاباك بفتح تحقيق حول اتهامات تخص مسئولين رفيعى المستوى سربوا معلومات سرية وحساسة عن إيران لصحيفة “هاآرتس” العبرية.

وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية أن تسريب المعلومات متعلق بنشر أسرار مفاوضات سرية وحساسة بين إيران وإسرائيل حول قضية تعود إلى 30 عاما وتخص اتهام إيران بدين مستحق على إسرائيل.

وأضافت القناة أن المعلومات التى سربت أضرت بإسرائيل وأن أكثر ما أغضب المسئولين فى الأجهزة الأمنية هو الكشف عن حساب سرى إسرائيلى أودعت فيه مليارات الدولارات خصصت للتسوية مع إيران.

وطالبت إيران تعويضا عن حصتها فى خط النفط (إيلات أشكلون) الذى كانت إيران شريكة فى ملكيته فى عهد الشاه، وذلك بموجب قرار لجنة تحكيم دولية.

كلما توغل الأميركيون والإيرانيون في الملف النووي بمفاوضات سرية أو علنية مباشرة أو غير مباشرة، يرفع الإسرائيليون من نغمة الانتقاد والتحذير للحليف الأميركي، وإظهار عدم التزامهم بأي اتفاق يتبلور بين المتفاوضين، ما يوفر لأنفسهم مساحة لحرية الحركة في التعامل مع ما يصفونه عادةً بالتهديد الوجودي.

الدور الإسرائيلي «العملي» في هذا الشأن يظل محصوراً في إطار التحريض والمشاغبة ونهش الأطراف، وكل ما تفعله إسرائيل ضد إيران لا يُنظر إليه أميركياً كعمل أساسي يخدم استراتيجيتها في الملف النووي، وهذا الملف على أهميته ليس كل شيء في هذه الاستراتيجية.

وبالإمكان وصف الأعمال الإسرائيلية داخل إيران وخارجها، بأنها ما دامت لا ترقى إلى فعل حربي جذري ينفَّذ ضد المنشآت النووية الإيرانية من دون التنسيق مع أميركا فما دون ذلك إن لم ينفع فلا يضر.

وإذا كانت إسرائيل غير أساسية في العمل الأميركي على الملف النووي، إلا أنها أكثر من أساسية في تقليم أظافر إيران في لعبة النفوذ التي مركزها في المحيط الإسرائيلي سوريا ولبنان، فما الذي يضر الأميركيين لو ظلت إسرائيل تكيل الضربات للوجود الإيراني في سوريا وتضرب ممر الإمدادات لـ«حزب الله» في لبنان… تحت سمع وبصر النظام السوري وحليفه الروسي، ما أنتج معادلة ربما لم تكن في حسابات الإيرانيين، وهي أن التمدد هناك لم يؤمّن نفوذاً مستقراً بل كان عبئاً تتضاعف خساراته كل يوم؟

الإسرائيليون لا يزعجون الأميركيين كثيراً حين يقولون إنهم غير ملزمين بأي اتفاق يتم بين حليفهم وعدوهم، بل على العكس من ذلك، فهم مرتاحون تماماً للموقف الإسرائيلي الذي يشكل قاعدة خلفية للاستراتيجية الأميركية الشاملة تجاه إيران، فإن تقيدت إيران بما ينتج عن المفاوضات من خلاصات متفق عليها فلن يكون بوسع إسرائيل أكثر من تسجيل موقف متحفظ تسعى من خلاله إلى الحصول على تعويضات أو ترضيات في أمور أخرى… وإن لم تتقيد إيران أو إن فشلت المفاوضات، فلا تضر الاستراتيجية الأميركية مشاغبات إسرائيل وأعمالها الاستخبارية والتحريضية داخل إيران وخارجها بل تنفعها.

إسرائيل تراقب عن كثب مجريات الحوار الأميركي الإيراني كاستثمار ثمين، وتعمل بكل ما لديها من قدرات استخبارية وعملياتية على ألا تكون رقماً ثانوياً في اللعبة الكبرى، وساستها أصحاب القرار يدركون تواضع تأثيرهم في القرارات الأميركية الرئيسية في الملف النووي، ويدركون كذلك أن الشبكة أوسع بكثير من حدود قدراتهم إذا ما نُظر بموضوعية إلى التأثير الأوروبي، غير أن ما يعده الإسرائيليون ضمانة لئلا يكونوا ثانويين في اللعبة الكبرى، أن يكونوا أساسيين في الجزء المتعلق بالنفوذ الإقليمي، وها هم يمارسون دورهم في هذا المجال؛ يضربون في سوريا وفي الممرات المؤدية إلى «حزب الله» بلا هوادة ومن دون معوقات أو ردود.

الإيرانيون الذين استعاروا من السوريين عبارة «نردّ في الوقت المناسب والمكان المناسب الذي نختار»، وفق التحليل الإسرائيلي، يمسكون بأكثر من بطيخة ضخمة في يدهم المتعبة، وقد يجدون أنفسهم أمام حتمية الخيار بين المضيّ قدماً في المشروع النووي عالي التكلفة وباهظ الثمن، والمضي في لعبة النفوذ الإقليمي المكلفة كذلك حتى في الأماكن التي ظن الإيرانيون أنها دانت لهم.

الرهان الإسرائيلي يتجه إلى أنْ لا ضمانة للكسب لو تواصل العمل الإيراني على كلا الاتجاهين.

إسرائيل تواصل استثمارها في الملف المفتوح على تساوي احتمالي النجاح أو الفشل، أما إيران فلا يعرف غير أصحاب القرار فيها ماذا سيفعلون.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here